خاطرة اليوم:( ماجناه العربُ، حصرمٌ أم عنبٌ.؟؟)
أخي العربي..
تستيقظ منذ الصباح الباكر،وتفتح المذياع لتسمع آخر الأخبار،لأنّك ببساطة لم تعد قادراً على مشاهدة ما يعرض على شاشة التلفاز من أقبح المناظر،وأشنع المجازر،وينقلك المذيع نحو الأرض المحتلّة في فلسطين الجريحة،فتسمع:العدوّ الصهيوني: قتل..هدم، دمّر،هاجم قافلة الحريّة في عرض البحر.
ومن الجهة الأخرى تسمع:العالم يشجب،منظمّات حقوق الإنسان تندّد،المظاهرات تستنكر..مجلس الأمن ينعقد..الجامعة العربيّة تعلن عن اجتماع طارىء...ثمّ تنقلك سمّاعة المذياع إلى صوت شاعر الأرض محمود درويش وهو ينشد:
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
*************************************************
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا..
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
ولكنّ كلّ ذلك لاينفع، فالعدوّ مسمّر في مكانه،كمسمار دقّ في الجدار، أو كوتد غرس في شرايين الأرض،ومهما جربّت وحاولت،لاتستطيع اقتلاعهما إلا بالقوّة،وليس بكلمات الشجب، والتنديد، والوعيد..
ومع ذلك أخي العربي،تتمنّى أن تكون كلماتك قذيفة موجّهة،أو صاروخاً نووياً، يقتلع الشّرّ المعشّش في أرضنا المحتلّة من جذوره.
وأمام الفعل وردّ الفعل، تسمع جعجعة، ولاترى طحيناً،فمنذ عام النّكبة وحتى تاريخه،والعدوّ يسرح، ويمرح في أرصنا،ونحن ننتظر العودة..ثم تتساءل تساؤل العارف..؟؟ وتضيف: عجباً..ماالذي جناه العرب من نضالهم المرير حتى الآن:
( أهوحصرم، أم عنب)..؟؟!!
واليوم.. وأسطول الحريّة،يسوقه جلاّده مختالاً إلى المقصلة،على مرأى، ومسمع من العلم أجمع، نكرّر السؤال على مسامع حضراتكم، أيّها المنتظرون العودة:
(هل ماجناه العرب من انتظارهم،حصرم أم عنب..؟؟!!).
الصديق: حيدر محمود حيدر
سلمية في /31/5/ 2010