تعدّ النواعير سرّ محافظة "حماة" ومعلمها الأبرز في كل العصور لما كان لها من دور هام عبر تاريخ المحافظة ففي حين كانت تروي البساتين والبيوت قديماً مشكلة عصب الحياة الرئيسي، باتت اليوم أهم معلم سياحي ميّز المحافظة وجلب الملايين من السيّاح لمشاهدتها.
وهذا ما جعل بعض المؤرخين يطلقون على هذه المدينة اسم مدينة النواعير بالإضافة لاسمها الآخر وهو مدينة أبي الفداء. ويعود تاريخ النواعير إلى عهد الآراميين، وتبين الآثار السورية منحوتات ولوحات أثرية عن النواعير، مثل لوحة الفسيفساء الرائعة التي اكتشفت في شارع الأعمدة بمدينة أفاميا الأثرية على بعد 55 كم شمال مدينة حماة ويرجع تاريخ اللوحة إلى 420 م وتمثل صورة طبق الأصل للناعورة (اللوحة موجودة في متحف دمشق الوطني) وكذلك بالقرب من قلعة شيزر.
يقول السيد "مرهف أرحيم" مدير السياحة في "حماة" : «الناعورة هي الأثر الوحيد المتبقي في العالم والذي ينبض بالحياة، ويبلغ عدد النواعير الموجودة في محافظة "حماة" 121 ناعورة».
ويذكر "أسعد الخوري" في مجلة العمران: «إن "حماة" هي أول مدينة في الشرق عرفت النواعير، وقد وجدت صورة للناعورة على لوح من الفسيفساء، اكتشف في آثار "أفاميا" المجاورة لـ"حماة"، وتعود إلى القرن الخامس الميلادي، لكن المؤرخين يؤكدون أن الناعورة كانت موجودة منذ العهد الآرامي، في الألف الأول قبل الميلاد».
وتعدّ ناعورة "المحمدية" أكبر نواعير "حماة" حجماً وأضخمها، وكانت سابقاً آخر نقطة في السور القديم من جهة باب النهر.
ويذكرها الشيخ "أحمد الصابوني" في كتابه "تاريخ حماة": «في باب النهر ناعورة كبيرة جداً تسمى المحمدية».
وأضاف في الهوامش: «في إحدى سواري قناتها حجر قد حفر بما صورته. أنشئت هذه الناعورة الكبيرة المباركة والقوام لإيصال الماء إلى الجامع الأعلى في أيام مولانا المقر الأشراف السيفي وكان كافل المملكة الحموية في سلخ ثلاث وستين وسبعمئة».
ويخالفه المؤرخ "راشد الكيلاني" في جانب أن ناعورة "المحمدية" قد أعيد بناؤها في سنة 763 هجرية حيث كانت موجودة سابقاً، ومما ذكره عنها: «تقع في منطقة باب النهر وهي أكبر النواعير يبلغ قطرها /21/ متراً، وعدد صناديقها /120/ صندوقاً، وقد أعيد بناؤها أيام "ابن عبد الله" كافل المملكة الحموية، في العهد المملوكي عام /763/هـ، وهي تمدّ بمياهها حيّ المدينة والبساتين المجاورة والجامع الكبير وحمّام الذهب، ويقال أن اسمها كان الناعورة الذهبية».
ويذكر السيد "عبد القادر مراد آغا": «إن النواعير كانت متعاقبة منذ الفترة الرومانية، وكانت تسقي بستان "النبلي" الذي أزيل وأصبح مكانه أبنية وكانت تصل مياهه إلى جامع الكبير، وإلى حمام الذهب الذي أزيل أيضاً».
وكما ارتبط اسم "حماة" باسم النواعير فعرفت باسم "أم النواعير"، قبل أن تعرف باسم مدينة "أبي الفداء"، حيث إن الملك "أبي الفداء" ذاته قام ببناء ناعورته الشهيرة، ناعورة "الدهشة" نيلاً للشهرة، فقد كان لكلّ ناعورة قصّ مختلفة عن الأخرى.
السيد "يحيى ظاظا" نجار نواعير وموظف في بلدية حماة -دائرة النواعير- حدثنا عن سبب تسمية الناعورة "المحمدية" يقول: «هناك خرافة تناولت سبب التسمية، إذ يذكر أن هناك امرأة بستانية كان بستانهم مقابلاً للناعورة سمعت في منامها صوت الناعورة تنادي (يا محمد.. يا محمد... يا محمد)، وفي صباح اليوم التالي شاهدت شاباً صغيراً سألته هل اسمك "محمد"؟، قال: نعم، فطلبت منه ورجته ألا يسبح، فلم يستجب لطلبها، فسبح وتعلق بالناعورة وسقط بـ "البيب" الخاص بالناعورة فغرق ومات نتيجة ذلك، ويذكر أن كلّ عام كانوا يذبحون ذبيحة لها، لأن هذه الناعورة تطلب ضحية كل عام، وكانت هذه الخرافة سائدة». «قوة الناعورة هائلة في دفع الماء، ولا يمكن لشيء أن يقف في وجهها».
وقال أيضاً أن «"المحمدية" هي أكبر النواعير التي كانت موجودة داخل سور المدينة القديم حيث يبلغ قطرها 21 متراً وسبعين سنتيمتراً، إذ يقال أن الناعورة الموجودة في بستان "أبو دردة" كانت أضخم منها ولكن لم يتبق منها سوى الحجرية وتقع شرقي "حماة"».
وعن أنواع الخشب التي تستخدم في صنع الناعورة قال "ظاظا": «تدخل أخشاب الجوز في قلب الناعورة، أما وشاحاتها فهي من أخشاب الحور، وخشبها 100% بلدي، ويدخل أيضاً في تركيبها أنواع مختلفة من الخشب، كخشب الصنوبر والتوت والكينا، حيث إن بعض الأماكن تتطلب أخشاباً قاسية لأننا ندقها بالمهدة، كما أن بعض الأماكن الأخرى تتطلب أخشاباً طويلة كأخشاب الحور التي تشكل وشاح الناعورة الذي يبلغ طوله حوالي 11 متراً، كما أن خشب الحور يعطي طولاً وليونة ومرونة معينة تتطلبها الناعورة».
وعن المسامير المستخدمة في الناعورة قال: «نستخدم المسامير العربية والمصنعة بشكل يدوي على كور الحدّاد، ولكل مسمار اسم مثل مسمار "توشيح"، أو "كوري" وهو مسمار صغير يدق على الصندوق، وللناعورة، فيما سبق كان كل صندوق يحمل بحدود تنكة من الماء، إلا أنه حديثاً ولانحسار دور النواعير في إرواء البساتين، فإنه يتم استخدام الصناديق كشكل فقط»
وعن التحكم بكمية الماء قال "ظاظا": «في السابق كان باب الناعورة يغلق بواسطة عصارات وهو أحد الوشاحات القديمة من الناعورة بطول حوالي مترين ونصف ويغلق بورق أشجار، وبهذه الطريقة يتم استخدام كمية الماء اللازمة لتدوير الناعورة، أم اليوم فيغلق باب الناعورة بباب معدني، وبسبب جفاف الماء تدور الناعورة مدة أربعة أشهر فقط في السنة، وهذا ما يؤثر على أخشاب الناعورة، حيث يصبح قسم منها داخل الماء وقسم آخر تحت الماء، فنبدل بين أطرافها لكي تظل الناعورة متوازنة».
وختم "ظاظا": «من المؤكد الناعورة صممت بشكل آخر وتطورت حتى وصلت لهذه الدرجة وهذا الشكل الذي نراه حالياً، والعقول التي صنعت الناعورة هي عقول هندسية عظيمة، حيث تم بناء جسر حجري على طول النهر لمدّ الناعورة بحاجتها من الماء، وهناك عبقرية أيضاً في صنع توازن الناعورة»
وقال السيد "مرهف أرحيم": «يبلغ قطر ناعورة المحمدية حوالي /21/ متراً ويستعمل في صناعتها 50 طناً من الأخشاب وكمية من المسامير الحديدية الخاصة تتراوح أطوالها من /4-60/ سم ويبلغ وزنها حوالي /500/ كغ وتدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها /2400/ ليتراً من الماء فهل هناك مصدر للماء يأتي من آلة يفوق هذا العطاء دون نفط أو زيت أو كهرباء أو جهد بشري؟؛ وقد تمت إشادة لوحة من قبل الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين تشهد لها بعظمتها».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول - eHama
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهذا ما جعل بعض المؤرخين يطلقون على هذه المدينة اسم مدينة النواعير بالإضافة لاسمها الآخر وهو مدينة أبي الفداء. ويعود تاريخ النواعير إلى عهد الآراميين، وتبين الآثار السورية منحوتات ولوحات أثرية عن النواعير، مثل لوحة الفسيفساء الرائعة التي اكتشفت في شارع الأعمدة بمدينة أفاميا الأثرية على بعد 55 كم شمال مدينة حماة ويرجع تاريخ اللوحة إلى 420 م وتمثل صورة طبق الأصل للناعورة (اللوحة موجودة في متحف دمشق الوطني) وكذلك بالقرب من قلعة شيزر.
يقول السيد "مرهف أرحيم" مدير السياحة في "حماة" : «الناعورة هي الأثر الوحيد المتبقي في العالم والذي ينبض بالحياة، ويبلغ عدد النواعير الموجودة في محافظة "حماة" 121 ناعورة».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ويذكر "أسعد الخوري" في مجلة العمران: «إن "حماة" هي أول مدينة في الشرق عرفت النواعير، وقد وجدت صورة للناعورة على لوح من الفسيفساء، اكتشف في آثار "أفاميا" المجاورة لـ"حماة"، وتعود إلى القرن الخامس الميلادي، لكن المؤرخين يؤكدون أن الناعورة كانت موجودة منذ العهد الآرامي، في الألف الأول قبل الميلاد».
وتعدّ ناعورة "المحمدية" أكبر نواعير "حماة" حجماً وأضخمها، وكانت سابقاً آخر نقطة في السور القديم من جهة باب النهر.
ويذكرها الشيخ "أحمد الصابوني" في كتابه "تاريخ حماة": «في باب النهر ناعورة كبيرة جداً تسمى المحمدية».
وأضاف في الهوامش: «في إحدى سواري قناتها حجر قد حفر بما صورته. أنشئت هذه الناعورة الكبيرة المباركة والقوام لإيصال الماء إلى الجامع الأعلى في أيام مولانا المقر الأشراف السيفي وكان كافل المملكة الحموية في سلخ ثلاث وستين وسبعمئة».
ويخالفه المؤرخ "راشد الكيلاني" في جانب أن ناعورة "المحمدية" قد أعيد بناؤها في سنة 763 هجرية حيث كانت موجودة سابقاً، ومما ذكره عنها: «تقع في منطقة باب النهر وهي أكبر النواعير يبلغ قطرها /21/ متراً، وعدد صناديقها /120/ صندوقاً، وقد أعيد بناؤها أيام "ابن عبد الله" كافل المملكة الحموية، في العهد المملوكي عام /763/هـ، وهي تمدّ بمياهها حيّ المدينة والبساتين المجاورة والجامع الكبير وحمّام الذهب، ويقال أن اسمها كان الناعورة الذهبية».
ويذكر السيد "عبد القادر مراد آغا": «إن النواعير كانت متعاقبة منذ الفترة الرومانية، وكانت تسقي بستان "النبلي" الذي أزيل وأصبح مكانه أبنية وكانت تصل مياهه إلى جامع الكبير، وإلى حمام الذهب الذي أزيل أيضاً».
وكما ارتبط اسم "حماة" باسم النواعير فعرفت باسم "أم النواعير"، قبل أن تعرف باسم مدينة "أبي الفداء"، حيث إن الملك "أبي الفداء" ذاته قام ببناء ناعورته الشهيرة، ناعورة "الدهشة" نيلاً للشهرة، فقد كان لكلّ ناعورة قصّ مختلفة عن الأخرى.
السيد "يحيى ظاظا" نجار نواعير وموظف في بلدية حماة -دائرة النواعير- حدثنا عن سبب تسمية الناعورة "المحمدية" يقول: «هناك خرافة تناولت سبب التسمية، إذ يذكر أن هناك امرأة بستانية كان بستانهم مقابلاً للناعورة سمعت في منامها صوت الناعورة تنادي (يا محمد.. يا محمد... يا محمد)، وفي صباح اليوم التالي شاهدت شاباً صغيراً سألته هل اسمك "محمد"؟، قال: نعم، فطلبت منه ورجته ألا يسبح، فلم يستجب لطلبها، فسبح وتعلق بالناعورة وسقط بـ "البيب" الخاص بالناعورة فغرق ومات نتيجة ذلك، ويذكر أن كلّ عام كانوا يذبحون ذبيحة لها، لأن هذه الناعورة تطلب ضحية كل عام، وكانت هذه الخرافة سائدة». «قوة الناعورة هائلة في دفع الماء، ولا يمكن لشيء أن يقف في وجهها».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ناعورة المحمدية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قناطر ناعورة المحمدية
ناعورة المحمدية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قناطر ناعورة المحمدية
وقال أيضاً أن «"المحمدية" هي أكبر النواعير التي كانت موجودة داخل سور المدينة القديم حيث يبلغ قطرها 21 متراً وسبعين سنتيمتراً، إذ يقال أن الناعورة الموجودة في بستان "أبو دردة" كانت أضخم منها ولكن لم يتبق منها سوى الحجرية وتقع شرقي "حماة"».
وعن أنواع الخشب التي تستخدم في صنع الناعورة قال "ظاظا": «تدخل أخشاب الجوز في قلب الناعورة، أما وشاحاتها فهي من أخشاب الحور، وخشبها 100% بلدي، ويدخل أيضاً في تركيبها أنواع مختلفة من الخشب، كخشب الصنوبر والتوت والكينا، حيث إن بعض الأماكن تتطلب أخشاباً قاسية لأننا ندقها بالمهدة، كما أن بعض الأماكن الأخرى تتطلب أخشاباً طويلة كأخشاب الحور التي تشكل وشاح الناعورة الذي يبلغ طوله حوالي 11 متراً، كما أن خشب الحور يعطي طولاً وليونة ومرونة معينة تتطلبها الناعورة».
وعن المسامير المستخدمة في الناعورة قال: «نستخدم المسامير العربية والمصنعة بشكل يدوي على كور الحدّاد، ولكل مسمار اسم مثل مسمار "توشيح"، أو "كوري" وهو مسمار صغير يدق على الصندوق، وللناعورة، فيما سبق كان كل صندوق يحمل بحدود تنكة من الماء، إلا أنه حديثاً ولانحسار دور النواعير في إرواء البساتين، فإنه يتم استخدام الصناديق كشكل فقط»
وعن التحكم بكمية الماء قال "ظاظا": «في السابق كان باب الناعورة يغلق بواسطة عصارات وهو أحد الوشاحات القديمة من الناعورة بطول حوالي مترين ونصف ويغلق بورق أشجار، وبهذه الطريقة يتم استخدام كمية الماء اللازمة لتدوير الناعورة، أم اليوم فيغلق باب الناعورة بباب معدني، وبسبب جفاف الماء تدور الناعورة مدة أربعة أشهر فقط في السنة، وهذا ما يؤثر على أخشاب الناعورة، حيث يصبح قسم منها داخل الماء وقسم آخر تحت الماء، فنبدل بين أطرافها لكي تظل الناعورة متوازنة».
وختم "ظاظا": «من المؤكد الناعورة صممت بشكل آخر وتطورت حتى وصلت لهذه الدرجة وهذا الشكل الذي نراه حالياً، والعقول التي صنعت الناعورة هي عقول هندسية عظيمة، حيث تم بناء جسر حجري على طول النهر لمدّ الناعورة بحاجتها من الماء، وهناك عبقرية أيضاً في صنع توازن الناعورة»
وقال السيد "مرهف أرحيم": «يبلغ قطر ناعورة المحمدية حوالي /21/ متراً ويستعمل في صناعتها 50 طناً من الأخشاب وكمية من المسامير الحديدية الخاصة تتراوح أطوالها من /4-60/ سم ويبلغ وزنها حوالي /500/ كغ وتدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها /2400/ ليتراً من الماء فهل هناك مصدر للماء يأتي من آلة يفوق هذا العطاء دون نفط أو زيت أو كهرباء أو جهد بشري؟؛ وقد تمت إشادة لوحة من قبل الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين تشهد لها بعظمتها».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول - eHama