عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    متى تنام هذه الوردة الحمراء

    avatar
    صدى الصمت
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 161
    مكان الإقامة : ناطــر الحريــة
    Personalized field : متى تنام هذه الوردة الحمراء Male_s18
    التقييم : 3
    نقاط : 246
    تاريخ التسجيل : 27/05/2009

    متى تنام هذه الوردة الحمراء Empty متى تنام هذه الوردة الحمراء

    مُساهمة من طرف صدى الصمت 1/12/2009, 10:08 am

    متى تنام
    هذه الوردة الحمراء ؟؟
    كان الوقت منتصف الليل ,حين عدتُ إلى "الفندق",لأستريح في غرفتي,كان الضوء ساطعاً في الغرفة , ولكنّني لم أجد إنساناً.
    - أين ذلك الإنسان الذي أضاء الغرفة؟
    إلى جانب السرير الثاني الذي عهدتُهُ خالياً ,جقيبةٌ جلديّةٌ سوداءُ صغيرةٌ.
    - لابد أن ضيفاً مثلي نزل في مثل هذه الغرفة, ولكن أين هو ؟
    بعد قليلٍ رأيتهُ يدخل بقامتهِ الفارغة,ووجههِ المتورِّد الذي يدلُّ على أنَّ ضيفي في ميعة الشّبابِ.
    كان لابُّدَّ من إلقاء التحيّة , ثمَّ يسود الصّمتُ لحظاتٍ ثمَّ يبدأُ الكلامُ.
    - ها إنّ صاحبي من فلسطينَ , يعيشُ الآنَ في الضفّةِ الغربيّةِ المحتلّةِ , وأنَّ كونهُ فلسطينياًّ يكفي لأن يتَّسعَ مجالُ الكلامِ بيني وبينهُ .
    بدأ ينطقُ ,بينَما يداهُ تفتحانِ الحقيبةَ الجلديّةَ, أخرج زجاجةً, ثمّ وضعها على ظهر الحقيبةِ, ماذا تحويهذه الزجاجةُ؟ لعلّهُ طِيبٌ يتعطّرُ بهِ قبلَ أن ينامِ. ولكن, لاشيءِ من هذا الطيبِ ,حدَّقتُ في باطنِ الزجاجةِ الشّفافةِ , فإذا وردةٌ حمراءُ مشى فيها الذبولُ.
    _وردةٌ؟ وما شأنُهُ بالوردة الحمراءِ الذابلة يودعُها هذه الزجاجةَ؟
    وكأنّه أدرك ما يجول في نفسي بعد أن وقَعت عيناي على الوردةِ فقال بصوتٍ تهدّجٍ:
    _إنَّها وردةٌ, أجل , ولكنَّها عزيزةٌ عليّ,يمكن أن تكون الآن أثمن ما حملت , وأحملُهُ في حياتي .
    فقلت لهُ على سبيل المُزاح:
    _ لا شكّ في أنّها أهدتك إيّاها فتاةٌ حسناء ,أهي شقراء أم سمراء ؟ لكنّها في اعتقادي ينبغي أن تكون جميلةً فاتنةً , أليس كذلك ؟إنّ الوردة لا تزال رسولةَ الحبِّ,وإنْ كنتُ أكرهُ منها أنّها سريعةُ الذّبول .
    فأخذ عليّ كلامي :
    _هذا ما يوحي إليكَ ظاهرها, ولكنَّ قصّتها أعمق ممّا تصورت بكثير , ليست كل وردة توحي إليك بالحبِّ, وليس الحبُّ كلَّ شيءٍ في حياة الشباب .
    لقد أثار كلامه في نسي الحيرة , حتّى أيقنت بأنّ وراء هذه الوردة قصةً يعجز خيالي عن إدراكها .
    أجل أيّها الصديق المجهول الذي قذفت بك المصادفة إلى هذا اللقاء الغريب , في هذه الغرفة التي لا يملكها إنسانٌ , يملكها ليلةٍ أو ليلتين من ينزل فيها , ثمّ ما يلبث أن يغادرها , ولا يترك فيها أثر أيّ أثرٍ. كم تشبه هذه الغرفة كلَّ فلسطينيٍّ نازح عن وطنه! إنّهُ ينزل كل مكان , ولكنّهُ لا يترك أثراً من آثاره على أيِّ مكانٍ ,لأنّه يشعر أبداً بأنَّهُ غريبٌ لا يملك بيتاً ولا وطناً.
    التفتُّ إليه بكلِّ ما أملكُ من حواسيَّ ذاهلاً . واجماً , وقد غاب عنّي وجود الوردة , لكنّه راح يكمل , وقد انطفأت الأنوار الوهّاجة في الشارع , وخفت ضجيج السيّارات التي يكثُرُ عبورها فيه , ولم يبق إلاّ صوته المتهدّج, كأنّه الصّوتُ الوحيد الذي ينطق في هذا العالم الذي أخرسه الظلام .
    _ أنا واحدٌ من أفراد القافلة الاولى التي نزحت عن أرضها , كان لنا بيت في يافا , وفي هذا البيت غمر عينيَّ الصغيرتين نور الحياة , وحين نزح أهلي كنت طفلاً أدرج على قدميِّ , كنت أمشي في القافلة , ولا أدري الغاية من هذا المشي , حتّى نزلنا على ضفّة الأردن ,في خيام متراكمة , وكلّما كبرت ازداد وعيي غاية هذا المشي , ثمَّ انتقلنا من الخيام إلى بيتٍ من حجرٍ , لكنَّ صورة بيتنا الأوّل لا تزال عالقةً في ذهني . وحين أذن لنا العدوّ , بعد النكسة , بحريّة التجوّال ,عنّ لي أنْ أزور ذلك البيت , أوّل بيتٍ عزيزٍ عليَّ ونشأتُ فيه .
    كان صاحبي يتكلم بهدوءٍ, وأنا أصغي إليه مشدوداً بلهجته الهادئة المؤثّرة , وفي الوقت ذاته كنت أسأل نفسي :
    _ ما شأن هذه الوردة بكلّ القصة التي هي قصة لاجئٍ؟ ألا يكفّ صاحبي عن هذا الهذيان ؟
    لكنّه قطع عليّ تساؤلي ومضى يُتِمُّ حديثه :
    _قبل شهرٍ كانت سيارة زرقاء اللّون تحملني مع فئةٍ من الركاب, لا أعرف واحداً منهم , ربّما كانوا مثلي بيوت ضائعة يريدون زيارتها , لقد هممت أكثر من مرة بـأن أسأل , أتكلم , أفتح مجالاٍ لحديثٍ , لأنّالصمت في السفر مخيفٌ,لكن ,لم أجد ما يشجعني على الكلام , فانكمشت على نفسي في موضعي . بدأت السيارة تنحدر بنا صوب السهل الساحلي ,كان كل ما في هذا السهل يتموّج بالخضرة والحياة ,هنا أشجار الليمون التي لا تحبّ العلوَّ لأنّها تفضل أن تكون مثقلةً بثمارها , وهناك مزارع خضراء ترويها رشّاشاتٌ متحرّكةٌ برذاذها المتواصل , لم يكن على الأرض أية فجوةٍ تعطّلت فيها الحياة , وعلى حدود الرملة , راح يحيط بالطريق , على مدّ أبصارنا , كتلٌ من الحديد سودٌ متراكمةٌ, لم يلبث أن أشار إليها أحد الرّكاب بيده وانحنى على من كان بجانبه يقولُ:هذه مقبرة السّلاح العربيّ في الحرب لأخيرة .
    مقبرةٌ ؟ أمضَّني هذا الاسم , وراعني بأن يكون للسلاح مقابر .
    وبعد قليل اقتحمت السيارة مشارف ((يافا)) توتّرت أعصابي وسرت الرعشة في جسمي , إنّها المدينة التي شهدت مولدي , وكانت موطن آبائي وأجدادي , كم تمنيت وأنا في المنفى أن أصل إليها , وها قد وصلت . ليس في المدينة ما يدُلّ على أنّها تغيرت أو تطورت , نحن كبرناوتغيّرنا , لكنَّها لا تزال بوجهها القديم كأّن الزمن لا يتحرك فيها . نزلت في ساحتها , إنَّ الذي تغير فيها وجوه سكّانها , ولهجاتهم المتنوعة , أمّا الوجه العربيّ فقلّما يلوح في شوارعها . مشيت وحدي على استحياءٍ , ودليلي نفسي , وقصدت الحيّ الذي ينهض فيه بيتنا . كانت العيون ترنو إليَّ, لأنَّ الغريب لا بدَّ أن يبدو غريباً, ولكن ما لي وللعيون ؟ ولماذا أشعر بالغربة , في أرضٍ هي أرضي , وفي سماءٍ هي سمائي ؟بلغت البيت , هممت بأن ألثم جدرانه وعتبة بابه , ولكن لماذا ألفت أنظارهم إلى ما أفعل ؟ وهل يكون في أنظارهم إلاّ الشماتة بي ؟ وقفت أمام الباب واجماً ورفعت يدي وهي ترتجف , الحقُّ أنّي فكّرلت بالرجوع والاكتفاء بما رأيت لولا أنّي تجشّمت مشقّة السّفر , لا بد أنْ أدخل البيت زائرا أو عابراً , غمزت الزرّ فرنَّ رنيناً عميقاً , هذا الزرّ هو الشيء الوحيد الجديد الذي رأيته على بابنا لم تكن إلاّ لحظةٌ حتّى شُقّ الباب , و أطلّت منه امراةٌ نصفٌ في عمرها , لقد فوجئتُ بها , وراعني وجهها الصارم , سألتني بلهجةٍ فيها رطانةٌ:
    _ من أنت ؟ وماذا تريد ؟
    مذاذ أريد ؟ هل يُسأل صاحب البيت عمّا يريده من بيته ؟ فأجبتها :
    _ أيّتُها السّيدة , إنّني فتىٍ من عائلة كانت تملك هذا البيت .
    _ ولكن لا عائلة تملكه سوى عائلتي .
    _حقّاٍ لك أن تقولي ذلك , لم أجئ لأنزع منك البيت .
    _ ولماذا جئت , وماذا تريد؟
    _ جئت أزور بيت أبي وأجدادي , هذا البيت الذي ولدت فيه , ونشأت فيه , والإنسان مولعٌ بيت الطفولة , هل تسمحين لي بزيارته ؟
    _ لا .
    _ولكن ... ألا تثقين بكلامي ؟ ألا تعتقدين بأنّني صاحب هذا البيت ؟
    _ أنا واثقةٌ بكلامك , لقد كنت صاحب هذا البيت , أمّا الآن فأنا صاحبته , ومتى عدت حاملاٍ بندقيتك وقذائفك , واستطعت أن تطردني منه تصبح صاحب البيت مرّةٍ ثانيةً ,أمّا الآن , فليسش لك بيتٌ.
    اقشعر جلدي وأنا أصغي إلى صاحبي الذي رأيتهُ ينتفضُ على السّرير ةقد اغرورقت عيناهُ بالدمع وراح يُتِمُّ حديثهُ:
    وقفت واجماً أمام هذه المرأة الوحشيّة , لاأملك إلاّ دمعتين حائرتين في عينيّ , ورحت أسأل نفسي :(( لماذا عُدتُ إلى بيتي وأنا لا أملك إلاّ دمعتين ؟ آه لو كان بيدي مُسَدّسٌ أو بندقيّة أو قنبلة , إذاً , لكنت جديراٍ بالتّقدير , ولكنّي في هذه الحالة شعرت بأنّني تافهٌ غيرُ جديرٍ بأن أملك حجراً واحداً من حجارة هذا البيت . تماسكت قليلاً , وغلب عليَّ شعورٌ بالهزيمة , فقلت لها :
    _ أما من شيءٍ تسمحين لي بأن أحمله من هذا البيت؟
    فأجابت بسخريّةٍ جامدةٍ:
    _ لاأريد أن يذهب تعبك سدىً , ماذا تريد أن تأخذ؟
    والتفتُّ إلى فناء الغرفة , كان هنالك صفائحُ مغروسةٌ تشعشعُ بالأزهار والورد , إنّها صفائحنا نفسها ,وأزهارنا ذاتها , حتّى الأزهار تتنكر لأصحابها ولا ترعى لهم ذمّةً , وفجأةً لاحظتُ في آخر الفناء وردةً يبدو أنّها تفتحت عند الصباح , وردةٌ حمراء مشرقةً تعلو على كلِّ الورد , فقلت :
    _ هل لي بهذه الوردة ؟
    سكتت قليلاً ثمّ انفجرت شفتاها لتقول بهدوءٍ:
    _ لك ذلك على أن تدفع ثمنها ليرتين اسرائيليتن .
    تجدّد نفور الدّمع من عينيّ , حتّى هذه الوردة يجب أن أدفع ثمنها , ولكن لا بدّ من الحصول عليها بأيّ ثمنٍ, وأخرجت من محفظتي ليرتين اسرائيليتن , وجاءتني بالوردة , انحنيت عليها شمّاً وتقبيلاً, بينما عادت الكرأة وراء الباب, بيدها الليرتان , وعلى وجهها سخريّةٌ لئيمةٌ كانت أنفذ في قلبي من طلقٍ ناريٍّ.
    ظلّ صاحب البيت الحقيقيّ وحده في الشارع , ضائعاً خارج بيته , وفي الطّريق كنت أفكّر :(( لماذا آثرت هذه الوردة على كلّ شيءٍ؟ وهل كنت في موضع تمتُّعٍ بالجمال ؟ ألم تسخر منّي تلك المرأة حين قبضت ليرتين ثمناً لوردةٍ ليس لها أيُّ معنىً في نفسها ؟ ألم أكن أجدر بتقديرها لو وفّرت هاتين الليرتين لشراء طلقاتٍ أصبُّها على من اغتصبوا بيتي ؟))
    ولكنّني مع هذه القسوة الّتي عاملتني بها , قدّرتها لأنّها علّمتني درساً لا أنساهُ ما دُمتُ حيّاً : ليس صاحب البيست من يرث البيت , صاحب البيت من يحرسه ويحميه ولا يخرج منه إلاّ جُثّةً هامدةً . أجل , لا بدَّ أن أعود كما أرادت تلك المرأة , لا لأحمل وردةً , بل لأجعل من هذه الوردة جمرةً تُشعلُ البيت وتذروهُ رماداً.
    وهنا سكت صاحبي , وأنا أشعر بأنَّ في أعماقه ناراً تتوهَّجُ .
    وبعد صمتٍ تقاسمناه معاً قال :
    _ هذه قصّة الوردة التي تراها بعينيك في الزُّجاجة الشّفافة , إنّك تراها وردةً , ولكنّني أراها أبعد من ذلك , أراها رمزاً للنار التي لا بُدّ من أن نشعلها , ومتى اشتعلت ناراً فثِقْ بأنَّني سأصبح صاحب هذا البيت .
    وأطفأ صاحب النّور , وأغمضنا عيوننا , بينما ظلّت الوردة مُستيقِظَةً تتلامح بلونها الأرجوانيِّ, ونمنا , ولا أحد يدري متى تنام هذه الوردةُ الحمراءُ؟
    خليل هنداوي*
    مصيافي للعضم
    مصيافي للعضم
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 54
    مكان الإقامة : مصياف
    Personalized field : متى تنام هذه الوردة الحمراء Male_s18
    التقييم : 0
    نقاط : 58
    تاريخ التسجيل : 06/11/2009

    متى تنام هذه الوردة الحمراء Empty رد: متى تنام هذه الوردة الحمراء

    مُساهمة من طرف مصيافي للعضم 2/12/2009, 11:03 am

    علي القصة ليوم أخدناها وهي كتير حلوة ولازم تنشر مشكووووووووووووووور
    عتعبك خييييي
    avatar
    صدى الصمت
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 161
    مكان الإقامة : ناطــر الحريــة
    Personalized field : متى تنام هذه الوردة الحمراء Male_s18
    التقييم : 3
    نقاط : 246
    تاريخ التسجيل : 27/05/2009

    متى تنام هذه الوردة الحمراء Empty رد: متى تنام هذه الوردة الحمراء

    مُساهمة من طرف صدى الصمت 2/12/2009, 11:22 am

    [b
    ]اهلين مصيافي للعضم



    مشكور للمرور
    ![/b]

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/10/2024, 10:05 pm