-تناثر إحساسها وشعورها العميقان كلمات على صفحات دفاترها القديمة وأوصلت مايدور في الوجدان والخواطر، كبرت وكثرت القضايا تشعباً من حولها ولكنها لم تبخل أبداً، كانت مع الطفل والمرأة والرجل والشيخ والشجر والحجر فتحولت دفاترها القديمة إلى دواوين شعر، الأديبة والشاعرة فاديا غيبور التي كان لنا معها هذا الحوار:
- سيدة فاديا! في البداية لو نتحدث عن الملامح الرئيسية لبداياتك الأدبية؟
- كانت بدايات الكتابة لديّ مبكرة جداً، وهذا بفضل إدماني المطالعة، قرأت كثيراً، بل قرأت كل ماوقع تحت يدي من كتب، لافرق بين مايناسب سني آنذاك ومالايناسبه.
على سبيل المثال قرأت رواية «أيام معه» للمبدعة كوليت خوري في صيف عام 1961م كما قرأت في الصيف عينه رواية «نساء صغيرات» للكاتبة شارلوت برونتي، حتى أنني لم أتورع عن قراءة كل مايصل إلى يدي من القصص البوليسية، بدأت باقتناء كتب جبران والمنفلوطي وبعض المجلات في مطلع المرحلة الاعدادية، وفي مرحلة دراستي في دار معلمات حماة قرأت فدوى طوقان وتأثرت بها، كما قرأت شعر بدوي الجبل ونديم محمد ونزار قباني وسليمان العيسى وغيرهم من الشعراء.
كتبت قصيدتي الأولى عمودية سماعية، كتبتها بمناسبة استقلال الجزائر، ويبدو أنها كانت سليمة الوزن، مطلعها:
أوراس يزهو بالبطولة شامخاً فالنصر يسمو والشموس تنارُ
وبصراحة مازلت أكتب الشعر سماعياً على الرغم من معرفتي علم العروض وجوازاته.
- هل كانت الموهبة الأدبية سبب دراستك اللغة العربية؟
-لم تخطر لي يوماً إمكانية دراستي في أي فرع غير اللغة العربية، أنا أحبها، بل أحاول التحدث بالفصحى غالباً حتى في الحياة اليومية، أعني الفصحى المبسطة.
- لفت انتباهي إهداء كنتِ قد كتبته على أحد أعمالك في المركز الثقافي في مصياف وهو أن المركز كان مكان «البدايات البعيدة» فهل مازالت هذه البدايات مؤثرة في السيدة فاديا، وخاصة بعد تسلمك مهمة نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب، وابتعادك عن مصياف؟
-مركز ثقافي مصياف فتح لي أبوابه لاستعارة الكتب منذ انتسبت إلى دار المعلمات في حماة عام 1964م، وأذكر أن أمسيتي الشعرية الأولى كانت على منبره عام 1968م «على ماأذكر»، وعندما أقول إن المركز الثقافي كان منبر البدايات البعيدة فأنا أعني ذلك، وسيكون دائماً المركز المفضّل لديّ، إنه المكان الذي أنتمي إليه وإلى رواده بشكل أو بآخر، وأجد نفسي الحقيقية بينهم ومعهم.
وبالنسبة للشق الثاني من سؤالك، أؤكد أن شيئاً لم ولن يتغير، مازلت أتواصل مع المركز ومديره الصديق العزيز الأستاذ علي العلي، وأشعر بمودة حقيقية نحو موظفيه شابات وشباناً، نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب مهمة ذات زمن محدد ستنتهي بعد سنة وأشهر قليلة، ومن المؤكد أنني عائدة إلى عالمي الحقيقي، إلى مصياف ومركزها الثقافي وناسها الطيبين، كلّ ماأتمنّاه أن أجد بعض الاخضرار في مصياف وحولها، فثمة من يقايض بالأخضر الاسمنت، من المؤكد أنني عائدة إلى حماة ونهرها وصحيفتها «الفداء» التي فتحت لي أبوابها منذ عام 1984م ، ومازالت بالنسبة لي فسحة للمحبة والكلمة الطيبة.
تكتبين عن القضايا العربية، وكان لكِ حضور في العديد من المهرجانات الوطنية داخل وخارج سورية سؤالي: ماخصوصية هذه المهرجانات بالنسبة لكِ؟
- أنا ابنة سورية، تنقلت من مشرقها إلى مغربها، وترحلت بين شمالها وجنوبها، أحببتها، آمنت بخصب ترابها والانتماء إليها كائنة ماكانت الظروف، ولأنني عشقت سورية كان لابد من عشقي الأرض العربية التي زرت معظم أقطارها منذ ثلاثين سنة، وبالتالي فمشاركتي بالمهرجانات الوطنية أو القومية تحصيل حاصل ومسألة محسومة لمصلحة الشعور القومي والوطني، هل نستطيع تجاهل مايحدث في فلسطين أو في العراق أو في أية بقعة عربية أخرى! لاأعتقد هكذا تربى جيلنا وأجيال قبله وبعده، ومن المستحيل أن نخرج من جلودنا.
- من خلال مشاركتك في أمسية شعرية في مهرجان مصياف الثقافي مؤخراً، ماهي الرسالة التي أردتِ إيصالها للنساء الفلسطينيات عموماً ونساء غزة خاصة؟
- كانت الأمسية تعبيراً عن مشاعر الحزن والأسى لما حدث في غزة، وتضامناً مع نسائها وأطفالها وشهدائها مع امتلاك فسحة ضيقة أو رحبة من الأمل بتغيير هذا الواقع المرير وتصعيد حالة التضامن العربي والقبض على بعض الأمل أو كله بتحقيق النصر إن شاء الله.
- تكتبين الشعر، والقصة القصيرة، والمقالة الصحفية بأنواعها، فما الهدف من هذا التعدد في كتاباتك؟
- أنا أكتب كل ماذكرت لكنني أعطي الأولوية للشعر، فأنا لم أطبع قصة على سبيل المثال- علماً أن لدي مجموعة أو أكثر جاهزة للطبع، باختصار أنا أكتب حيث أجد نفسي لحظة الكتابة، وحسب وتيرة الانفعال بحدث أو فكرة.
- بصفتك نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب كيف تقيّمين الحركة الثقافية في سورية؟
-أنا لاأملك الحق بالتقييم، لكنني أعتقد بأنه ثمة حراك ثقافي جيد في سورية- لاشك في ذلك- غير أن كثرة الفعاليات الأدبية تحيّر الجمهور المهتم، ففي دمشق على سبيل المثال نقرأ في الصحف كل صباح أخباراً عن عدد من الفعاليات الأدبية، مما يوزع جمهور الأدب بين عدد من المراكز الثقافية وصالات العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية.... فأنا أو أنت أو هو لايمكن أن نكون في أكثر من مكان واحد نختاره من هذه الأمكنة حسب اهتمامنا.
- أخيراً سيدة فاديا! لو نتحدث عن فعاليات ونشاطات اتحاد الكتّاب العرب، وعن آخر أعمالك؟
- اتحاد الكتّاب العرب كثير النشاط سواء في المركز أو في الفروع، ولست أبالغ إذا قلت إن أمسيات الاتحاد الأدبية والفكرية تتجاوز ألف نشاط في السنة على صعيد سورية، هذا بالإضافة إلى المهرجانات والندوات العربية التي يقيمها الاتحاد سنوياً، آخر أعمالي قصيدة لمّا تأخذ شكلها النهائي وقد لاتأخذ قبل زمن.
بطاقة:
-فاديا غيبور مواليد سلمية 1948
- إجازة في الأدب العربي عام 1973
- نائب اتحاد الكتّاب العرب منذ عام 2005
- عضو اتحاد الصحفيين.
من أعمالها:
- للمرأة لغة أخرى - ولكني عشقت الأرض والإنسان عام 1994
- مزيداً من الحب 1997- لدم كهذا 1999
- أرتب أشواقي وأبوح 2000
- نصف غناء وحلوى 2002
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ اللقاء 08 / 07 / 2009
منقول ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- سيدة فاديا! في البداية لو نتحدث عن الملامح الرئيسية لبداياتك الأدبية؟
- كانت بدايات الكتابة لديّ مبكرة جداً، وهذا بفضل إدماني المطالعة، قرأت كثيراً، بل قرأت كل ماوقع تحت يدي من كتب، لافرق بين مايناسب سني آنذاك ومالايناسبه.
على سبيل المثال قرأت رواية «أيام معه» للمبدعة كوليت خوري في صيف عام 1961م كما قرأت في الصيف عينه رواية «نساء صغيرات» للكاتبة شارلوت برونتي، حتى أنني لم أتورع عن قراءة كل مايصل إلى يدي من القصص البوليسية، بدأت باقتناء كتب جبران والمنفلوطي وبعض المجلات في مطلع المرحلة الاعدادية، وفي مرحلة دراستي في دار معلمات حماة قرأت فدوى طوقان وتأثرت بها، كما قرأت شعر بدوي الجبل ونديم محمد ونزار قباني وسليمان العيسى وغيرهم من الشعراء.
كتبت قصيدتي الأولى عمودية سماعية، كتبتها بمناسبة استقلال الجزائر، ويبدو أنها كانت سليمة الوزن، مطلعها:
أوراس يزهو بالبطولة شامخاً فالنصر يسمو والشموس تنارُ
وبصراحة مازلت أكتب الشعر سماعياً على الرغم من معرفتي علم العروض وجوازاته.
- هل كانت الموهبة الأدبية سبب دراستك اللغة العربية؟
-لم تخطر لي يوماً إمكانية دراستي في أي فرع غير اللغة العربية، أنا أحبها، بل أحاول التحدث بالفصحى غالباً حتى في الحياة اليومية، أعني الفصحى المبسطة.
- لفت انتباهي إهداء كنتِ قد كتبته على أحد أعمالك في المركز الثقافي في مصياف وهو أن المركز كان مكان «البدايات البعيدة» فهل مازالت هذه البدايات مؤثرة في السيدة فاديا، وخاصة بعد تسلمك مهمة نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب، وابتعادك عن مصياف؟
-مركز ثقافي مصياف فتح لي أبوابه لاستعارة الكتب منذ انتسبت إلى دار المعلمات في حماة عام 1964م، وأذكر أن أمسيتي الشعرية الأولى كانت على منبره عام 1968م «على ماأذكر»، وعندما أقول إن المركز الثقافي كان منبر البدايات البعيدة فأنا أعني ذلك، وسيكون دائماً المركز المفضّل لديّ، إنه المكان الذي أنتمي إليه وإلى رواده بشكل أو بآخر، وأجد نفسي الحقيقية بينهم ومعهم.
وبالنسبة للشق الثاني من سؤالك، أؤكد أن شيئاً لم ولن يتغير، مازلت أتواصل مع المركز ومديره الصديق العزيز الأستاذ علي العلي، وأشعر بمودة حقيقية نحو موظفيه شابات وشباناً، نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب مهمة ذات زمن محدد ستنتهي بعد سنة وأشهر قليلة، ومن المؤكد أنني عائدة إلى عالمي الحقيقي، إلى مصياف ومركزها الثقافي وناسها الطيبين، كلّ ماأتمنّاه أن أجد بعض الاخضرار في مصياف وحولها، فثمة من يقايض بالأخضر الاسمنت، من المؤكد أنني عائدة إلى حماة ونهرها وصحيفتها «الفداء» التي فتحت لي أبوابها منذ عام 1984م ، ومازالت بالنسبة لي فسحة للمحبة والكلمة الطيبة.
تكتبين عن القضايا العربية، وكان لكِ حضور في العديد من المهرجانات الوطنية داخل وخارج سورية سؤالي: ماخصوصية هذه المهرجانات بالنسبة لكِ؟
- أنا ابنة سورية، تنقلت من مشرقها إلى مغربها، وترحلت بين شمالها وجنوبها، أحببتها، آمنت بخصب ترابها والانتماء إليها كائنة ماكانت الظروف، ولأنني عشقت سورية كان لابد من عشقي الأرض العربية التي زرت معظم أقطارها منذ ثلاثين سنة، وبالتالي فمشاركتي بالمهرجانات الوطنية أو القومية تحصيل حاصل ومسألة محسومة لمصلحة الشعور القومي والوطني، هل نستطيع تجاهل مايحدث في فلسطين أو في العراق أو في أية بقعة عربية أخرى! لاأعتقد هكذا تربى جيلنا وأجيال قبله وبعده، ومن المستحيل أن نخرج من جلودنا.
- من خلال مشاركتك في أمسية شعرية في مهرجان مصياف الثقافي مؤخراً، ماهي الرسالة التي أردتِ إيصالها للنساء الفلسطينيات عموماً ونساء غزة خاصة؟
- كانت الأمسية تعبيراً عن مشاعر الحزن والأسى لما حدث في غزة، وتضامناً مع نسائها وأطفالها وشهدائها مع امتلاك فسحة ضيقة أو رحبة من الأمل بتغيير هذا الواقع المرير وتصعيد حالة التضامن العربي والقبض على بعض الأمل أو كله بتحقيق النصر إن شاء الله.
- تكتبين الشعر، والقصة القصيرة، والمقالة الصحفية بأنواعها، فما الهدف من هذا التعدد في كتاباتك؟
- أنا أكتب كل ماذكرت لكنني أعطي الأولوية للشعر، فأنا لم أطبع قصة على سبيل المثال- علماً أن لدي مجموعة أو أكثر جاهزة للطبع، باختصار أنا أكتب حيث أجد نفسي لحظة الكتابة، وحسب وتيرة الانفعال بحدث أو فكرة.
- بصفتك نائب رئيس اتحاد الكتّاب العرب كيف تقيّمين الحركة الثقافية في سورية؟
-أنا لاأملك الحق بالتقييم، لكنني أعتقد بأنه ثمة حراك ثقافي جيد في سورية- لاشك في ذلك- غير أن كثرة الفعاليات الأدبية تحيّر الجمهور المهتم، ففي دمشق على سبيل المثال نقرأ في الصحف كل صباح أخباراً عن عدد من الفعاليات الأدبية، مما يوزع جمهور الأدب بين عدد من المراكز الثقافية وصالات العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية.... فأنا أو أنت أو هو لايمكن أن نكون في أكثر من مكان واحد نختاره من هذه الأمكنة حسب اهتمامنا.
- أخيراً سيدة فاديا! لو نتحدث عن فعاليات ونشاطات اتحاد الكتّاب العرب، وعن آخر أعمالك؟
- اتحاد الكتّاب العرب كثير النشاط سواء في المركز أو في الفروع، ولست أبالغ إذا قلت إن أمسيات الاتحاد الأدبية والفكرية تتجاوز ألف نشاط في السنة على صعيد سورية، هذا بالإضافة إلى المهرجانات والندوات العربية التي يقيمها الاتحاد سنوياً، آخر أعمالي قصيدة لمّا تأخذ شكلها النهائي وقد لاتأخذ قبل زمن.
بطاقة:
-فاديا غيبور مواليد سلمية 1948
- إجازة في الأدب العربي عام 1973
- نائب اتحاد الكتّاب العرب منذ عام 2005
- عضو اتحاد الصحفيين.
من أعمالها:
- للمرأة لغة أخرى - ولكني عشقت الأرض والإنسان عام 1994
- مزيداً من الحب 1997- لدم كهذا 1999
- أرتب أشواقي وأبوح 2000
- نصف غناء وحلوى 2002
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ اللقاء 08 / 07 / 2009
منقول ..