الأربعاء : 29-7-2009
حين قصدت بلدة وادي العيون في الأسبوع الماضي , كنت في واقع الحال أجهل ما تتميز به هذه البلدة من بهاء وجمال , بل قد يصل حال الإعجاب إلى حدود الانبهار, فالتنوع في سحر الطبيعة من حضور الجبال إلى الوديان والغابات والمواقع الأثرية , جميع هذه المقومات تذهب بك إلى الفرح والحزن في آن معاً , فالفرح لأن هذه الطبيعة تشكل في تفاصيلها مادة غنية للنهوض بصناعة السياحة ,والحزن لأن ثمة الكثير من النواقص التي تجعل نهوض هذه الصناعة أمراً متعذراً .... فماذا عن بعض التفاصيل ؟!
قد لا نبالغ لو قلنا: إن غرف الفنادق التابعة للقطاع الخاص معظمها شاغرة حتى أن القائمين على فنادق وادي العيون والبالغ عددها فندقين و/6/ مطاعم ومتنزهات شعبية أشاروا بكثير من الصراحة إلى تدني واقع السياحة في السنوات الأخيرة حيث بلغ عدد السياح النزلاء خلال حزيران في فندق شاهر /90/ نزيلاً فقط .. ومثل هذا الكلام لم يكن بحاجة إلى برهان نظراً لما شاهدناه في معظم المتنزهات الشعبية , من قصور الترويج السياحي وغياب القطاع العام غياباً تاماً عن الاستثمار السياحي وما نعنيه من هذا الكلام ... لأن الواقع السياحي في بلدة وادي العيون يترك الكثير من مشاعر الأسى , لا لشيء إلاَّ لأن هذه الطبيعة الساحرة والصخور والحجارة التاريخية يمكن أن تشكل مادة حقيقية لإنعاش السياحة في هذه البلدة .. لكن وعلى الرغم من ذلك ليس هناك ما يشير إلى الاهتمام بها سياحياً ... بل ويمكن القول ومن غير تردد إن مكامن القوة تتفوق على مكامن الضعف فإذا كانت وادي العيون تتربع على عرش من الروعة , يزينه ذلك النهر الذي يفصل الوادي إلى ميمنة وميسرة ويعطيه مزيداً من الخصائص التي قلما تتوافر في غيره .
وادٍ لو جلست في أحد متنزهاته لا عتقدت أنك تسكن في بقعة من الجنة ولوجدت نفسك أمام لوحة أبدع الخالق في تكوينها .. ينابيع رقراقة ومياه عذبة ونسمات لطيفة .. وجميعها حاضرة فإن الأمر الذي ما زال غائباً يتمثل في قصور الترويج وأساليب الاستثمار الحديثة .
وللاطلاع أكثر على الواقع الخدمي والسياحي في بلدة وادي العيون التقتينا رئيس مجلس البلدة السيد شادي برهوم فحدثنا قائلاً :
تعتبر بلدة وادي العيون من أجمل المواقع وأهم المصايف السياحية وهي تتبع إدارياً لمنطقة مصياف وتبعد عنها مسافة /22/ كم وعن مركز المحافظة حماة /62/ كم ويبلغ عدد سكانها /10/ آلاف نسمة وفيها بلدية أحدثت عام /1968/ ولها مخطط تنظيمي مصدق مساحته التنظيمية /375/ هكتاراً وهي تاريخ عريق ينبض بالحياة قديمة قدم التاريخ سكنها الإنسان منذ العصور البدائية بسبب وفرة المياه وموقعها الحصين وخصوبة الأرض حيث تتربع هذه البلدة الوادعة بين أحضان الجبال الشاهقة ضمن طبيعة خلابة , حيث يسودها مناخ معتدل طوال العام . ولا تتعدى درجة الحرارة فيها /33/ درجة مئوية وترتفع عن سطح البحر /600/ م وبها إمكانيات رائعة لصناعة السياحة الطبيعية .. هذه الأمور جعلت وادي العيون مقصد السياح والمتنزهين في سورية والأقطار العربية , يقصدونها للاطلاع على معالمها الأثرية والسياحية وللتمتع بمناظرها الخلابة .
وانطلاقاً من هذا الواقع تم مؤخراً الاهتمام بتحسين الواقع السياحي والخدمي في البلدة نظراً لموقعها الجغرافي الجميل ومناخها المميز وتوافر جميع مقومات نجاح السياحة الشعبية في المنطقة , ومنذ سنوات تم لحظ طرق البلدة ضمن خطة التعبيد والتزفيت , بهدف تخديم المواقع والمتنزهات السياحية في البلدة والتي يوجد فيها عدد من الفنادق والمطاعم السياحية وهي تقوم بتقديم كامل الخدمات السياحية , حيث لاحظنا بعد تحسين الواقع الخدمي إقبالاً سياحياً من خلال قدوم أعداد كبيرة من السياح والمصطافين من مختلف المناطق , وهذا الأمر دفعنا لتقديم أكبر قدر ممكن من الخدمات والمرافق ضمن الإمكانيات المتاحة .
وحول واقع الخدمات أضاف رئيس مجلس البلدة قائلاً :
تعمل البلدية من أجل تأمين المتطلبات الضرورية للمواطنين حيث تم استبدال كامل شبكة مياه الشرب والتي بوشر العمل بها منذ عام 2002 بكلفة /15/ مليون ليرة سورية أثناء وضع الدراسة كما تم تنفيذ مشروع الصرف الصحي واستلامه بشكل كامل وذلك بكلفة /6/ ملايين ليرة سورية وطوله /3,5/ كم ط
ونقوم حالياً بتنفيذ مشروع أرصفة وأطاريف بكلفة /2/ مليون ل.س وطوله 1,5 كم ط .
ولدينا أيضاً مشروع حفر بئر لمياه الشرب أيضاً تم تنفيذ عدد من المصارف المطرية والأقنية البيتونية , ضمن المخطط التنظيمي وقامت البلدية بصيانة شبكة الكهرباء وتركيب أجهزة كهربائية وقمنا بتعزيل طرقات البلدة بكلفة /800/ ألف ليرة سورية بالإضافة إلى تنفيذ مدرجات ضمن الأحياء السكنية بطريقة العمل الشعبي .
وبالنسبة للمخطط التنظيمي فهو يلبي حاجة التوسع العمراني والتزايد السكاني لعشرات السنين بعد أن تم تعديل المخطط القديم وتحديثه بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق وفي مجال النظافة نقوم يومياً بجمع القمامة وترحيلها ورش المبيدات الحشرية حسب الحاجة والظروف الجوية المناسبة .
هل نجيد لغة التعامل مع الطبيعة وسحرها ؟
وفي أحد المتنزهات الشعبية التقينا مجموعة من السياح العرب الذين أجمعوا على القول : سمعنا الكثير عن بلدة وادي العيون بأنها تجمع بين كثرة غناها بالأوابد والآثار التاريخية وبين كثرة تنوع مناطقها السياحية ذات الطبيعة الرائعة والمناخ المعتدل في كل فصول السنة , وذلك بسبب موقعها على السفوح الغربية لجبال الساحل التي يتعرض دائماً لرياح ناعمة ونسمات عليلة لذلك , جئنا إليها فوجدناها لوحة فنية متكاملة تصور الطبيعة الصامتة بأزهى حللها وقضينا فيها أوقاتاً جميلة .... فالخدمات السياحية جيدة رغم غياب الاستثمار السياحي المطلوب .
والتقينا السيد ابراهيم محمد عباس رئيس شعبة آثار مصياف الذي قال :
بلدة وادي العيون بالإضافة إلى كونها تتمتع بطبيعة ساحرة مميزة بجمالها وينابيعها فإنها تتمتع بمكانة تاريخية عظيمة وفي البلدة آثار تدل على ذلك ففيها مدافن وآثار تعود إلى العصور القديمة , ومسجلة في أرشيف وزارة السياحة وفي هذا المجال لابد من الاستثمار السياحي والاستفادة من قراءة التاريخ في صناعة السياحة في بلدة وادي العيون وغيرها من المناطق الأخرى وهنا نشير إلى ان الاستثمار يغيب عن وادي العيون وعن غيرها من المواقع السياحية القديمة .
وادي العيون بلدة هادئة تترقب من يمد إليها يد العون لإبراز ما تحتويه من مقومات سياحية رائعة حيث المناخ الهادئ والنظيف لا شيء سوى الطبيعة بعذريتها ونقائها , كل هذه الميزات تجعل من مسألة الاهتمام باستثمار المنطقة الوادعة مغرية , كونها غنية بكل ما يجتذب الزائر , إلا أنها تفتقر لأي نوع من الخدمات السياحية العامة .
ونحن إذ نشير إلى هذا الواقع , والموقع الجميل , نذكر الجهات المعنية بضرورة تأمين هذه الخدمات الضرورية والمفقودة , لاسيما فيما يتعلق بوسائل النقل السياحية ومتطلبات الإقامة نظراً للأهمية التي يشكلها القطاع السياحي اقتصادياً واجتماعياً .
حين قصدت بلدة وادي العيون في الأسبوع الماضي , كنت في واقع الحال أجهل ما تتميز به هذه البلدة من بهاء وجمال , بل قد يصل حال الإعجاب إلى حدود الانبهار, فالتنوع في سحر الطبيعة من حضور الجبال إلى الوديان والغابات والمواقع الأثرية , جميع هذه المقومات تذهب بك إلى الفرح والحزن في آن معاً , فالفرح لأن هذه الطبيعة تشكل في تفاصيلها مادة غنية للنهوض بصناعة السياحة ,والحزن لأن ثمة الكثير من النواقص التي تجعل نهوض هذه الصناعة أمراً متعذراً .... فماذا عن بعض التفاصيل ؟!
قد لا نبالغ لو قلنا: إن غرف الفنادق التابعة للقطاع الخاص معظمها شاغرة حتى أن القائمين على فنادق وادي العيون والبالغ عددها فندقين و/6/ مطاعم ومتنزهات شعبية أشاروا بكثير من الصراحة إلى تدني واقع السياحة في السنوات الأخيرة حيث بلغ عدد السياح النزلاء خلال حزيران في فندق شاهر /90/ نزيلاً فقط .. ومثل هذا الكلام لم يكن بحاجة إلى برهان نظراً لما شاهدناه في معظم المتنزهات الشعبية , من قصور الترويج السياحي وغياب القطاع العام غياباً تاماً عن الاستثمار السياحي وما نعنيه من هذا الكلام ... لأن الواقع السياحي في بلدة وادي العيون يترك الكثير من مشاعر الأسى , لا لشيء إلاَّ لأن هذه الطبيعة الساحرة والصخور والحجارة التاريخية يمكن أن تشكل مادة حقيقية لإنعاش السياحة في هذه البلدة .. لكن وعلى الرغم من ذلك ليس هناك ما يشير إلى الاهتمام بها سياحياً ... بل ويمكن القول ومن غير تردد إن مكامن القوة تتفوق على مكامن الضعف فإذا كانت وادي العيون تتربع على عرش من الروعة , يزينه ذلك النهر الذي يفصل الوادي إلى ميمنة وميسرة ويعطيه مزيداً من الخصائص التي قلما تتوافر في غيره .
وادٍ لو جلست في أحد متنزهاته لا عتقدت أنك تسكن في بقعة من الجنة ولوجدت نفسك أمام لوحة أبدع الخالق في تكوينها .. ينابيع رقراقة ومياه عذبة ونسمات لطيفة .. وجميعها حاضرة فإن الأمر الذي ما زال غائباً يتمثل في قصور الترويج وأساليب الاستثمار الحديثة .
وللاطلاع أكثر على الواقع الخدمي والسياحي في بلدة وادي العيون التقتينا رئيس مجلس البلدة السيد شادي برهوم فحدثنا قائلاً :
تعتبر بلدة وادي العيون من أجمل المواقع وأهم المصايف السياحية وهي تتبع إدارياً لمنطقة مصياف وتبعد عنها مسافة /22/ كم وعن مركز المحافظة حماة /62/ كم ويبلغ عدد سكانها /10/ آلاف نسمة وفيها بلدية أحدثت عام /1968/ ولها مخطط تنظيمي مصدق مساحته التنظيمية /375/ هكتاراً وهي تاريخ عريق ينبض بالحياة قديمة قدم التاريخ سكنها الإنسان منذ العصور البدائية بسبب وفرة المياه وموقعها الحصين وخصوبة الأرض حيث تتربع هذه البلدة الوادعة بين أحضان الجبال الشاهقة ضمن طبيعة خلابة , حيث يسودها مناخ معتدل طوال العام . ولا تتعدى درجة الحرارة فيها /33/ درجة مئوية وترتفع عن سطح البحر /600/ م وبها إمكانيات رائعة لصناعة السياحة الطبيعية .. هذه الأمور جعلت وادي العيون مقصد السياح والمتنزهين في سورية والأقطار العربية , يقصدونها للاطلاع على معالمها الأثرية والسياحية وللتمتع بمناظرها الخلابة .
وانطلاقاً من هذا الواقع تم مؤخراً الاهتمام بتحسين الواقع السياحي والخدمي في البلدة نظراً لموقعها الجغرافي الجميل ومناخها المميز وتوافر جميع مقومات نجاح السياحة الشعبية في المنطقة , ومنذ سنوات تم لحظ طرق البلدة ضمن خطة التعبيد والتزفيت , بهدف تخديم المواقع والمتنزهات السياحية في البلدة والتي يوجد فيها عدد من الفنادق والمطاعم السياحية وهي تقوم بتقديم كامل الخدمات السياحية , حيث لاحظنا بعد تحسين الواقع الخدمي إقبالاً سياحياً من خلال قدوم أعداد كبيرة من السياح والمصطافين من مختلف المناطق , وهذا الأمر دفعنا لتقديم أكبر قدر ممكن من الخدمات والمرافق ضمن الإمكانيات المتاحة .
وحول واقع الخدمات أضاف رئيس مجلس البلدة قائلاً :
تعمل البلدية من أجل تأمين المتطلبات الضرورية للمواطنين حيث تم استبدال كامل شبكة مياه الشرب والتي بوشر العمل بها منذ عام 2002 بكلفة /15/ مليون ليرة سورية أثناء وضع الدراسة كما تم تنفيذ مشروع الصرف الصحي واستلامه بشكل كامل وذلك بكلفة /6/ ملايين ليرة سورية وطوله /3,5/ كم ط
ونقوم حالياً بتنفيذ مشروع أرصفة وأطاريف بكلفة /2/ مليون ل.س وطوله 1,5 كم ط .
ولدينا أيضاً مشروع حفر بئر لمياه الشرب أيضاً تم تنفيذ عدد من المصارف المطرية والأقنية البيتونية , ضمن المخطط التنظيمي وقامت البلدية بصيانة شبكة الكهرباء وتركيب أجهزة كهربائية وقمنا بتعزيل طرقات البلدة بكلفة /800/ ألف ليرة سورية بالإضافة إلى تنفيذ مدرجات ضمن الأحياء السكنية بطريقة العمل الشعبي .
وبالنسبة للمخطط التنظيمي فهو يلبي حاجة التوسع العمراني والتزايد السكاني لعشرات السنين بعد أن تم تعديل المخطط القديم وتحديثه بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق وفي مجال النظافة نقوم يومياً بجمع القمامة وترحيلها ورش المبيدات الحشرية حسب الحاجة والظروف الجوية المناسبة .
هل نجيد لغة التعامل مع الطبيعة وسحرها ؟
وفي أحد المتنزهات الشعبية التقينا مجموعة من السياح العرب الذين أجمعوا على القول : سمعنا الكثير عن بلدة وادي العيون بأنها تجمع بين كثرة غناها بالأوابد والآثار التاريخية وبين كثرة تنوع مناطقها السياحية ذات الطبيعة الرائعة والمناخ المعتدل في كل فصول السنة , وذلك بسبب موقعها على السفوح الغربية لجبال الساحل التي يتعرض دائماً لرياح ناعمة ونسمات عليلة لذلك , جئنا إليها فوجدناها لوحة فنية متكاملة تصور الطبيعة الصامتة بأزهى حللها وقضينا فيها أوقاتاً جميلة .... فالخدمات السياحية جيدة رغم غياب الاستثمار السياحي المطلوب .
والتقينا السيد ابراهيم محمد عباس رئيس شعبة آثار مصياف الذي قال :
بلدة وادي العيون بالإضافة إلى كونها تتمتع بطبيعة ساحرة مميزة بجمالها وينابيعها فإنها تتمتع بمكانة تاريخية عظيمة وفي البلدة آثار تدل على ذلك ففيها مدافن وآثار تعود إلى العصور القديمة , ومسجلة في أرشيف وزارة السياحة وفي هذا المجال لابد من الاستثمار السياحي والاستفادة من قراءة التاريخ في صناعة السياحة في بلدة وادي العيون وغيرها من المناطق الأخرى وهنا نشير إلى ان الاستثمار يغيب عن وادي العيون وعن غيرها من المواقع السياحية القديمة .
وادي العيون بلدة هادئة تترقب من يمد إليها يد العون لإبراز ما تحتويه من مقومات سياحية رائعة حيث المناخ الهادئ والنظيف لا شيء سوى الطبيعة بعذريتها ونقائها , كل هذه الميزات تجعل من مسألة الاهتمام باستثمار المنطقة الوادعة مغرية , كونها غنية بكل ما يجتذب الزائر , إلا أنها تفتقر لأي نوع من الخدمات السياحية العامة .
ونحن إذ نشير إلى هذا الواقع , والموقع الجميل , نذكر الجهات المعنية بضرورة تأمين هذه الخدمات الضرورية والمفقودة , لاسيما فيما يتعلق بوسائل النقل السياحية ومتطلبات الإقامة نظراً للأهمية التي يشكلها القطاع السياحي اقتصادياً واجتماعياً .
