رجال تحت الشّمس.....رجال تحت الشّمس..
الحلقة الأولى..
****************************
رجال تحت الشّمس ،عنوان مجازي ومعرفي طموح ،لتحقيق أهداف اجتماعيّة محليّة وقطريّة نبيلة،وذلك عن طريق رفع الغطاء عن ملابسات بعض المشكلات الاجتماعيّة،وتحليل بنية إشكالاتها المعقدة،وتناولها بالنّقد البنّاء،وتسليط ضوء المعرفة على تفاصيل خططها وجزئياتها، ووضع بعض الحلول الجزئيّة لها إن أمكن،والمباشرة في تنفيذها_ تطوّعاً_ عن طريق برامج وخطط جمعيات المجتمع المدني،والمؤسسات الرّسميّة وغير الرّسميّة،وإن تعذّر، ساهم الجميع في شرحها وتوضيحها،لتتعرّى أمام شمس الحقيقة المجازيّة،والتي هي شمس المعرفة،بكلّ مضامينها الثقافيّة، ومفاهيمها الإنسانية، وقيمها الخلقية والاجتماعيّة المثلى،بغرض رفد مسيرة مجتمعنا الوطني والمحلّي والمدني، وتصويب بنائه على أسس وقواعد متينة،وركائز قوامها: خدمة المجتمع،وحبّ الوطن وإعلاء شموخه،وإرتقاء تقدمّه وازدهاره.
وما الرجال الذين يقومون بهذه المهمّة،إلارجال عظام ونجب، جمعتني وإياهم جلسسات ودّ وصفاء،وتحلّقنا حول مائدة واحدة، يغمر جوانبها الإنس والمسرّة والسعادة، ويزيّن أطرها باقة من الرياحين والورود المختلفة الأطياف والأشكال،وما هذه الورود الملّونة،والمتنوعة الأطياف والأشكال،إلا الشرائح الاجتماعية التي ينتمي إليها رجالات جلسة الصفاء والمودّة هذه،فمنهم صاحب الحرفة، والتاجر، والمعلّم، والطبيب، والصيدلي، والصحفي، والمحامي ،وغيرهم من فعاليات، وصنوف شرائح المجتمع، الذين حظيت بشرف لقائهم، والتعرّف إليهم ،وبالتالي إجراء الحوار والنّقاش معهم في مختلف القضايا.
ـ وكما يقول أحد الكتّاب(1):( لقاء الإنسان بالإنسان،الأفكار بالأفكار والأحلام بالأحلام..أو ليس هذا هو أحد أهداف الثقافة،وبعض من فعلها..!! ـ وبمشاركتهم جميعاً، نسهم وبقدر كبير من المسؤوليّة، والحسّ الوطني العالي، في طرح المشكلات الاجتماعية والبيئيّة والثقافية التي تعترض مسيرة تقدّم وازدهار مجتمعنا المحلي مع السعي دوماً لإيجاد الحلول المناسبة لها إن أمكن، كما ذكرت آنفاً.
وسوف أتناول وبإيجاز بعض الهموم والقضايا الاجتماعيّة،التي تعرّضت لها مناقشات جلسة الأمس.
1) المشكلة الأولى:(حفلة عيد الأمّ)..
أولاً:أولى هذه القضايا طرحها صديق لنا يعمل في إطار جمعيّة أهليّة، هي جمعيّة أصدقاء سلمية، التي أنتسب إليها،وكذلك معظم الحاضرين،وملخص المشكلة:يتمثل في أنّ جمعيّة أصدقاء سلمية،قررت إجراء نشاط اجتماعي ، بمناسبة عيد الأم في قرية عقارب،وقد قام برعاية هذا الحفل السيّد محافظ حماه،وقد تقرّر إجراء النشاط المذكور في صالة تابعة لمؤسسة رسميّة،وبعد الاتصالات، واللقاءات المكثفة مع الجهة المسؤولة عن هذه الصالة،رفض قبول الطلب،وبعد تدخل بعض الشخصيات الاجتماعية المرموقة في الموضوع ،تأجل موعد الاحتفال إلى فترة لاحقة،لم يحدّد موعدها بعد..فانظر معي يارعاك الله إلى مدى تعقيدات الروتين في بلدي،ووقوفه حائلاً في إنجاز كثير من المشاريع الاستثمارية، والبرامج التى تسعى جمعيّات المجتمع المدني في قطرنا لتحقيقها،مساهمة منها في بناء إقتصادنا الوطني على أسس من التعاون والتشارك والتطوّع ،التي تقود تنفيذ برامجه الطموحة(مشكورة) السيّدة الأولى (أسماء الأسد)رعاها الله وحفظها ذخراً لهذا الوطن.
2) المشكلة الثانية(جادوب الصنوبر):
طرحها أحد الأصدقاء،وملخّصها:في أنّ حشرة (الجادوب) التي تعشش على أغصان أشجار الصنوبر في غابات بلادنا القليلة،تنذر بخطر كبير يتمثل في يباس هذه الأشجار،وبالتالي حرمان ذرا هضابنا وجبالنا من غطائها الحراجي الذي بذلنا جهداً كبيراً،وأمضينا وقتاً طويلاّ حتى كسونا وشجّرنا قممها بهذه الحلّة الخضراء الجميلة،التي تنقي الجوّ، وتسهم في تغيير مناخنا الجاف،وتظلّل رؤوسنا بمظلة واقية من حرّ الصيف،وكم كنت أستمتع عندما كنت أقرأ:أنّ الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يسير من بغداد إلى الرّقة تحت ظلالها الوارفة.ولقد تعرّض الأصدقاء إلى أبعاد خطر هذه المشكلة،واتفقوا إلى أنّها لم تعد مشكلة محليّة،وإنما أصبحت مشكلة وطنيّة،تؤرق بال المسئولين في قطرنا،وفي القطر اللبناني الشقيق،وأنّ الدولة تتدخل لمعالجة هذه الآفة ميكانيكياً ،عن طريق بخ المساحات الشاسعة من الغابات جواً أو برّاً بالمبيدات الحشرية المناسبة،وقد اقترح أحد الأصدقاء أن تشارك جمعيّات المجتمع المدني بهذه الحملة وعلى مستوى التطوّع لمكافحة جادوب الصنوبر.على كلّ الحال فإنّ آفة جادوب الصنوبر تتطلب منّا اتخاذ كافة الاجراءات، التي تحدّ من انتشار خطر الآفة،والإسراع في مكافحتها والقضاء عليها،حرصاً منّا في المحافظة على بعض من الغطاء الحراجي الجميل، الذي يظلّل ذرا جبالنا وهضابنا بمظلة واقية كما ذكرنا،ويحمينا من خطر التصحّر الذي يزحف نحونا كالجراد.
3) المشكلة الثالثة والأخيرة(الأرصفة المشغولة، وحقوق المارة) ....
التي تناولها بحديثهم، سمّار جلسة الأمس،توضع تحت عنوان عريض:(الأرصفة المشغولة، وحقوق المارة) وملخص هذه المشكلة التي طرحها أحد الأصدقاء الأطباء:يقوم معظم أصحاب المحال التجارية في منطقة سلمية في إشغال الرصيف ،وذلك بعرض بضاعة مخازنهم التجارية على ناصيته،على مرأى ومسمع من موظفي البلدية العتيدة في منطقتنا،ممّا يتسبّب بحرمان المواطنين من السير على الرصيف، المخصّص في الأساس لهم،وهذا مايحرم المارة من حقّ لهم كفله الدستور،وبالتالي يفرض عليهم السير في وسط ،أو أطراف الشارع الرئيس،مما يعرضهم لخطر الحوادث الجسيمة التي قد تودي بحياتهم وحياة أطفالهم،وعندما سئل السادة موظفي البلدية عن ذلك،ولماذا لايمنعون هؤلاء من عرض بضاعتهم في داخل محالهم التجارية،أجابوا وبلسان عار من المسؤولية:إنهم لايستطيعون قطع أرزاق الناس..وردّاً على هذا الكلام نقول:
تقول القاعدة الفقهيّة والقانونية:(إنّ ما بني على خطأ،فهو خطأ)..
وعملاً بالمبدأ القائل:( تنتهي حريتي، عندما تبدأ حرية الآخرين)..
يجب على مسئولي بلديتنا العتيدة ،عدم المساس بالحقوق الشخصية والقانونية للمواطنين،وخاصة الحقوق التي أقرّها وصانها الدستور لهم.
أصدقائي القرّاء..ما أجمل أن يكون بعض من هذه الأرصفة، مقاهي رصيف تعرض على ناصيتها اللوحات الفنيّة،ومختلف ألوان الثقافة، أو يرتادها المثقفون من بلدي،كما في المدن الرّاقية،بدلاًّ من أن تكون واجهة مفتوحة لعرض السّلع التجاريّة،وخاصة أنّ سلمية معروفة بين المدن والبلدان، بأنّها بلد الفكر والثقافة.
فرحماك ربّي من هذا الاستهتار بحقوق المواطنة،واللجوء إلى ذرائع وحجج لاينطلي على أحد سبب الدفع بها..دفاعاً عن الخطأ والخطائين.
أيّها الأصدقاء أينما كنتم كونوا من هؤلاء الرجال الذين لم يرضوا أن تظللهم شمس الضلال والفساد، وأرادوا أن يسهموا في تجاوز العثرات والمشكلات التي تعترض مسيرة تقدّم وازدهار مجتمعنا ووطننا،على أسس واضحة، بتسليط نور شمس الحقيقة والمعرفة عليها..لنسهم جميعاً، ومعاً في بناء غد أفضل لنا ولأولادنا وأحفادنا من بعدنا.هدانا الله وإياكم سواء السبيل...وحسن الختام.. السّلام.
سلمية في /24/3/2010
الصديق: حيدرمحمود حيدر
*************************************************
(1)الكاتب هو الدكتور محسن الرّملي ..زاوية (جداريات) في الملحق الثقافي ـ جريدة الثورة ـ العدد/684/ تاريخ /23/3/2010