صغيراً كنتُ حينها...
حينَ وُجِدَت الابتسامةُ على شفاهي للحظات
و قد حاولتُ لسنواتٍ بعدها..
أن أعيد رسمها..و لو بممحاة
حاولتُ الضحك و حاولتُ البكاء
لكن من دونِ جدوى..!!
فقد سُلِبَتْ منِّي أغلى مشاعري من دونِ أن أبكي..
و من دونِ أن أشعرَ بالفقدان..
ظلمتُ نفسي عندما لم أحاول الاختباء..
ظلمتها عندما بحثت عن الأمان
ظلمتها عندما لم أتظاهر كغيري بالغباء
فتمَّ صلبي بكل أجسادي..
و نسيتُ الصلاة.
في مثلِ هذا اليوم..من عامٍ ما..
لا أدري أيُّها الأعوام..فكلها متشابهة..
تمَّ الانتهاء من نصبِ صليبي..
فوقَ بقايا صلبانِ أجدادي..
فوق حطام نسياني..
تحتَ عرشِ الآلهة..
وتم ترتيل قدري..على مسمعي..
بين عتادِ جَلادي.
في مثلِ غدِ هذا اليوم..
من ذاك العام..
قطعتُ وريدي بعد أن أُعلِنَ استشهادي..
قرأتُ الفاتحةَ بعينيّ..
و شربتُ الخمور في ذِكرى اغتيالِ الآلهة..
و لصليبي تمَّ اقتيادي..
معلَّقٌ تراني..
بين السماءِ و الأرض..
بينَ الإنجيلِ و القرآن..يمنةً و يسارا..
بين إلهي و الشياطين..حاولتُ أن أصالح..
لكنني زدتُ في النارَ استعارا..
و بعدَ أن هدئت جثتي عن رفضِ موتي..
و قدَّم دمي استقالته الأبدية لجسدي...
و رَوى الأرض حتى بلغت حدّ الثمالة...
تمَّت وفاتي..
بينَ أبي و أمي حيكَ كفني..
و به أنتظر..
بينَ أخي و أختي تمَّ دفني..
و كم أفتخر..
و بيديَّ هاتين..قتلتُ زمني..
و لن أعتذر.