المواطن العربي يقرأ 6 دقائق في السنة
ثقافة
الأثنين: 15-9-2008
رياض محناية
أليس من العار على أمة إقرأ أن تستخدم من ورق الطباعة عشر ما تستخدمه بلجيكا...تساؤل يفرض نفسه عليّ بإلحاح فالمواطن العربي يقرأ "6" ستة دقائق في السنة مقابل "36" ساعة عند نظيره الغربي .
لقد قرأت بالأمس تقريرا عن ندوة ميول القراءة عند فئات الشعب العربي نظمها المجلس الأعلى للثقافة في مصر وشارك في أبحاثها ومداخلاتها عدد من الأدباء والباحثين والناشرين , أوضح فيها الدكتور شعبان خليفة مقرر لجنة النشر والكتاب بالمجلس، أن الدول المتقدمة عنيت لرصد ميول القراء لديها، في حين نرى أن آخر دراسة لدينا تمت منذ أكثر من 40 عاما وفيها كشفت أن 30% من الشعب يقرأ قراءة حرة من الجرائد والمجلات، وأن غالبية المشترين بنسبة 63% من غير المتزوجين، وأن 96 % من المشترين لديهم أجهزة راديو وذكر خليفة بمقولة الحكيم خيتي لابنه بيبي: "عليك أن توجه قلبك للكتب فلا شيء يعلو عليها ليتني أستطيع أن أجعلك تحب الكتب أكثر من أمك، وليتني أستطيع أن أريك جمالها، إنها أعظم من أي شيء آخر". أما عن معدلات القراءة فتوضح الدكتورة فردوس حامد أن معدل القراءة للإنسان العربي يضمحل كثيرا فوفقا لآخر الإحصاءات فإن معدل القراءة عند الإنسان العربي 6 دقائق في السنة مقابل 36 ساعة عند نظيره الغربي، أما الناشرون العرب مجتمعون فإنهم يصدرون سنويا كتابا واحدا لكل ربع مليون شخص في العالم العربي مقابل كتاب يصدر لكل خمسة آلاف شخص في الغرب، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مائة كتاب تصدر في الغرب. أما الطفل العربي فيكتب له أسبوعيا كلمة واحدة وصورة واحدة، في حين أن الطفل الأمريكي نصيبه الأسبوعي 12 مجلة. الكاتب الدكتور كمال الدين حسين أستاذ الأدب المسرحي والدراسات الشعبية بجامعة القاهرة ذهب إلى أننا بالفعل مجتمعات لا تقرأ، مستشهدا على ذلك بأنه في السنوات الأخيرة تطبع مجرد عشرات النسخ وتظل بالخمس والعشر سنوات دون استخدامها. ويرجع السبب إلى أننا فقدنا مفهوم التعليم الذاتي بسبب التعليم التلقيني، ومنافسة الوسائل الإعلامية في إضاعة الوقت، كذلك العقلية المادية لدى الشباب بدلا من العقلية القرائية. وتبين الباحثة ملكة رشاد أن العولمة غير السوية ترى أن خصوصية الثقافة العربية تتجلى في ركيزة الدين، ومن ثم يكون تدمير الدين تدميرا للثقافة، وتدمير الثقافة تدمير للدين، ومن هذا السياق تم الصاق الإسلام بصفة الإرهاب، ووصفوا الثقافة العربية بالتحجر والجمود والتخلف. ولذلك فإن أهمية الثقافة والكتابة مسألة حيوية نظرا لما يتهددنا من غزو فكري يحاول طمس حضارتنا وإذابة هويتنا يذكر نبيل فرج الكاتب الصحفي لو أن الحركة النقدية في بلادنا كانت يقظة بالقدر الكافي للكتب القديمة المطروحة على الأرصفة ولما يطبع منها ويباع في أسواقها الأسبوعية، مدركة لما تزخر به خزائن الكتب في المساجد والمعاهد الدينية والأديرة وغيرها من كتب تأدبت بها الأجيال، لانقلبت الموازين الخاصة بتاريخ الثقافة العربية ويلفت الأنظار إلى أهمية أسواق الكتب القديمة المنتشرة، والنظر إليها كظاهرة حضارية التقت فيها على الورق الثقافة الشعبية بالثقافة العربية بثقافات العالم. ويضيف الباحث انه مهما انطوت هذه الظاهرة على أعواد جافة متيبسة فإنها تستحق أن نناشد المسؤولين برعاية هذه الأسواق ويرى الناشر محمد رشاد أن المشكلة الأساسية في التعليم فمنذ بداية الستينات أصبحت وزارات التربية والتعليم هي المؤلف والرسام والمخرج والمنتج والناشر. وضرب الناشر المثال بدولة قطر التي ألغت وزارة التربية والتعليم، وسلطنة عمان التي تدعم المكتبات المدرسية بـ 2 مليون دولار. وأضاف أنه منذ 4 سنوات نطالب بعمل دراسة لمعرفة ميول القراءة لمعرفة أين يسير المجتمع، ولكن وزارات الثقافة تخلفت لأن الدراسة ستكلفها موضحا أن الإحصاءات التي نعتمد عليها غير صحيحة، وصناعة النشر ليس لديها قاعدة بيانات. ولفت حسام عبد القادر إلى أن القراءة اختلفت باختلاف التكنولوجيا، فبعد أن كانت القراءة تتم بالشكل التقليدي من خلال المطبوعات، تحولت الآن إلى قراءة رقمية تتم من خلال وسائط تكنولوجية مثل الكمبيوتر والموبايل والكتاب الإلكتروني. ويتناول تأثير التكنولوجيا على طبيعة القراءة التي أدت إلى اختصار المادة المقروءة مثلما نرى في الرسائل الإخبارية التي يتم فيها الاكتفاء بعنوان الخبر، ونفس الأمر يحدث مع الإبداعات الأدبية فأصبحت القصيدة قصيرة وظهرت القصص القصيرة جدا، وقلت صفحات الروايات كثيرا عن الماضي. كذلك الأخبار والمقالات الصحفية أصبحت تستخدم الجمل القصيرة والسريعة، وظهرت تقنيات مساعدة على القراءة مثل استخدام برامج الجرافيك. واستخدام خاصية الروابط في الفن القصصي مثلما قام الدكتور محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب في نظريته عن الأدب الافتراضي وقيامه باستخدام برامج وصور تساعد القارئ على تخيل جو القصة أو الرواية . ويرى أن عناصر القراءة الرقمية كلها محفزة للتشجيع على القراءة عكس ما يظن البعض، فبعد أن كان الفرد يذهب ليشتري الجريدة أو الكتاب ليتعرف على خبر أو متابعة موضوع أصبح كل هذا في متناول يديه من خلال جهاز الكمبيوتر واتصاله بالنت. وبعد أن نزلت معدلات القراءة في منتصف الثمانينات حتى منتصف التسعينات كثيرا، ارتفعت هذه المعدلات مرة أخرى وبشكل هائل ولكن في صور وأشكال مختلفة، فقد يكون معدل شراء الكتب المطبوعة في نقصان وقد تشتكي بعض الصحف من سوء التوزيع إلا أن هذه مجرد عوامل اقتصادية تمنع المشتري وفي المقابل يلجأ للوسيلة الأسهل والأرخص وهي القراءة الرقمية.
____________________________________
ملاحظة:حبيت أنقل الموضوع لأهميته...وشكرا
http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=52327601020080914222925 وهي الرابط.
ثقافة
الأثنين: 15-9-2008
رياض محناية
أليس من العار على أمة إقرأ أن تستخدم من ورق الطباعة عشر ما تستخدمه بلجيكا...تساؤل يفرض نفسه عليّ بإلحاح فالمواطن العربي يقرأ "6" ستة دقائق في السنة مقابل "36" ساعة عند نظيره الغربي .
لقد قرأت بالأمس تقريرا عن ندوة ميول القراءة عند فئات الشعب العربي نظمها المجلس الأعلى للثقافة في مصر وشارك في أبحاثها ومداخلاتها عدد من الأدباء والباحثين والناشرين , أوضح فيها الدكتور شعبان خليفة مقرر لجنة النشر والكتاب بالمجلس، أن الدول المتقدمة عنيت لرصد ميول القراء لديها، في حين نرى أن آخر دراسة لدينا تمت منذ أكثر من 40 عاما وفيها كشفت أن 30% من الشعب يقرأ قراءة حرة من الجرائد والمجلات، وأن غالبية المشترين بنسبة 63% من غير المتزوجين، وأن 96 % من المشترين لديهم أجهزة راديو وذكر خليفة بمقولة الحكيم خيتي لابنه بيبي: "عليك أن توجه قلبك للكتب فلا شيء يعلو عليها ليتني أستطيع أن أجعلك تحب الكتب أكثر من أمك، وليتني أستطيع أن أريك جمالها، إنها أعظم من أي شيء آخر". أما عن معدلات القراءة فتوضح الدكتورة فردوس حامد أن معدل القراءة للإنسان العربي يضمحل كثيرا فوفقا لآخر الإحصاءات فإن معدل القراءة عند الإنسان العربي 6 دقائق في السنة مقابل 36 ساعة عند نظيره الغربي، أما الناشرون العرب مجتمعون فإنهم يصدرون سنويا كتابا واحدا لكل ربع مليون شخص في العالم العربي مقابل كتاب يصدر لكل خمسة آلاف شخص في الغرب، أي مقابل كل كتابين يصدران في العالم العربي هناك مائة كتاب تصدر في الغرب. أما الطفل العربي فيكتب له أسبوعيا كلمة واحدة وصورة واحدة، في حين أن الطفل الأمريكي نصيبه الأسبوعي 12 مجلة. الكاتب الدكتور كمال الدين حسين أستاذ الأدب المسرحي والدراسات الشعبية بجامعة القاهرة ذهب إلى أننا بالفعل مجتمعات لا تقرأ، مستشهدا على ذلك بأنه في السنوات الأخيرة تطبع مجرد عشرات النسخ وتظل بالخمس والعشر سنوات دون استخدامها. ويرجع السبب إلى أننا فقدنا مفهوم التعليم الذاتي بسبب التعليم التلقيني، ومنافسة الوسائل الإعلامية في إضاعة الوقت، كذلك العقلية المادية لدى الشباب بدلا من العقلية القرائية. وتبين الباحثة ملكة رشاد أن العولمة غير السوية ترى أن خصوصية الثقافة العربية تتجلى في ركيزة الدين، ومن ثم يكون تدمير الدين تدميرا للثقافة، وتدمير الثقافة تدمير للدين، ومن هذا السياق تم الصاق الإسلام بصفة الإرهاب، ووصفوا الثقافة العربية بالتحجر والجمود والتخلف. ولذلك فإن أهمية الثقافة والكتابة مسألة حيوية نظرا لما يتهددنا من غزو فكري يحاول طمس حضارتنا وإذابة هويتنا يذكر نبيل فرج الكاتب الصحفي لو أن الحركة النقدية في بلادنا كانت يقظة بالقدر الكافي للكتب القديمة المطروحة على الأرصفة ولما يطبع منها ويباع في أسواقها الأسبوعية، مدركة لما تزخر به خزائن الكتب في المساجد والمعاهد الدينية والأديرة وغيرها من كتب تأدبت بها الأجيال، لانقلبت الموازين الخاصة بتاريخ الثقافة العربية ويلفت الأنظار إلى أهمية أسواق الكتب القديمة المنتشرة، والنظر إليها كظاهرة حضارية التقت فيها على الورق الثقافة الشعبية بالثقافة العربية بثقافات العالم. ويضيف الباحث انه مهما انطوت هذه الظاهرة على أعواد جافة متيبسة فإنها تستحق أن نناشد المسؤولين برعاية هذه الأسواق ويرى الناشر محمد رشاد أن المشكلة الأساسية في التعليم فمنذ بداية الستينات أصبحت وزارات التربية والتعليم هي المؤلف والرسام والمخرج والمنتج والناشر. وضرب الناشر المثال بدولة قطر التي ألغت وزارة التربية والتعليم، وسلطنة عمان التي تدعم المكتبات المدرسية بـ 2 مليون دولار. وأضاف أنه منذ 4 سنوات نطالب بعمل دراسة لمعرفة ميول القراءة لمعرفة أين يسير المجتمع، ولكن وزارات الثقافة تخلفت لأن الدراسة ستكلفها موضحا أن الإحصاءات التي نعتمد عليها غير صحيحة، وصناعة النشر ليس لديها قاعدة بيانات. ولفت حسام عبد القادر إلى أن القراءة اختلفت باختلاف التكنولوجيا، فبعد أن كانت القراءة تتم بالشكل التقليدي من خلال المطبوعات، تحولت الآن إلى قراءة رقمية تتم من خلال وسائط تكنولوجية مثل الكمبيوتر والموبايل والكتاب الإلكتروني. ويتناول تأثير التكنولوجيا على طبيعة القراءة التي أدت إلى اختصار المادة المقروءة مثلما نرى في الرسائل الإخبارية التي يتم فيها الاكتفاء بعنوان الخبر، ونفس الأمر يحدث مع الإبداعات الأدبية فأصبحت القصيدة قصيرة وظهرت القصص القصيرة جدا، وقلت صفحات الروايات كثيرا عن الماضي. كذلك الأخبار والمقالات الصحفية أصبحت تستخدم الجمل القصيرة والسريعة، وظهرت تقنيات مساعدة على القراءة مثل استخدام برامج الجرافيك. واستخدام خاصية الروابط في الفن القصصي مثلما قام الدكتور محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب في نظريته عن الأدب الافتراضي وقيامه باستخدام برامج وصور تساعد القارئ على تخيل جو القصة أو الرواية . ويرى أن عناصر القراءة الرقمية كلها محفزة للتشجيع على القراءة عكس ما يظن البعض، فبعد أن كان الفرد يذهب ليشتري الجريدة أو الكتاب ليتعرف على خبر أو متابعة موضوع أصبح كل هذا في متناول يديه من خلال جهاز الكمبيوتر واتصاله بالنت. وبعد أن نزلت معدلات القراءة في منتصف الثمانينات حتى منتصف التسعينات كثيرا، ارتفعت هذه المعدلات مرة أخرى وبشكل هائل ولكن في صور وأشكال مختلفة، فقد يكون معدل شراء الكتب المطبوعة في نقصان وقد تشتكي بعض الصحف من سوء التوزيع إلا أن هذه مجرد عوامل اقتصادية تمنع المشتري وفي المقابل يلجأ للوسيلة الأسهل والأرخص وهي القراءة الرقمية.
____________________________________
ملاحظة:حبيت أنقل الموضوع لأهميته...وشكرا
http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=52327601020080914222925 وهي الرابط.