براءة الأطفال ومقص الحلاق :)

لا أدري بماذا أصف هذه الصور هل هي المضحك المبكي ؟ ربما

أيا كانت فهي ذكرتني يوم أخذت ابني إلى طبيب الأسنان وكان ( ابني و ليس الطبيب ) عمره

آنذاك خمس سنوات فمجرد أن طلب الطبيب من طفلي فتح فمه ... يا إلهي ما الذي حصل

حتى خفت من أن يموت الطفل من شدة الصراخ و البكاء و توقعت أن عشرة رجال مفتولي العضلات

لن يستطيعوا فتح فم الطفل ... مستحيل

المشكلة تكبر في الليل .. فلا ينام الولد ابداً من شدة الألم ... و المسكنات كلها عالفاضي

تفننت في اقناع الطفل .. دون جدوى ...

غيرت الطبيب عدة مرات .. لا فائدة ...حتى أن بعضهم اعتذر من معالجة الطفل ( للأسف )

اهتديت اخيراً إلى طبيب من نوع آخر شرحت له المشكلة على انفراد فطمأنني وطلب مني ان أحضر

طفلي في اليوم التالي الى العيادة .. ففعلت

دخلت العيادة و توقعت أن السيناريو نفسه سيعاد .. لكن مالذي حصل ؟؟

استقبل الطبيب طفلي و كأنه صديقه بالسلام و الترحاب و أخذ في مسايرته و المزاح معه

و أخذه الى جهاز الكمبيوتر و طلب منه أن يريه ما تعلمه ففعل الطفل بكل سرور و بدأت

الثقة تتولد لدى الطفل أكثر فأكثر و بعد قليل أعطاه ورقة و قلم و طلب منه أن يكتب

بعض العبارات ففعل و هو بأشد سعادته وهكذا انتهت الجلسة الأولى بعد نصف ساعة دون أن

يقترب الطفل من كرسي المعالجة و دون أن يطلب الطبيب منه فتح فمه

بعد يومين حان موعد الجلسة الثانية فركض الولد امامي من شدة فرحة عندما علم أني سآخذه

إلى طبيب الأسنان دخلنا العيادة ( فإنجلق ) الولد وراح يستخدم الكمبيوتر و يجلس خلف المكتب

و يلتقط ورقة و قلم و يكتب ما يريد و الطبيب يبتسم ثم طلب منه فتح فمه ففعل و طلب منه

الجلوس على كرسي المعالجة فجلس بكل سرور و أخذ الطبيب بمعالجته بكل هدوء و أنا جالس على

كرسي جانبي و أقول في نفسي سبحان مغير الأحوال

وهكذا استمر الطفل بالتردد على عيادة الطبيب مرات و مرات بكل محبة

لكني أصبحت أعاني من مشكلة جديدة وهي أن الطفل و بعد انتهاء معالجته تماما صار يبكي لأني

لم أعد أصطحبه إلى العيادة خاصة إذا كنا في مشوار و مررنا بجانب عيادة الدكتور تمام بيطار

ولا أعتقد أن ذلك من باب الدعاية أبداً فمن يتردد إلى عيادته يدرك جيداً أنه لايحتاج إلى

شهادة أو دعاية من أحد لكن كلماتي هذه من باب رد الجميل ليس إلا