صدرت أمس رواية الرمز المفقود The Lost Symbol للروائي الأمريكي دان براون، الذي ذاع صيته بعد روايته المثيرة للجدل شيفرة دافنشي (تجاوزت مبيعاتها 80 مليون نسخة)، واختارته مجلة تايم في قائمة “أكثر 100 شخص أثروا في العالم!”. وفي رصيد براون أربع روايات – قرأتها جميعاً – وهي : (الحصن الرقمي ،ملائكة وشياطين ،حقيقة الخديعة ،شيفرة دافنشي)، والملاحظ أن المؤلف كان يستغرق عاماً أو اثنين لانجاز رواياته، لكنه استغرق خمس سنوات كاملة في كتابة الرمز المفقود!! ، هل يعني هذا أن الرواية ستكون أفضل؟ أم لأن الحديث عن مؤامرة في الفاتيكان أسهل من التطرق للماسونية ذات الارتباط الوثيق بتاريخ “الولايات” والتي تملأ رموزها أبرز معالم العاصمة الأمريكية؟ لا أعلم .. لكنني أنتظر الرواية بفارغ الصبر منذ عدة سنوات! .
الطريف أن براون يقول: لست مؤمناً بنظرية المؤامرة، ويصف نفسه بأنه مجرد “رجل يخبر قصصا”، ثم يضيف “إنني أميل أكثر لأكون شكاكا، واعتقد أن أهم أسباب نجاح رواياتي هو بأنها مكتوبة من وجهة نظر شكاكة“، لكن قصصه جميعاً تدور في فلك نظرية المؤامرة وأجهزة المخابرات والمنظمات السرية (ماسونية، أخوية سيون، الطبقة المستنيرة)، ومن قرأ رواياته لاحظ أنه يملك خلفية جيدة في العلوم وتاريخ الفن والأديان، ولن يكون هذا غريباً إذا علمنا أن والده كان أستاذ رياضيات، بينما احترفت أمه الموسيقى الدينية، وأنه تزوج لاحقاً برسامة وأستاذة في تاريخ الفن! .
روبرت لانغدون الذي أصبح الشخصية الأساسية للمؤلف ظهر لأول مرة في رواية ملائكة وشياطين، (وهو بروفسور شهير متخرج من جامعة هارفرد، بارع في مجال دراسة الرموز الدينية وتحليلها)، وإذا أردت معرفة المزيد عن البروفسور لانغدون لا تتردد في زيارة موقعه الرسمي! .
فيما يخص الرواية الجديدة كان هناك تكتم شديد على أحداثها ولم يتم تسريب سوى القليل من التفاصيل، فعلى غلاف الرواية تظهر قبة الكابيتول مما يعني أن أحداث الرواية تدور في العاصمة واشنطن، والمؤمنون بنظرية المؤامرة يزعمون أن أهم معالمها (كالبيت الأبيض ومبنى الكونغرس والمسلة) أقيمت بأماكن محددة كانت قديماً معابد للشيطان، وأن مواقعها على الخريطة تظهر كما لو كانت في رؤوس نجمة خماسية (وهو رمز قديم يستخدم في السحر وله دلالات ماسونية)، ويكفي أن نقول أن العاصمة سميت تيمناً بجورج واشنطن أول رئيس أمريكي (وأحد أبرز الشخصيات في تاريخ الماسونية) .
عودة إلى أحداث الرواية .. إذ يقال أن لانغدون (محلل الرموز) مطالب بكشف أسرار مدينة واشنطن خلال 12 ساعة فقط (حولها الكاتب إلى 528 صفحة من المتعة)، مما يرجح أنها عن تاريخ الماسونية ورموزها المنتشرة في أرجاء واشنطن! ويدعم هذه الفرضية الاسم القديم للرواية، فقد أطلق عليها في البداية اسم (مفتاح سليمان The Solomon Key) في إشارة على ما يبدو لهيكل سليمان!.
نسيت أن أقول أن الدار العربية العلوم التي تملك الحقوق الحصرية لترجمة أعمال دان براون أعلنت أن الترجمة العربية ستصبح جاهزة للنشر قبل نهاية العام الحالي، لكن السؤال الغبي هو: متى ستصلنا الرواية في سورياااا ؟