تنسب الإنجازات الحضارية والتقدم العلمي إلى عبقرية عدد من العلماء، ولكن عالم المستقبليات أدريان بيري له رأي مغاير إذ يرى أن العلماء ليس لهم دور في بناء الحضارة، ويذكر في كتابه (الخمسمئة عام المقبلة )
أن الحضارة يصنعها الحالمون لا العلماء، لأن العلماء يلتزمون بالثوابت العلمية، ويحصرون تفكيرهم بالمعارف المتوفرة لهم، أما الحالمون فإنهم يتجاوزون كل شيء، ويعيشون في عالم الافتراضات الذي لا نهاية له.
ويضرب عدة أمثلة على ذلك منها أن كريستوفر كولمبوس كان يحلم باكتشاف طريق جديدة إلى الهند عن طريق السفر غربا عبر المحيط الأطلسي، والتمس من فرديناند وإيزابيلا تمويل رحلته، فطلبا تشكيل لجنة من أكبر العلماء والجغرافيين للبحث في جدوى هذا المشروع ، وأمضت اللجنة أسابيع وأشهراً في البحث والدراسة، وفي عام 1486 رفعت تقريراً سلبياً يستسخف الفكرة ، وجاء في تقرير العلماء : (الثابت هو أن الأرض كروية، وإذا كان هنالك بشر على الجانب الآخر من الأرض فلا بد أن هؤلاء يمشون على رؤوسهم، بينما ترتفع أقدامهم إلى أعلى، وكل شيء عندهم مقلوب رأساً على عقب ، فهل هنالك شخص بهذا الغباء بحيث يصدق أن هنالك أشخاصا يسيرون على رؤوسهم، وأن الأشجار تنمو وأغصانها تتجه إلى الأرض، وأن المطر والبرد والثلج يصب نحو الأعالي؟) .
ويتابع التقرير القول: (إن المحيط الأطلسي يمتد إلى ما لا نهاية، ومن المحتمل أنه لا يصلح للإبحار، وبعد قرون من الخلق فإنه من المستبعد أن يجد المرء طرقاً أو أراضي غير معروفة لها أي قيمة ) .
ومن حسن حظ كولومبس أن إيزابيلا كانت متحمسة لرحلة كولمبوس، ولم تأخذ برأي الخبراء، وإلا لما عرف العالم شيئاً اسمه العالم الجديد المؤلف من القارتين الأميركيتين ، بل لما نشطت حركة الكشوفات الجغرافية التي شملت اكتشاف قارة ثالثة اسمها استراليا.
وعندما أعلن لوي داجير اختراعه للتصوير الفوتوغرافي عام 1839 استخف به الخبراء وشككوا باكتشافه قبل أن يروه ويجربوه، وكتب أحدهم في صحيفة لايبزغ : ( إن الرغبة في التقاط الانعكاسات سريعة الزوال ليست مستحيلة، كما أوضحت الاختبارات الألمانية الدقيقة، فقد خلق الله الإنسان على صورته، ولا يمكن لأي آلة يصنعها الإنسان أن تقوم بتحديد صورة صنعها الله ، ويمكن للإنسان أن يصف الفرنسي داجير الذي يفاخر بمثل هذه الأشياء التي لم يسمع بها الناس من قبل بأنه أغبى الأغبياء ) .
وننظر الآن لنرى ملايين البشر على الجانب الآخر من العالم القديم ، ولنرى آلة داجير تنتشر في كل مكان،وتلتقط الحركة والصوت وليس الصورة فقط كما كان يحلم.
أن الحضارة يصنعها الحالمون لا العلماء، لأن العلماء يلتزمون بالثوابت العلمية، ويحصرون تفكيرهم بالمعارف المتوفرة لهم، أما الحالمون فإنهم يتجاوزون كل شيء، ويعيشون في عالم الافتراضات الذي لا نهاية له.
ويضرب عدة أمثلة على ذلك منها أن كريستوفر كولمبوس كان يحلم باكتشاف طريق جديدة إلى الهند عن طريق السفر غربا عبر المحيط الأطلسي، والتمس من فرديناند وإيزابيلا تمويل رحلته، فطلبا تشكيل لجنة من أكبر العلماء والجغرافيين للبحث في جدوى هذا المشروع ، وأمضت اللجنة أسابيع وأشهراً في البحث والدراسة، وفي عام 1486 رفعت تقريراً سلبياً يستسخف الفكرة ، وجاء في تقرير العلماء : (الثابت هو أن الأرض كروية، وإذا كان هنالك بشر على الجانب الآخر من الأرض فلا بد أن هؤلاء يمشون على رؤوسهم، بينما ترتفع أقدامهم إلى أعلى، وكل شيء عندهم مقلوب رأساً على عقب ، فهل هنالك شخص بهذا الغباء بحيث يصدق أن هنالك أشخاصا يسيرون على رؤوسهم، وأن الأشجار تنمو وأغصانها تتجه إلى الأرض، وأن المطر والبرد والثلج يصب نحو الأعالي؟) .
ويتابع التقرير القول: (إن المحيط الأطلسي يمتد إلى ما لا نهاية، ومن المحتمل أنه لا يصلح للإبحار، وبعد قرون من الخلق فإنه من المستبعد أن يجد المرء طرقاً أو أراضي غير معروفة لها أي قيمة ) .
ومن حسن حظ كولومبس أن إيزابيلا كانت متحمسة لرحلة كولمبوس، ولم تأخذ برأي الخبراء، وإلا لما عرف العالم شيئاً اسمه العالم الجديد المؤلف من القارتين الأميركيتين ، بل لما نشطت حركة الكشوفات الجغرافية التي شملت اكتشاف قارة ثالثة اسمها استراليا.
وعندما أعلن لوي داجير اختراعه للتصوير الفوتوغرافي عام 1839 استخف به الخبراء وشككوا باكتشافه قبل أن يروه ويجربوه، وكتب أحدهم في صحيفة لايبزغ : ( إن الرغبة في التقاط الانعكاسات سريعة الزوال ليست مستحيلة، كما أوضحت الاختبارات الألمانية الدقيقة، فقد خلق الله الإنسان على صورته، ولا يمكن لأي آلة يصنعها الإنسان أن تقوم بتحديد صورة صنعها الله ، ويمكن للإنسان أن يصف الفرنسي داجير الذي يفاخر بمثل هذه الأشياء التي لم يسمع بها الناس من قبل بأنه أغبى الأغبياء ) .
وننظر الآن لنرى ملايين البشر على الجانب الآخر من العالم القديم ، ولنرى آلة داجير تنتشر في كل مكان،وتلتقط الحركة والصوت وليس الصورة فقط كما كان يحلم.