في 21من شهر مارس يحتفل العالم بعيد الام ويحتفل الشعر بالذكرى86 لميلاد الشاعر العربي
نزار قباني.
هو الشاعر الذي أجّل المرأة التي هي :الأم والحبيبة والأخت,ولم ينس أمه الكبرى ؛أمته العربية
التي كانت ترضع من نهد الجراح:الوجع والحزن.بعيدا عن نزار الذي عرفه الجميع بغزلياته في
المرأة وسمي بشاعرها
اليوم نحتفل بنزار الآخر والمرأة هذه المرة هي الأم والمدينة والأمة العربية ...
الأم التي تحولت الى أمة بعد الألم.
:هو الشاعر العربي الذي لم يخجل من إسم أمه يوما في قبيلة الرجال,هوالذي باح لها بسره
عن المه وحزنه طوال حياته
أيا امي..انا الولد الذي أبحر/ولازالت بخاطره
تعيش عروسة السكر/فكيف..كيف يا امي
..غدوت ابا ولم أكبر
:ولما توفي والده.استغل الفرصة ليعزي نفسه ويشكوا غربته لها هي-
اتى ايلول يا اماه/وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي/مدامعه وشكواه
اتى ايلول ,اين دمشق؟/اين ابي اين عيناه؟
واين حرير نظراته,واين عبير قهوته/سقى الله مثواه
:كان الاقرب لامه من بين إخوته؛لذلك حتى وهو في السبعين كان يشعر بانه طفل يريد
حضنها الحنون
طفت الهند..طفت السند..طفت العالم الاصفر
ولم اعثر/على إمراة تمشط شعري الاشقر
..وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر
كما تألم من اجل المراة التي سجنت في ظلمات العادات والتقاليد الظالمة للمجتمع ولا تعطى
حق في الحياة ولا يسمح لها بإسماع صوتها وكتب عنها ليحررها بشعره
ظلّ يتربع عرش الغزل ومتصل شعره بالمراة من دون سواها إلى ان جاءت هزيمة 1967م التي
ايقظت المشاعر والقلوب النيام ولم تتخط شعره,حيث أنه أطلق العنان لشعره السياسي ؛ الذي كان
محجوزا بين شعر أنثاه وعيونها وسيقانها
اتى شعره السياسي معلنا الكارثة التي افاقت عليها ذات صباح امتنا العربية,فلسطين الحزينة
التي قدمها العرب هدية لبني صهيون,احتلال جزء كبير من الاراضي العربية الحرة ومن بينها
الجولان
يا وطني الحزين/حولتني بلحظة
من شاعر يكتب الحب والحنين
.لشاعر يكتب بالسكين
:جرأته وشجاعته سمحتا له بان يذهب في نطاق اشمل من دمشق
دمشق..دمشق..يا شعرا / على حدقات اعيننا كتبناه
يا طفلا جميلا / من ضفائره صلبناه
جثونا على ركبته / وذبنا في محبته
...الى ان,في محبتنا ,قتلناه
وتمكن من الدخول في الشوارع الضيقة للازمات العربية,التمزق العربي الخداع العربي الكذب
على الذات ادعاء الوحدة والكيان الواحد ؛وهو في الحقيقة مثل حبات قمح رميت من شباك ..كل حبة
لا تعلم عن الاخرى شئ..وادرك جيدا أن العروبة وهما كبيرا,ليس ألا شكلا بلا فحوى وأنّ ابسط
مشكلة تعالج بالسلاح بين أبناء الضاد:بـ
انا يا صديقة متعب بعروبتي***فهل العروبة لعنة وعقاب؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا***فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى امام عشيرتي***واعيد..لكن ما هناك جواب
.وخريطة الوطن الكبير فضيحة***فحواجز..ومخافر..وكلاب
وأكد على أمر مهم جدا كانت البشرية تطلبه منذ الازل ؛وهو مطلب شرعي الحياة من دونه كالاكل
بلا ملح؛الا وهي الحرية
:فالمواقف الجادة تولد ميتة في غيابها والكلمة الصادقة لا تبلغ مقصدها إذا كانت حروفها
مسجونة بقيد الجلاد
يا سيدي..يا سيدي السلطان/لقد خسرت الحرب مرتين
لان نصف شعبنا ليس له لسان/ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟
قلت له:يا حضرة السلطان لقد خسرت الحرب مرتين
.لانك انفصلت عن قضية الإنسان
:ومازال الشاعر غاضبا على امتنا العربية وحالها يزداد سوءا عاما بعد عام,وهو في موقف
المحب الذي يعاتب حبيبه
أنا منذ خمسين عاما,ارقب حال العرب
..وهم يرعدون,ولا يمطرون
..وهم يدخلون الحروب,ولا يخرجون
..وهم يعلكون جلود البلاغة علكا
وحين رسمت بلون الغضب..
:وحين انتهى الرسم,ساءلت نفسي
...إذا اعلنوا ذات يوم وفاة العرب
ففي أي مقبرة يدفنون؟/ومن سوف يبكي عليهم؟
ليس لديهم بنات/وليس لديهم بنون/وليس هناك حزن/وليس هناك من يحزنون
للقدس؛اطلق صرخته وهو يعلم من هو العدو الذي اخذها هدية من العرب او من صمت العرب
او من موافقتهم وهو ايضا كما نحن جميعا ندرك حقده وتعطشه للدم والدمار وانتقامه من اناس
ليس لهم اية علاقة بالإجرام الا انّ لهم وطن جميل كبرتقال يافا وليمون
حيفا وقداسة القدس الشريف:بـ
يا طفلة جميلة محروقة الاصابع حزينة عيناك,يا مدينة البتول
حزينة حجارة الشوارع / حزينة مآذن الجوامع
.يا قدس..يا مدينة الاحزان/ يا دمعة كبيرة تجول في الاجفان
والاصعب من المصيبة والهزيمة هي فقدان الامل في تحقيق النصر مرة اخرى ,او تغيير الواقع
المرير لان العرب وهم اصحاب القضية بالدرجة الاولى عبدوا الصمت والهوا المال والخضوع:بـ
يا فلسطبن..لا تزالين عطشى***وعلى النفط نامت الصحراء
العباءات كلها من حرير***والليالي رخيصة حمراء
يا فلسطين..لا تنادي عليهم***قد تساوى الاموات والاحياء
قتل النفط ما بهم من سجايا***ولقد يقتل الثري الثراء
يا فلسطين لا تنادي قريشا*** فقريش ماتت بها الخيلاء
لا تنادي الرجال من عبد شمس*** لا تنادي,لم يبق إلا النساء
حزن على موت امه:فايزة.وتالم لغربته عن أمه الثانية :دمشق ومات متاثرا بهزائم ونكسات
ونكبات أمته العربية.
مات فبل ان يرى الاحتلال يدمر بلاد الرشيد, وفبل ان يرى ابناء واحفاد الهزائم العربية
هو مات ولكن شعره لن يموت لان القضايا التي عبّر عنها مازالت تولد وتتطور,في ظّل الحدود
والسجون والتعذيب العربي
وأثبت أنّ للمراة إغراء يقف عند حدود جسدها وللوطن غوايات تتخطى الحدود السياسية
والخارطة الجغرافية...أنه الخلود.
منقول