]size=18]مهرجان الشعر في سلمية، في يومه الثاني...
*********************************************************************************************
أضواء نقديّة،على مهرجان الشعر الثالث والعشرين في سلمية..
********************************************************************************************
من دفتر يوميات مهرجان الشعر الثالث والعشرين في سلمية..
************************************************************************************
[size=24]اليوم الثاني، من أيام مهرجان الشعر الثالث والعشرين في سلمية(أمّ القاهرة) عاصمة الفكر والشعر والثقافة، والذي يقام تحت عنوان: تحيّة إلى الشاعر (سليمان عوّاد)رائد قصيدة النّثر،فمن هو هذا الشاعر..؟؟
ولد الشاعر في سلمية عام /1922/تلقى تعليمه الابتدائي في سلمية، وفي الكلية الأرثوذكية في حمص، وفي مدرسة "اللابيك" بطرطوس، وفي "الجزويت" بحمص، وفي الجامعة اليسوعية ببيروت، عمل في وزارة الزراعة موظفاً ومعيداً في كلية الزراعة في "خرابو" وموظفاً في وزارة الإعلام فصل من عمله عشر سنوات ثم أعيد إليه حتى إحالته على المعاش، توفي سنة 1984.
من مؤلفاته:
1-سمرنار -شعر- دمشق 1957.
2-شتاء- شعر- دمشق 1957.
3-أغان بوهيمية- شعر- دمشق 1960.
4-حقول الأبدية -شعر- دمشق 1978.
5-شعراء من رومانيا -ترجمة- دمشق 1980.
6-أغانٍ إلى زهرة اللوتس- شعر- دمشق 1982.
7-قصائد الضياء -شعر للوتشيان بلاغا -ترجمة- دمشق 1981.
واليوم إذ يزجي مهرجان الشّعر التحيّة له،في دورته الثالثة والعشرين،إنما يكرّم
علماً من أعلام الشعر في سلمية،ورائداً من روّاد قصيدة النثر،وأرى في تكريم هذا الشاعر العظيم،تكريماً لكلّ شعراء سلمية،الذين رحلوا عنّا بأجسادهم،أمثال(محمد الماغوط،علي الجندي،نصر علي سعيد،صدر الدّين الماغوط..وغيرهم)ولكنّهم باقون بيننا كالمشاعل التي لاينطفىء نورها،باقون بتراثهم وأدبهم وشعرهم.
وفي هذا المساء، كانت صالة بيداء الزّير، في المركز الثقافي العربي في سلمية،على موعد مع كوكبة من شعراء سلمية،ومن أبنائها النّجب،وهم على التّوالي(مهتدي غالب،ديما قاسم،شريف سيفوـ خضر عكاري)ومن على منبر الشعر،شدا شعراؤنا بهمس بوحهم،وعزفوا على قيثارته،وتغنّوا بأعذب الألحان،وأنشدوا بمختلف الأغراض،وتحدثوا عن همسات القلوب،وعن هواجس الفقراء ومعاناتهم،وعن مواسم العطاء والقحط ،وشحّ السماء،تحدثوا عن عشق القلوب،وعشق الأرض ،وحبّ الوطن،والذّود عنه،ضدّ سارقي قوت الفقراء،وضدّ الفساد والمفسدين،تحدثوا عن غربة الشاعر(التي هي غربة المواطن)في وطنه،وهو يرى ويشاهد لصوصاً يسرقون في وضح النّهار،ابتسامة الأطفال،ليزرعوا مكانها شوك الغدر،تحدثوا عن وطن ممزّق،تنهش في جسده أنياب الطامعين،وأضراس المتخمين،فأيّهما أشدّ خطراً..؟؟خطر يعصف به من خارج حدوده،وخطر يحيق به ،من أبناء فلذته..!!تحدثوا عن موقف الأديب والشاعر من كلّ مايهبّ حوله من عواصف،وهل يداري لقمة العيش،أم يراوغ وينافق..؟؟لقد قال الشاعر مهتدي غالب من قصيدة ألقاها أمس:(صدقوني،لايوجد حرف كاذب..يوجد كاتب كاذب..)..
واعتلت منبر الشعر،شاعرة ممسكة بناصيته،قويّة في إلقائها،ثريّة في لغتها،غنيّة في صورها،الشاعرة(ديما قاسم)ومن قصيدتها الملتزمة:(سادة النّفط)قالت:شكراً لكم ياسادة النفط المعتّق..والثياب المخمليّة..
ومن قصيدتها (تغرير) التي تحدّثت فيها عن هواجس الشاعر،وخوفه من الرّقيب:(أيا شعر،إنّي رهينة حرف تمنّع ... مذ صار الحرف خوف الرّقيب)
ومن قصيدتها(دعوة للحبّ)(الحبّ كالبحر لايحصي ضحاياه)..
وعلى نهج الشعر القديم،ألقى الشاعر(شريف سيفو)معلقته الطويلة،التي بدأها كعادة شعراء الجاهلية بالغزل في قوله:
جاءت على جنح الهوى تيماء == تسري وليل العاشقين غطاء
إلا أنّه وفي معرض حواره،مع الحسناء التي طرقت بابه،نجده يصدّ كلّ إغراء وإغواء تبديه الحبيبة نحوه،ويعتذر منها:لأنّه لاوقت لديه للعشق والغرام،بسبب بؤسه وشقائه:
كيف السّبيل إلى الغرام وحالتي == تعبٌ وهمُ دائم وشقاء
وكان الشاعر صادقاً في أحاسيسه،فاعلاً ومنفعلاً في المجتمع،مدركاً لحجم معاناته،كمتقاعد أفنى زهرة شبابه بتأدية واجبه في خدمة الوطن،ولكنّ قضاة الوطن لم ينصفوه..
متقاعد نسي القضاة قضيتي == ولي القضاة مدى الزّمان أساؤوا
وبرأيي هنا، أنّ الشاعر كان يتكلّم بلسان كلّ متقاعد..سرق منه عمره،ولم يترك له السارق إلا الفتات..!!
ولقد كان الشاعر شجاعاً في طرحه لهموم فقراء المجتمع،الذين يسرق قوت يومهم الأثرياء،ويمنّون عليهم بمنحة سمحاء..
الغافلون عن الفساد تسرّهم == وقت المجاعة منحة سمحاء
يعطى ذوو الحاجات بعض فتاتها == أمّا الكنوز ينالها النّبلاء
ولأنّ الشاعر يحبّ وطنه،ويذود عن حياضه بكلّ ما يملك،لذلك يحاول أن يقف كالسّد المنيع أمام الفاسدين والمفسدين من لصوص النهار،الذين يسرقون خيراته ومقدراته :
وطني أحبّك،والغرام معشّش == في مهجتي.. ويحبّك البؤساء
فالمتخمون عن التراب بغفلة == وعن التراب يدافع الفقراء
وطني عرفتك في زماني واسعاً == فيك المروج الخضر والبيداء
فيك الجنان تراقصت بورودها == ماذا دهاك فضاقت الأرجاء..!
سرقوك ياوطني وغادر بعضهم == ويلصّ بعضك إثرهم لقطاء
لو حيّة رقطاء تلدغ واحداً == منهم،تموت الحيّة الرّقطاء
بورك الشاعر في هذا البوح المعبّر، عن ألم الضعفاء،والمدافع عن وطن، لايدافع عنه في وقت الشدة،إلا فقراؤه. وبعد ذلك..هل من أحد ينصفهم من شرور المستغلين...؟؟نأمل تحقيق العدالة..قبل فوات الأوان..!!
وأخيراً أسرّ لك ياسلمية الشعر، والشعراء، بهذه النجوى،وأقول:مسكينة ياسلمية،زرعوا في حوّاشك زنابقاًُ من الشعر، والشعراء،ولكنّهم لم يطفئوا لظى ظمأها إلى الحقيقة،فذبلت الزّنابق،ومات الشّعر، والشعراء..
سلمية في /12/4/2010
مع تحيات الصديق:حيدر حيدر [/size][/size]
*********************************************************************************************
أضواء نقديّة،على مهرجان الشعر الثالث والعشرين في سلمية..
********************************************************************************************
من دفتر يوميات مهرجان الشعر الثالث والعشرين في سلمية..
************************************************************************************
[size=24]اليوم الثاني، من أيام مهرجان الشعر الثالث والعشرين في سلمية(أمّ القاهرة) عاصمة الفكر والشعر والثقافة، والذي يقام تحت عنوان: تحيّة إلى الشاعر (سليمان عوّاد)رائد قصيدة النّثر،فمن هو هذا الشاعر..؟؟
ولد الشاعر في سلمية عام /1922/تلقى تعليمه الابتدائي في سلمية، وفي الكلية الأرثوذكية في حمص، وفي مدرسة "اللابيك" بطرطوس، وفي "الجزويت" بحمص، وفي الجامعة اليسوعية ببيروت، عمل في وزارة الزراعة موظفاً ومعيداً في كلية الزراعة في "خرابو" وموظفاً في وزارة الإعلام فصل من عمله عشر سنوات ثم أعيد إليه حتى إحالته على المعاش، توفي سنة 1984.
من مؤلفاته:
1-سمرنار -شعر- دمشق 1957.
2-شتاء- شعر- دمشق 1957.
3-أغان بوهيمية- شعر- دمشق 1960.
4-حقول الأبدية -شعر- دمشق 1978.
5-شعراء من رومانيا -ترجمة- دمشق 1980.
6-أغانٍ إلى زهرة اللوتس- شعر- دمشق 1982.
7-قصائد الضياء -شعر للوتشيان بلاغا -ترجمة- دمشق 1981.
واليوم إذ يزجي مهرجان الشّعر التحيّة له،في دورته الثالثة والعشرين،إنما يكرّم
علماً من أعلام الشعر في سلمية،ورائداً من روّاد قصيدة النثر،وأرى في تكريم هذا الشاعر العظيم،تكريماً لكلّ شعراء سلمية،الذين رحلوا عنّا بأجسادهم،أمثال(محمد الماغوط،علي الجندي،نصر علي سعيد،صدر الدّين الماغوط..وغيرهم)ولكنّهم باقون بيننا كالمشاعل التي لاينطفىء نورها،باقون بتراثهم وأدبهم وشعرهم.
وفي هذا المساء، كانت صالة بيداء الزّير، في المركز الثقافي العربي في سلمية،على موعد مع كوكبة من شعراء سلمية،ومن أبنائها النّجب،وهم على التّوالي(مهتدي غالب،ديما قاسم،شريف سيفوـ خضر عكاري)ومن على منبر الشعر،شدا شعراؤنا بهمس بوحهم،وعزفوا على قيثارته،وتغنّوا بأعذب الألحان،وأنشدوا بمختلف الأغراض،وتحدثوا عن همسات القلوب،وعن هواجس الفقراء ومعاناتهم،وعن مواسم العطاء والقحط ،وشحّ السماء،تحدثوا عن عشق القلوب،وعشق الأرض ،وحبّ الوطن،والذّود عنه،ضدّ سارقي قوت الفقراء،وضدّ الفساد والمفسدين،تحدثوا عن غربة الشاعر(التي هي غربة المواطن)في وطنه،وهو يرى ويشاهد لصوصاً يسرقون في وضح النّهار،ابتسامة الأطفال،ليزرعوا مكانها شوك الغدر،تحدثوا عن وطن ممزّق،تنهش في جسده أنياب الطامعين،وأضراس المتخمين،فأيّهما أشدّ خطراً..؟؟خطر يعصف به من خارج حدوده،وخطر يحيق به ،من أبناء فلذته..!!تحدثوا عن موقف الأديب والشاعر من كلّ مايهبّ حوله من عواصف،وهل يداري لقمة العيش،أم يراوغ وينافق..؟؟لقد قال الشاعر مهتدي غالب من قصيدة ألقاها أمس:(صدقوني،لايوجد حرف كاذب..يوجد كاتب كاذب..)..
واعتلت منبر الشعر،شاعرة ممسكة بناصيته،قويّة في إلقائها،ثريّة في لغتها،غنيّة في صورها،الشاعرة(ديما قاسم)ومن قصيدتها الملتزمة:(سادة النّفط)قالت:شكراً لكم ياسادة النفط المعتّق..والثياب المخمليّة..
ومن قصيدتها (تغرير) التي تحدّثت فيها عن هواجس الشاعر،وخوفه من الرّقيب:(أيا شعر،إنّي رهينة حرف تمنّع ... مذ صار الحرف خوف الرّقيب)
ومن قصيدتها(دعوة للحبّ)(الحبّ كالبحر لايحصي ضحاياه)..
وعلى نهج الشعر القديم،ألقى الشاعر(شريف سيفو)معلقته الطويلة،التي بدأها كعادة شعراء الجاهلية بالغزل في قوله:
جاءت على جنح الهوى تيماء == تسري وليل العاشقين غطاء
إلا أنّه وفي معرض حواره،مع الحسناء التي طرقت بابه،نجده يصدّ كلّ إغراء وإغواء تبديه الحبيبة نحوه،ويعتذر منها:لأنّه لاوقت لديه للعشق والغرام،بسبب بؤسه وشقائه:
كيف السّبيل إلى الغرام وحالتي == تعبٌ وهمُ دائم وشقاء
وكان الشاعر صادقاً في أحاسيسه،فاعلاً ومنفعلاً في المجتمع،مدركاً لحجم معاناته،كمتقاعد أفنى زهرة شبابه بتأدية واجبه في خدمة الوطن،ولكنّ قضاة الوطن لم ينصفوه..
متقاعد نسي القضاة قضيتي == ولي القضاة مدى الزّمان أساؤوا
وبرأيي هنا، أنّ الشاعر كان يتكلّم بلسان كلّ متقاعد..سرق منه عمره،ولم يترك له السارق إلا الفتات..!!
ولقد كان الشاعر شجاعاً في طرحه لهموم فقراء المجتمع،الذين يسرق قوت يومهم الأثرياء،ويمنّون عليهم بمنحة سمحاء..
الغافلون عن الفساد تسرّهم == وقت المجاعة منحة سمحاء
يعطى ذوو الحاجات بعض فتاتها == أمّا الكنوز ينالها النّبلاء
ولأنّ الشاعر يحبّ وطنه،ويذود عن حياضه بكلّ ما يملك،لذلك يحاول أن يقف كالسّد المنيع أمام الفاسدين والمفسدين من لصوص النهار،الذين يسرقون خيراته ومقدراته :
وطني أحبّك،والغرام معشّش == في مهجتي.. ويحبّك البؤساء
فالمتخمون عن التراب بغفلة == وعن التراب يدافع الفقراء
وطني عرفتك في زماني واسعاً == فيك المروج الخضر والبيداء
فيك الجنان تراقصت بورودها == ماذا دهاك فضاقت الأرجاء..!
سرقوك ياوطني وغادر بعضهم == ويلصّ بعضك إثرهم لقطاء
لو حيّة رقطاء تلدغ واحداً == منهم،تموت الحيّة الرّقطاء
بورك الشاعر في هذا البوح المعبّر، عن ألم الضعفاء،والمدافع عن وطن، لايدافع عنه في وقت الشدة،إلا فقراؤه. وبعد ذلك..هل من أحد ينصفهم من شرور المستغلين...؟؟نأمل تحقيق العدالة..قبل فوات الأوان..!!
وأخيراً أسرّ لك ياسلمية الشعر، والشعراء، بهذه النجوى،وأقول:مسكينة ياسلمية،زرعوا في حوّاشك زنابقاًُ من الشعر، والشعراء،ولكنّهم لم يطفئوا لظى ظمأها إلى الحقيقة،فذبلت الزّنابق،ومات الشّعر، والشعراء..
سلمية في /12/4/2010
مع تحيات الصديق:حيدر حيدر [/size][/size]