في نشوة التراتيل البعيدة والقريبة, تراتيل اليقظات والغفوات. في كلّ المسافات الفاصلة مابين الحلم والحقيقة.
ما إن أشرع نوافذ أمنياتي نحو الأفق, حتّى تراني مأسورة بحالة الغياب, أمدّ بساط قلبي صوب التخوم والتلال, ولسان حالي يقول : – أين أنا ؟!.. في هذا العالم أم في عالم آخر ؟؟! أرفض أن أحطّ ( هنا) – أريد البقاء محلّقة, أبتعد.. وكلّما انفتحت أمامي أبواب سماء, سعيت بروحي إلى سماء أخرى أكثر علوّاً, وشفافيّة, واحتفاء بالحبّ والعمل والجمال والخير. وأنهض إلى مسعاي.. صوت (فيروز) يرافقني, أفرد جناحيّ كنسر. أصافح نور الشمس.. ألتزم بالالتزام. أترفّع عن الترهات. أشفّ , أشفّ.. أسمو, أسمو, ولايقاسمني السموّ سواها, ورفعة النجوم.
صديقتي .. لو تعلمين !..
تهلّين على عالمي فيضاً فيه سقيا, كأنّ الحياة ماوجدت إلاّ لتكوني أميرة فوق الذرى. وكنتُ كلّما سمعت شيئاً من غنائك أخاله قادماً على ألوان فراشة يختال مزيّناً بأحجيات متداخلة ترقص على نغم شرقي السحر, يفرّ من بين الأصابع ليندسّ في ثياب المحبّة.. ثياب الحقول . وكنتُ كلّما تناهى إليَّ شدوكِ أقول: ( إنّكِ قريبة مني كأنّك على مرمى قلب).
فيروز.. نجمة الصباح المتألقة. عصفورة الأحزان والامتنان. سمعتُ قصبها يشدو؟.. رأيتها تقف عملاقة على خشبة عملاقة فأصختُ السمع.. أصخت الحنايا.. صمتاً أذوب, أو أتلاشى مع تراتيل الصلاة, واختلاجات المشاعر, وارتعاشات الصوت المعجون بعبير التراب بعد زخّة المطر. أغنية صغيرة, دفقة عابرة تهبني كنزاً ما, أحسّ به يدبّ في شراييني ليصل بي إلى عالم الأثير, وقد ألقيت عنّي عالمي الكثيف, وحلّقت نشوانة.
الأغنية الفيروزيّة شعر ونبض يضجّ بالحياة. واللحن دندنة وانسياب ينقلني بخفّة برق من سهل إلى قمّة شامخة, ومن غابات الأرز إلى غابات الصنوبر والبلّوط, ومن السماء الملفوفة بملاءات الغيم, إلى الساحات المزروعة بالفرح..
تلك هي فيروز !..
أتعلّق بظلالها في زمان المستحيل. ألوذ ببوحها كطفل صغير يلوذ بصدر, أو بكفّ, أو بهمسة دافئة.
أتوحّد مع حروفها وقد خاطبتْ شاعرنا الكبير محمود درويش – يوماً – تطلب منه أن يتسلّم جائزة القدس بدلاً منها:
(حين غنيتُ للقدس كانت بيروت ببالي, وكانت كذلك العواصم العربية).
مدّ الشاعر يديه إليها. عانق كلماتها بقصائد القمح, والورد, وريتا والبندقيّة, ثم ابتعد, ليظلّ لقاؤهما سيّد الأحلام.. ولتظلّ فيروز قامة العظمة والكبر وحبّ الله والإنسان والوطن.
ما إن أشرع نوافذ أمنياتي نحو الأفق, حتّى تراني مأسورة بحالة الغياب, أمدّ بساط قلبي صوب التخوم والتلال, ولسان حالي يقول : – أين أنا ؟!.. في هذا العالم أم في عالم آخر ؟؟! أرفض أن أحطّ ( هنا) – أريد البقاء محلّقة, أبتعد.. وكلّما انفتحت أمامي أبواب سماء, سعيت بروحي إلى سماء أخرى أكثر علوّاً, وشفافيّة, واحتفاء بالحبّ والعمل والجمال والخير. وأنهض إلى مسعاي.. صوت (فيروز) يرافقني, أفرد جناحيّ كنسر. أصافح نور الشمس.. ألتزم بالالتزام. أترفّع عن الترهات. أشفّ , أشفّ.. أسمو, أسمو, ولايقاسمني السموّ سواها, ورفعة النجوم.
صديقتي .. لو تعلمين !..
تهلّين على عالمي فيضاً فيه سقيا, كأنّ الحياة ماوجدت إلاّ لتكوني أميرة فوق الذرى. وكنتُ كلّما سمعت شيئاً من غنائك أخاله قادماً على ألوان فراشة يختال مزيّناً بأحجيات متداخلة ترقص على نغم شرقي السحر, يفرّ من بين الأصابع ليندسّ في ثياب المحبّة.. ثياب الحقول . وكنتُ كلّما تناهى إليَّ شدوكِ أقول: ( إنّكِ قريبة مني كأنّك على مرمى قلب).
فيروز.. نجمة الصباح المتألقة. عصفورة الأحزان والامتنان. سمعتُ قصبها يشدو؟.. رأيتها تقف عملاقة على خشبة عملاقة فأصختُ السمع.. أصخت الحنايا.. صمتاً أذوب, أو أتلاشى مع تراتيل الصلاة, واختلاجات المشاعر, وارتعاشات الصوت المعجون بعبير التراب بعد زخّة المطر. أغنية صغيرة, دفقة عابرة تهبني كنزاً ما, أحسّ به يدبّ في شراييني ليصل بي إلى عالم الأثير, وقد ألقيت عنّي عالمي الكثيف, وحلّقت نشوانة.
الأغنية الفيروزيّة شعر ونبض يضجّ بالحياة. واللحن دندنة وانسياب ينقلني بخفّة برق من سهل إلى قمّة شامخة, ومن غابات الأرز إلى غابات الصنوبر والبلّوط, ومن السماء الملفوفة بملاءات الغيم, إلى الساحات المزروعة بالفرح..
تلك هي فيروز !..
أتعلّق بظلالها في زمان المستحيل. ألوذ ببوحها كطفل صغير يلوذ بصدر, أو بكفّ, أو بهمسة دافئة.
أتوحّد مع حروفها وقد خاطبتْ شاعرنا الكبير محمود درويش – يوماً – تطلب منه أن يتسلّم جائزة القدس بدلاً منها:
(حين غنيتُ للقدس كانت بيروت ببالي, وكانت كذلك العواصم العربية).
مدّ الشاعر يديه إليها. عانق كلماتها بقصائد القمح, والورد, وريتا والبندقيّة, ثم ابتعد, ليظلّ لقاؤهما سيّد الأحلام.. ولتظلّ فيروز قامة العظمة والكبر وحبّ الله والإنسان والوطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حنان درويش ..
حنان درويش ..