الخطأ هو الافتراض القائل بأني افضل منك والتشكيك بذلك هو الصحيح . (أنا أفضل
منك ) هو الجنوح العنصري وهو تزوير للحقائق . ان كثيرا من الناس مع الشك في ان
كل ماورد لنا هو صحيح ولاغبار عليه .. يقول الشاعر العراقي والعالمي معروف
الرصافي :
وما كتب التاريخ في كل ماروتْ
لقرائها ، الأ حديثٌ ملفقُ!
نظرنا بأمر الحاضرين فرابنا
فكيف بأمر الغابرين نصدقُ؟
وفي مجال الفلسفة أُم العلوم وموشور النظر الى العالم أجمع كساحة لتطبيقاتها في
المعرفة والكشف عن الحقائق ، تغدو التأكيدات التاريخية محط شك . والشك قد يقود
الى العلم والشك اساس اليقين في ظروف عديدة . ان الكراهة تكمن ازاء ادعاء الجزء
بأنه الرائد في أي ميدان والآخرون هم تبعٌ وهم الذين لايفقهون . والمزوّرون
عديدون ودوافعهم انانية محلية ضيقة .
ان الوقوف مع الكل فضيلة ، واذا انبرى الجزء وقدم نفسه في مأثرة تاريخية
علمية فلسفية بحثية الطابع ، فانما ذلك هو من ابداعات الوعي العالمي والتطور
العلمي ونماذجه : غاليلو واديسون وانشتاين على سبيل المثال لا الحصر . انهم
ابناء الكوكب ، انهم ملك البشرية ونحن ننظر الى ثمارهم بوصفها انعكاسا للذهن
البشري الراقي مثلما هو التراث العالمي في الروحانيات والماديات .
العقول الصغيرة تصغر وتضيّق وتمايز وُتحيّز ، والكبيرة هي الكونية العشق
اللآنهائية في حب الانسانية . فلا ثمة اهمية لأن يكون لليونانيين عصب السبق في
الفلسفة بينما تشير كتابات ما الى ضرورة الانتباه الى ان تاريخ الفلسفة عند
اليونانيين قد بدأ بطاليس ( القرن السادس ق.م ) بينما حضارة الشرق كانت على
درجة من المنجزات المادية والروحية والعقلية ألخ . وان طاليس تلميذ عند المصرين
وفيثاغورس تأثر بعلوم الشرق وان افلاطون قد درس في الجامعة الكهنوتية في مصر
وكانت كتاباته تدل على تعلمه هناك وتأثره . نعم كل ذلك لايهم ان يُستند الى
الحضارة الشرقية او جامعات مصر . انها دائرة علمية وسيعة ، مع الاحتفاظ بالشك
في ان الفلاسفة لم يذهبوا لدراسة الفلسفة كتلاميذ مساكين يتعلمون فحسب ’ لربما
قد ذهبوا لاستلهام رؤية متممة للنظر الفلسفي .
وهل فكرة ( اصل العالم هو الماء ) مأخوذة فقط من تاريخ العراق ؟ لايوجد ماء في
العالم لتضاهيه ذات الأفكار في مناطق اخرى . فكرة الماء والحياة الاخرى وفكرة
الحساب والجحيم والثواب والجنة والحياة الاخلاقية لم يعرفها اليونانيون بل
أخذوها المساكين منا نحن عمالقة الفكر الانساني والبقية ترهات وعجيج آخر زمن !
ياالهي انقذنا من فكرة تكبيرنا وتصغير الآخرين .
لابد ان يقال هنا : ( انهم ونحن ) كلانا ثمار التاريخ البشري المبدع . ولو كان
هناك دليل قاطع على تأثرهم بنا فهذا لايزيدنا الاّ عزاء على هذه المرموقية من
الحضيض الذي وصلنا اليها اليوم على يد الكثير من الحكام القرقوزات وحثالات
المجتمع التي دمرت الاخلاق والفلسفة والبحث والفكر .
قل لي من انت الآن اقول لك ماهي قيمتك الحضارية . اننا لو كنا حقا على تلك
الدرجة من التنوع الفلسفي المسموح به تاريخيا لما تخلفنا الآن الى هذه الدرجة
من عقلية تأليه الذات وتمييز القائد والبطل والرئيس والملك المعصوم ، ولما
استخذى الشعب وانحنى للمارقين والعابرين في التاريخ من السراق والسماسرة
والمجانين والاوغاد والمشعوذين .
والخلاصة ما اهمية ان نقول ان الفراعنة اهتموا بمسائل فلسفية مثل المصير وخلود
النفس والثواب والعقاب دون سواهم او قبل سواهم . الموضوع لايعني شيئا البتة .
ان العلم كالهواء ارفده حتى لو كان في الصين . الفارق الزمني يمكن ان يجري
التلاعب به . وما اكثر المتلاعبين في السوق وفي الجامعة .
البابليون والفلك مثلا . ملحمة جلجامش والخلود ومفهوم الزمان هل هي من
اهتمامنا في بلاد الرافدين ومصر فقط دون اليونان ؟ . وهل هذا يعطي اليقين
القاطع بأنهم كشعب لم يفكروا بهذه الامور المصيرية والفلسفية . هناك كتابات
عديدة مضادة بلا سبب علمي وجيه . مفادها ان الهنود مثلا وفي كتاب الفيدا القديم
قد ذكروا كلمة الحكمة وقد قدموا للعالم مذهب وحدة الوجود . فهم الأقدم
والمتميزون .
والفرس لهم فلسفتهم الثنوية التي اثرت على فلسفة ديكارت . وفي الفلسفة الصينية
الاخلاق ومبدأ مابعد الطبيعة وكلاهما منارات فلسفية متوازية او تفوق اليونانيين
ذهنا وتسبقهم تاريخيا . هكذا تشير بعض الكتابات .
لكن السؤآل لماذا لم يرد أي تعريف للفلسفة اثناء دراستها اكاديميا من أي من هذه
الدول أعلاه . بل جميع الأساتذة يعتمدون على التعاريف اليونانية ؟ ألا يوجد
بالله عليهم نص (فرسو- عربي ) او ( صينو – بابليو – فرعوني ! ) لماذا التعريف
يوناني ؟ هذا هو ( دقي ومدقوقي ) . طيلة الوقت وبعض اساتذة الفلسفة يركزون على
تصغير ( همبركر ابو يونان ) وبالنتيجة يعودون ليقولوا أن تعريف ابو يونان
الحكيم للهمبرغر هو كيت وكيت .
ان هناك من يعرف السبب ! يعرف ان الخوف من شيوع ما هو اوروبي - فكري في
حياتنا هو الذي يؤدي ببعض الأساتذة الى ابعاد شبح ما يقرّونه داخليا او يضطرون
على الاقرار به . فنحن
( حسبما يريدون ) افضل من سوانا دائما . وان هذا الهاجس الارادوي الاستاذوي لو
بقي كما هو فانهم يحطمون شعوبنا بالكذب عليها .
جمالنا وخيولنا أفضل لكن عندما نريد ان نسافر ، نسافر بسيارة اوروبية وقطار
انترستي وطائرة كونكرد ونتعاطى بضاعة اوروبية والكومبيوتر والستلايت والموبيل
وحتى طعامنا ومشروبنا وحتى مصطلحاتنا اوروبية مع احترامنا لمن حاول تعريب
البنكرياس الى كلمة (المُعكثلة) وهي كلمة فاشلة لم تنتشر بل تنحدر مما هو عالمي
الى ماهو محلي والمفروض علميا ان لاننحدر بل ان نرقى من المحلي الى العالمي من
الوطن الصغير الى الكوكب والبحث عن لغة عالمية جامعة تساعد على التوصيل السريع
ولكي تترقى من خلالها هذه الملايين المرمية في عالم من ( ألف باء تنتونه ) .
اذن كل شئ تقريبا اوروبي ! اما فلسفتنا فلا ! لا ألف لا .. نحن اعمق من فلاسفة
( ايونيا ) حيث بدأ بهم فلاسفة اليونان ومن سقراط وارسطو وابيقور والرواقيين .
نحن ارقى من الرواقيين قاطبة. صحيح انهم عرّفوا الحكمة بوصفها "حقل تربته
العلوم الطبيعية واسيجته النقاش والجدل وثمرته الاخلاق ." . الا اننا مع
الاعتذار من شعوبنا صفر بالعلوم الطبيعية او تحت الواحد ! وبالنقاش والجدل فنحن
في الصفر المنجمد الجنوبي ... اننا أكثر امة رعبا من الجدل وشعارنا " مقتل
الرجل بين فكيه "والمفروض ان يكون الشعار : شكوّا تصحوا .... عبروا عن المكنون
تزدهر الفنون . ونحن نتخلف مادام هناك مناطق محرمة في الذهن نفكر بها ولانقوى
على التحدث بها . اما ثمارها الأخلاق فنحن والحق يقال :
اخلاقيّون ولكن الشاعر قال وذنبه على جنبه :
" عاشرت لاجلكَ ناسا لاخلاقَ لهم ....
لولاك ما كنت ادري انهم خلقوا " .
واخيرا لانريد لا اليونان ولا اليابان ولا الحلاق الثرثار. نريد فقط عودة
الاخلاق السامية ولو بدون معلم الينا ! وعودة ارنوبي في نهاية المسلسل الى امه
منك ) هو الجنوح العنصري وهو تزوير للحقائق . ان كثيرا من الناس مع الشك في ان
كل ماورد لنا هو صحيح ولاغبار عليه .. يقول الشاعر العراقي والعالمي معروف
الرصافي :
وما كتب التاريخ في كل ماروتْ
لقرائها ، الأ حديثٌ ملفقُ!
نظرنا بأمر الحاضرين فرابنا
فكيف بأمر الغابرين نصدقُ؟
وفي مجال الفلسفة أُم العلوم وموشور النظر الى العالم أجمع كساحة لتطبيقاتها في
المعرفة والكشف عن الحقائق ، تغدو التأكيدات التاريخية محط شك . والشك قد يقود
الى العلم والشك اساس اليقين في ظروف عديدة . ان الكراهة تكمن ازاء ادعاء الجزء
بأنه الرائد في أي ميدان والآخرون هم تبعٌ وهم الذين لايفقهون . والمزوّرون
عديدون ودوافعهم انانية محلية ضيقة .
ان الوقوف مع الكل فضيلة ، واذا انبرى الجزء وقدم نفسه في مأثرة تاريخية
علمية فلسفية بحثية الطابع ، فانما ذلك هو من ابداعات الوعي العالمي والتطور
العلمي ونماذجه : غاليلو واديسون وانشتاين على سبيل المثال لا الحصر . انهم
ابناء الكوكب ، انهم ملك البشرية ونحن ننظر الى ثمارهم بوصفها انعكاسا للذهن
البشري الراقي مثلما هو التراث العالمي في الروحانيات والماديات .
العقول الصغيرة تصغر وتضيّق وتمايز وُتحيّز ، والكبيرة هي الكونية العشق
اللآنهائية في حب الانسانية . فلا ثمة اهمية لأن يكون لليونانيين عصب السبق في
الفلسفة بينما تشير كتابات ما الى ضرورة الانتباه الى ان تاريخ الفلسفة عند
اليونانيين قد بدأ بطاليس ( القرن السادس ق.م ) بينما حضارة الشرق كانت على
درجة من المنجزات المادية والروحية والعقلية ألخ . وان طاليس تلميذ عند المصرين
وفيثاغورس تأثر بعلوم الشرق وان افلاطون قد درس في الجامعة الكهنوتية في مصر
وكانت كتاباته تدل على تعلمه هناك وتأثره . نعم كل ذلك لايهم ان يُستند الى
الحضارة الشرقية او جامعات مصر . انها دائرة علمية وسيعة ، مع الاحتفاظ بالشك
في ان الفلاسفة لم يذهبوا لدراسة الفلسفة كتلاميذ مساكين يتعلمون فحسب ’ لربما
قد ذهبوا لاستلهام رؤية متممة للنظر الفلسفي .
وهل فكرة ( اصل العالم هو الماء ) مأخوذة فقط من تاريخ العراق ؟ لايوجد ماء في
العالم لتضاهيه ذات الأفكار في مناطق اخرى . فكرة الماء والحياة الاخرى وفكرة
الحساب والجحيم والثواب والجنة والحياة الاخلاقية لم يعرفها اليونانيون بل
أخذوها المساكين منا نحن عمالقة الفكر الانساني والبقية ترهات وعجيج آخر زمن !
ياالهي انقذنا من فكرة تكبيرنا وتصغير الآخرين .
لابد ان يقال هنا : ( انهم ونحن ) كلانا ثمار التاريخ البشري المبدع . ولو كان
هناك دليل قاطع على تأثرهم بنا فهذا لايزيدنا الاّ عزاء على هذه المرموقية من
الحضيض الذي وصلنا اليها اليوم على يد الكثير من الحكام القرقوزات وحثالات
المجتمع التي دمرت الاخلاق والفلسفة والبحث والفكر .
قل لي من انت الآن اقول لك ماهي قيمتك الحضارية . اننا لو كنا حقا على تلك
الدرجة من التنوع الفلسفي المسموح به تاريخيا لما تخلفنا الآن الى هذه الدرجة
من عقلية تأليه الذات وتمييز القائد والبطل والرئيس والملك المعصوم ، ولما
استخذى الشعب وانحنى للمارقين والعابرين في التاريخ من السراق والسماسرة
والمجانين والاوغاد والمشعوذين .
والخلاصة ما اهمية ان نقول ان الفراعنة اهتموا بمسائل فلسفية مثل المصير وخلود
النفس والثواب والعقاب دون سواهم او قبل سواهم . الموضوع لايعني شيئا البتة .
ان العلم كالهواء ارفده حتى لو كان في الصين . الفارق الزمني يمكن ان يجري
التلاعب به . وما اكثر المتلاعبين في السوق وفي الجامعة .
البابليون والفلك مثلا . ملحمة جلجامش والخلود ومفهوم الزمان هل هي من
اهتمامنا في بلاد الرافدين ومصر فقط دون اليونان ؟ . وهل هذا يعطي اليقين
القاطع بأنهم كشعب لم يفكروا بهذه الامور المصيرية والفلسفية . هناك كتابات
عديدة مضادة بلا سبب علمي وجيه . مفادها ان الهنود مثلا وفي كتاب الفيدا القديم
قد ذكروا كلمة الحكمة وقد قدموا للعالم مذهب وحدة الوجود . فهم الأقدم
والمتميزون .
والفرس لهم فلسفتهم الثنوية التي اثرت على فلسفة ديكارت . وفي الفلسفة الصينية
الاخلاق ومبدأ مابعد الطبيعة وكلاهما منارات فلسفية متوازية او تفوق اليونانيين
ذهنا وتسبقهم تاريخيا . هكذا تشير بعض الكتابات .
لكن السؤآل لماذا لم يرد أي تعريف للفلسفة اثناء دراستها اكاديميا من أي من هذه
الدول أعلاه . بل جميع الأساتذة يعتمدون على التعاريف اليونانية ؟ ألا يوجد
بالله عليهم نص (فرسو- عربي ) او ( صينو – بابليو – فرعوني ! ) لماذا التعريف
يوناني ؟ هذا هو ( دقي ومدقوقي ) . طيلة الوقت وبعض اساتذة الفلسفة يركزون على
تصغير ( همبركر ابو يونان ) وبالنتيجة يعودون ليقولوا أن تعريف ابو يونان
الحكيم للهمبرغر هو كيت وكيت .
ان هناك من يعرف السبب ! يعرف ان الخوف من شيوع ما هو اوروبي - فكري في
حياتنا هو الذي يؤدي ببعض الأساتذة الى ابعاد شبح ما يقرّونه داخليا او يضطرون
على الاقرار به . فنحن
( حسبما يريدون ) افضل من سوانا دائما . وان هذا الهاجس الارادوي الاستاذوي لو
بقي كما هو فانهم يحطمون شعوبنا بالكذب عليها .
جمالنا وخيولنا أفضل لكن عندما نريد ان نسافر ، نسافر بسيارة اوروبية وقطار
انترستي وطائرة كونكرد ونتعاطى بضاعة اوروبية والكومبيوتر والستلايت والموبيل
وحتى طعامنا ومشروبنا وحتى مصطلحاتنا اوروبية مع احترامنا لمن حاول تعريب
البنكرياس الى كلمة (المُعكثلة) وهي كلمة فاشلة لم تنتشر بل تنحدر مما هو عالمي
الى ماهو محلي والمفروض علميا ان لاننحدر بل ان نرقى من المحلي الى العالمي من
الوطن الصغير الى الكوكب والبحث عن لغة عالمية جامعة تساعد على التوصيل السريع
ولكي تترقى من خلالها هذه الملايين المرمية في عالم من ( ألف باء تنتونه ) .
اذن كل شئ تقريبا اوروبي ! اما فلسفتنا فلا ! لا ألف لا .. نحن اعمق من فلاسفة
( ايونيا ) حيث بدأ بهم فلاسفة اليونان ومن سقراط وارسطو وابيقور والرواقيين .
نحن ارقى من الرواقيين قاطبة. صحيح انهم عرّفوا الحكمة بوصفها "حقل تربته
العلوم الطبيعية واسيجته النقاش والجدل وثمرته الاخلاق ." . الا اننا مع
الاعتذار من شعوبنا صفر بالعلوم الطبيعية او تحت الواحد ! وبالنقاش والجدل فنحن
في الصفر المنجمد الجنوبي ... اننا أكثر امة رعبا من الجدل وشعارنا " مقتل
الرجل بين فكيه "والمفروض ان يكون الشعار : شكوّا تصحوا .... عبروا عن المكنون
تزدهر الفنون . ونحن نتخلف مادام هناك مناطق محرمة في الذهن نفكر بها ولانقوى
على التحدث بها . اما ثمارها الأخلاق فنحن والحق يقال :
اخلاقيّون ولكن الشاعر قال وذنبه على جنبه :
" عاشرت لاجلكَ ناسا لاخلاقَ لهم ....
لولاك ما كنت ادري انهم خلقوا " .
واخيرا لانريد لا اليونان ولا اليابان ولا الحلاق الثرثار. نريد فقط عودة
الاخلاق السامية ولو بدون معلم الينا ! وعودة ارنوبي في نهاية المسلسل الى امه
