قالت لي العرافة
ذاكرة الماضي اختزال كبير للوقع الخارج عن إرادة الزمان وارتداد المكان في كل ثانية مرت عبثاً كما الأحلام الجوفاء في قلب خابية عُتق فيها الحب على عجل.... من هنا تطل ولادة جديدة تثور بها الأيام بوحاً وانتقاصاً من فوضى الأشياء التي عبثت بالوقت الضائع مني وتراكمت خارج كل الحدود التي أطلق الزمن عليها( أشياء لم تولد بعد).
كان يوم اللقاء عاصفاً مثل دمي الذي فتح نوافذ كثيرة للمستقبل الذي قالته العرافة أمام موج البحر الذي تراكم كثيرا مع الكلمات وغاب طويلاً في ثنايا ذاكرتي الجائعة إلى لحظة حلم تستوي فيها مدارات أمنيتي على وجع القصيد الذي امتد إلى أيدي العرافة وهي ترمي رمال البحر إلى موجه الذي لايزال يخترق بصوته كل عبارة من عبارات الحلم القادم.
قالت ليّ العرافة: حين يأتيك الحب يمضي سريعا في لهفة خالصة وفي فيضه كل الأمنيات القادمة من البحر وينتهي الليل مجددا في عمق الذات بترتيلة حلم غريب تبتاع منه كل الثنايا الغائبة بينه وبين الأقاصي المجهولة المنتشرة مع الفجر كما انتشار الجسد على ساحة الحلم وأين تبحث عن الحب وفي الحب كل القتل والهجر وكل الأشياء الاعتيادية من زمن مجهول ضاعت ثناياه في عتمة الذات ... ربما كان بعيدا أكثر اليوم وربما كان قريبا حد الاحتراق.
قالت لي العرافة أيضاً : الحلم هو الحب الخاص يحمل ذاك الرونق الذي يرتشف عمق الذات في تلاوين متفردة وبكل الأشياء التي لم تولد بعد.....والحب كل اليقين في لحظة الذات المصطفاة على ساعة الميلاد يوم لاميلاد فينا يجدد غربة الآتين ... أأنت هنا تزرع من هذا المكان أمنية لعلها بفيض ماتشتهي تخفي ذاك المداد الواسع للقلب الذي تغنى على فوضى الأشياء وانتهى في عروقك مثل الأنثى التي أحرقت ضفائر الوجد إلى الوجد في تسمية الأشياء واقترابها من كل صوب .... علك في النهاية تجد ملفات الضياع خاصة الانثى التي لم تأت على نهار.......وينبثق الحلم فيك أخيرا من كل فج عميق حيث لايدري الإنسان إلا روحه أنت والليل ذكرى خلاقة لفوضى ذكراك وذاكرتك وكل الأشياء التي سافرت معك الى الهجر في ضجة عالم الميلاد والعدمية.
وقفت أخيراً ... أنظر إلى غياهب البحر بعينين اتقدت فيهما النار وظللت ثورتهما ضجة المكان الذي ازدحم والعرافة والبحر وكل الأشياء التي عرفت .... أترقب نهاية الحكاية التي آثرت لحظات الصمت على استنهاض الباقي منها ولوهلة شعرت بامتداد خاص يوقد في العرافة أشياء اقتربت أكثر وأكثر حين قالت : ابحث عن الصمت الذي يدرك كل مكان في أجزاء الذاكرة... وابحث عن ذالك الغيب الأخير لتجلي الحلم بعيداً حتى تلتقي في دروب لاحدود فيها ولا مصير لامتشاق القصيدة جوف المكان وستعرف مدناً في قلب مدنٍ .. تنتشر الأنثى فيها كما الروض في تلك الأعالي الغائبة عنا وستدرك أن الحكايا مهما بلغت فهي في النهاية قليلة لابوح يستر عيوبها ولا انتفاضة تؤرق جدليتها والشيء الأهم من كل هذا وذاك طهر الذات ياسيدي فهو الذي سيعرفك دوما في كل ثانية وصوب .
كان ذلك اليوم عالي الصخب .. قوي اللحظة... أوتاره عزفت على كل الماضي وأشياءه التي عرفتُ منها مستقبلاً عمق الحكاية ونهاية الدوران في عتمة أنثى أنهت تاريخاً يحتوي الليل الخالص في عروقي وفاضت عنه إلى ذكرى معذبة تقيم احتفالاً خاصاً في جسدي وعقلي كلما غابت شمس وجلست أمام البحر والعرافة في محاولة جديدة للانقلاب الكبير على الذاكرة والمستقبل.
رامي وسوف