اليوم قام فرع جمعية العاديات في مصياف بتنظيم رحلة إلى مناطق المدن المنسية. وقد دعيت لهذه الرحلة لكني للأسف لم أتمكن من المشاركة فيها. لذا قررت البحث في الإنترنت لأعرف عن هذه المدن التي سمعت بها قبلاً وأود مشاركتكم بهذه المعلومات.
المدن المنسية Forgotten Cities
المدن المنسية هي المدن التي نشأت على سلسلة كتل جبلية قليلة الارتفاع بين محافظات حلب وإدلب وحماة بين القرنين الأول والسابع الميلاديين وتعتبر جزءاً مهماً من تاريخ سورية وحضارتها.
تُعتبر المدن المنسية أحد أهم المناطق السياحية التي قد تجذب الزائر للمنطقة الشمالية في سورية، وأطلق عليها هذا الأسم لأن سكانها هجروها منذ أكثر من ألف عام، ولكن رغم هجرة سكانها للعيش في المدن إلا أنها بقيت صامدة في وجه التغيرات المناخية العديدة التي طرأت على المنطقة.
وتتوزع هذه المدن على كتلة جبل سمعان وكتلة جبل بريشيا والأعلى والدويلة والوسطاني وكتلة جبل الزاوية في الشمال السوري بين القمم الجبلية والسفوح والوديان ويطلق عليها علماء الآثار المدن المهجورة أو القرى المنسية أو العتيقة. تكثر في سورية المدن المنسية ومنها قلب اللوزة، كرك بيزة، البارة، سيرجلا، جرادة، موقع إيبلا الأثري التاريخي، تل مرديخ إضافة إلى متحف إدلب ومتحف معرة النعمان، مقام الخليفة عمر بن عبد العزيز، حمامات الشيخ عيسى وشلالات عين الزرقا، وتعتبر سيرجيلا من أهم المدن الأثرية وأكبرها إذا صحَّ التعبير.
وقدر عالم الآثار جورج تشالنكو أعداد هذه المدن والقرى بـ 778 موقعاً منها135 تقوم على خرائب مسكونة و322 موقعاً قامت على أنقاضها تجمعات سكنية حديثة و321 موقعاً محفوظاً بشكل مناسب غير أن تغييرات كبيرة حدثت في تلك المنطقة نتيجة التوسع السكاني والسكن فيها واستخدام حجارتها للبناء وأراضيها للزراعة ولم يعد عدد هذه القرى والمدن يتجاوز60 موقعاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خواص المدن المنسية:
تتميَّز هذه القرى المنسية بأنها بنيت وفق أسلوب معماري واحد وأطلق عليها علماء الآثار اسم فن العمارة السورية تمييزاً عن فن العمارة الكلاسيكية اليونانية والرومانية، وهي بهذا تستحق الحفاظ عليها لجمال عمارتها، وجعلها محوراً لنشاطات سياحية تثير إعجاب السياح بجمالها وعظمة بنيانها وفرادته.
كما أنَّ أسلوب زخرفتها من الداخل والخارج أسلوب فريد، لا مثيل له في العالم؛ ومن أبرز خصائص الزخرفة الداخلية تلك السجادات الرائعة من الفسيفساء التي تعكس مرحلة من مراحل تطور فن الفسيفساء من الأسلوب الكلاسيكي بجماله الجسدي واعتماده على الأساطير الوثنية إلى الأسلوب الديني والمسيحي ببساطته واهتمامه بالجمال الروحي واعتماده على الرموز الروحية والزخرفة النباتية والحيوانية ما شكل مرحلة في الانتقال إلى فن الفسيفساء الإسلامي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و تشير الدراسة إلى أن هذه المنطقة تحكي جزءاً مهماً من تاريخ أجدادنا وكيف أنهم حاولوا تخليد استقلالهم عن روما وعن بيزنطة لاسيما بعد انتصار المسيحية في القرن الرابع الميلادي ففي هذه المنطقة تطور بناء الكنائس من الكنيسة المضافة أو غرفة الاستقبال إلى الكنيسة الكاملة (البازليك أو الكاتدرائية). وفيها نشأت الحياة الديرية التي انتقلت منها إلى أوروبا والتي تجمع بين العمل والعبادة وفيها نشأت حركة العموديين ومن أبرزهم القديس سمعان العمودي وفيها اشتد الصراع بين الكنيسة السورية الوطنية التي تهدف إلى الدفاع عن الوطن وهويته في وجه الأجانب، وبين الكنيسة البيزنطية الرسمية التي تحاول السيطرة على البلاد.
وتشمل المدن المنسية المواقع التالية: قلعة كلونة كيمار - قلعة نجم برج حيدر - النبي هوري - كفرقدو أو كفر قابو - براد و دير براد- كنيسة المشبك-خراب شمس وتعتبر البارة إحدى أهم المدن المنسية وتبعد عن سيرجيلا قرابة 3 كم وتزخر بآثارها التي تعود لعصور مختلفة فيها بيوت حجرية وأديرة مثل دير سوباط وفيها معاصر زيوت وثلاث كنائس وأضرحة ضخمة ويقع إلى القرب منها حصن عربي هو قلعة أبي سفيان. وتحكمت البارة بالطريق التجاري الواصل بين أفاميا وانطاكيا وفيها العديد من معاصر الزيتون والمخازن والآثار الإسلامية مثل القلعة والمسجد.
سرجيلا:
سرجيلا قرية ماتت حينما هجرها أهلها قبل 1300 عام. حزموا أغراضهم ونظفوا منازلهم ورحلوا مخلّفين للتاريخ بيوتاً مبنية بالحجر الصلب ومعصرة ومقابر وكنيسة وجامعاً. و لم يعرف بعد سبب الهجرة, ثمانية عشر عاماً من الدراسات تناولت قرية سرجيلا السورية وأبنيتها للرد على التساؤلات عن الحياة اليومية لأهالي تلك القرية واستخلاص طريقة حياة أهالي مئات القرى البيزنطية الأخرى المنتشرة على منحدرات جبل الزاوية في شمال سوريا.
سيرجيلا هي من القرى الأثرية التي تقع على هضبة كلسية تعطي صورة واضحة عن وضع الأرياف بين الفترتين الرومانية والبيزنطية وفيها أبنية كثيرة وكنائس وحمامات بنيت عام 473 ميلادي. وتتميز بيوتها وكنائسها وقبورها بأنها بنيت على نمط واحد و كان يتكلم شعبها السريانية وتعرضت للحروب والزلازل والكوارث الطبيعية وحررت على يد نور الدين الزنكي عام114 وتعود القبور في سيرجيلا إلى العهد الآرامي والعموري وتتميز بالقبر الهرمي وهو عبارة عن برج أسطواني يرتفع فوق قاعدة يبلغ ارتفاعه ما بين15و30 متراً.
وتقسم مقابر سرجيلا إلى نوعين: غرف محفورة بالصخر، ونواويس ضخمة منحوتة بحجارة المنطقة. ولم تسمح الحفريات الأثرية بتحديد المقلع الذي استُخرج منه الصخر فقط، بل أيضاً بتحديد تاريخ استخراج كلّ من النواويس السبعة الموزعة على الموقع وطريقة العمل.
أولاً كانت تُحفَر الصخرة التي ستُنحَت لاحقاً إلى ناووس، وذلك بحسب المقاسات المطلوبة، ثم توضَع على ألواح خشبية مستديرة وتحاط بالحبال ويجرّها الحمير إلى خارج المقلع، فتوضع على القاعدة التي صنعت خصيصاً لها، ومن بعدها يبدأ نحتها من الداخل لتتحوّل إلى ناووس يوضع بداخله الجثمان ويأتي الغطاء المخروطي الشكل من فوقه. ومن الواضح أن الناووس لم يكن يستعمل لشخص واحد، بل مداورة لكلّ أفراد العائلة الواحدة, و تخفي منازل سرجيلا أسرار خمسة قرون من السكن والحياة اليومية التي كانت تدور في كنف الزراعة ونحت الحجر.
جبل بريشيا:
وأما جبل بريشيا أو برايشا في إدلب فيحتوي قلاعاً وخرائب بيزنطية ترجع إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين ومعظم عماراتها هي دور للعبادة وأخرى للسكن وتشتهر كنيسة قلب نوزة قرب حارم بأنها من أجمل كنائس العالم.
ومن مدن إدلب المنسية ترمانين والدانا وسرمدا وتل عقبرين والأتارب وتلعادة وهي مازالت مأهولة وتضم أوابد بيزنطية وتنتشر فيها مغاور كثيرة كما في قرية المغارة في جبل الزاوية حيث أعيد في العهد البيزنطي استخدام المغارة.
براد وقصر براد:
ويحتضن جبل سمعان مدناً منسية عدة منها براد وقصر براد وبرج حيدر ودارة عزة وباسوفان وخراب شمس إضافة إلى خرائب أثرية تحيط بقلعة سمعان مثل تقلة ورفادة والقاطورة وست الروم ودير سمعان "تيلانيسوس" الذي يحتوي حياً للحجاج وداراً للضيافة وكنيسة وفنادق وثلاثة أديرة وهي تتاخم قلعة سمعان التي اتخذت شكل الحصن في القرن العاشر الميلادي.
كنيسة القديس سمعان العمودي :
كان القديس سمعان العامودي صاحب طريقة التعبد على عامود قد عاش بداية القرن الخامس وترهب في الدير وبنى عاموده المشهور الذي بلغ ارتفاعه 40 متراً ولم ينزل عنه طوال39 عاماً فتحول المكان إلى محج أقيمت حوله كنيسة ( ويعترف المؤرخون بأنّها كانت لفترة طويلة من أعظم كنائس العالم المسيحي ) في العام476ميلادي واعتبرت آية في التصميم المعماري وأقيمت فيها في فترات لاحقة مساكن للرهبان وطلاب العلم وملاحق مثل المعمودية والرهبانية والفنادق والمدافن وتبعد قلعة سمعان عن حلب 37 كيلومتراً لجهة الشمال الغربي كما تعتبر نماذج الكنائس التي بناها المعماري السوري العظيم المدفونة رفاته في كنيسة قصر البنات "قيروص فيريانوس" هي الأساس في بناء كثير من الكنائس الأوروبية اللاحقة.
مدينة كيمار:
وأما مدينة كيمار التي تقع في منطقة عفرين بلدية الباسوطة شمال قرية سمعان فهي من أهم المدن الأثرية في الحقبة الرومانية البيزنطية من القرن الخامس والسادس الميلادي وفيها دور سكن وفيلات وكنائس وصهاريج لجمع مياه الأمطار وتتميز بهوائها العليل ما يجعلها مركز اصطياف ممتازاً.
كنيسة المشبك:
وتقع كنيسة المشبك على بعد 25 كيلومتراً عن حلب باتجاه الغرب على الطريق القديمة إلى جبل سمعان وهي طريق القوافل في أراضي عين جارة نصل إليها من حلب مروراً بخان العسل فنسير بين التلال باتجاه جبل سمعان وأما كالوته في منطقة إعزاز بمدينة نبل فهي قرية قديمة تحوي كنيسة شرقية وأخرى غربية ودوراً قديمة وجواسق وأبواباً كبيرة لمنازل تعود للفترة الرومانية ثم البيزنطية وتعد قلعة كالوته المشهورة معبداً وثنياً تحول إلى كنيسة في الفترة البيزنطية ثم حصنت في القرن العاشر وقرية كفر نبو أو كفرنابو التابعة لمنطقة عفرين تعود للفترة الرومانية ثم البيزنطية وهي حالياً مأهولة وفيها معبد وكنائس تعود لتلك الحقبة.
قرية خراب شمس:
وقرية خراب شمس الكبيرة الواقعة على المنحدرات الجنوبية لجبل سمعان تحتوي على كنائس وسراديب ومعصرة ومدافن وجواسق أما قلعة نجم التي تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلادي فهي قلعة عربية مهمة في منطقة منبج على بعد110 كم شرقي حلب وهي مؤلفة من ثلاث طبقات الأولى تحتوي على مستودعات وصهاريج وأبراج دفاعية وممرات سرية تليها طبقة ثانية أرضية تضم قصر الإمارة والحمام والقاعات العديدة أما الطبقة الثالثة فتشكل الطبقة الأولى فوق الأرض فيها مسجد القلعة وبعض الأبنية والمرافق المختلفة.
تمثل هذه المدن معلماً مهماً من تاريخ سورية وعمارتها وحياتها المعتقدية في القرون الميلادية الأولى، فهي فريدة ليس في سورية فحسب بل في العالم كله، إذ قلما توجد منطقة تضم هذه البقايا الأثرية الكثيرة التي ما تزال قائمة، لتحكي قصة تاريخ مجيد يحكي ذاكرة الأجداد ويؤكد الاستمرار الحضاري لسورية أرض الحضارات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تُعتبر المدن المنسية أحد أهم المناطق السياحية التي قد تجذب الزائر للمنطقة الشمالية في سورية، وأطلق عليها هذا الأسم لأن سكانها هجروها منذ أكثر من ألف عام، ولكن رغم هجرة سكانها للعيش في المدن إلا أنها بقيت صامدة في وجه التغيرات المناخية العديدة التي طرأت على المنطقة.
وتتوزع هذه المدن على كتلة جبل سمعان وكتلة جبل بريشيا والأعلى والدويلة والوسطاني وكتلة جبل الزاوية في الشمال السوري بين القمم الجبلية والسفوح والوديان ويطلق عليها علماء الآثار المدن المهجورة أو القرى المنسية أو العتيقة. تكثر في سورية المدن المنسية ومنها قلب اللوزة، كرك بيزة، البارة، سيرجلا، جرادة، موقع إيبلا الأثري التاريخي، تل مرديخ إضافة إلى متحف إدلب ومتحف معرة النعمان، مقام الخليفة عمر بن عبد العزيز، حمامات الشيخ عيسى وشلالات عين الزرقا، وتعتبر سيرجيلا من أهم المدن الأثرية وأكبرها إذا صحَّ التعبير.
وقدر عالم الآثار جورج تشالنكو أعداد هذه المدن والقرى بـ 778 موقعاً منها135 تقوم على خرائب مسكونة و322 موقعاً قامت على أنقاضها تجمعات سكنية حديثة و321 موقعاً محفوظاً بشكل مناسب غير أن تغييرات كبيرة حدثت في تلك المنطقة نتيجة التوسع السكاني والسكن فيها واستخدام حجارتها للبناء وأراضيها للزراعة ولم يعد عدد هذه القرى والمدن يتجاوز60 موقعاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خواص المدن المنسية:
تتميَّز هذه القرى المنسية بأنها بنيت وفق أسلوب معماري واحد وأطلق عليها علماء الآثار اسم فن العمارة السورية تمييزاً عن فن العمارة الكلاسيكية اليونانية والرومانية، وهي بهذا تستحق الحفاظ عليها لجمال عمارتها، وجعلها محوراً لنشاطات سياحية تثير إعجاب السياح بجمالها وعظمة بنيانها وفرادته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كما أنَّ أسلوب زخرفتها من الداخل والخارج أسلوب فريد، لا مثيل له في العالم؛ ومن أبرز خصائص الزخرفة الداخلية تلك السجادات الرائعة من الفسيفساء التي تعكس مرحلة من مراحل تطور فن الفسيفساء من الأسلوب الكلاسيكي بجماله الجسدي واعتماده على الأساطير الوثنية إلى الأسلوب الديني والمسيحي ببساطته واهتمامه بالجمال الروحي واعتماده على الرموز الروحية والزخرفة النباتية والحيوانية ما شكل مرحلة في الانتقال إلى فن الفسيفساء الإسلامي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و تشير الدراسة إلى أن هذه المنطقة تحكي جزءاً مهماً من تاريخ أجدادنا وكيف أنهم حاولوا تخليد استقلالهم عن روما وعن بيزنطة لاسيما بعد انتصار المسيحية في القرن الرابع الميلادي ففي هذه المنطقة تطور بناء الكنائس من الكنيسة المضافة أو غرفة الاستقبال إلى الكنيسة الكاملة (البازليك أو الكاتدرائية). وفيها نشأت الحياة الديرية التي انتقلت منها إلى أوروبا والتي تجمع بين العمل والعبادة وفيها نشأت حركة العموديين ومن أبرزهم القديس سمعان العمودي وفيها اشتد الصراع بين الكنيسة السورية الوطنية التي تهدف إلى الدفاع عن الوطن وهويته في وجه الأجانب، وبين الكنيسة البيزنطية الرسمية التي تحاول السيطرة على البلاد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وتشمل المدن المنسية المواقع التالية: قلعة كلونة كيمار - قلعة نجم برج حيدر - النبي هوري - كفرقدو أو كفر قابو - براد و دير براد- كنيسة المشبك-خراب شمس وتعتبر البارة إحدى أهم المدن المنسية وتبعد عن سيرجيلا قرابة 3 كم وتزخر بآثارها التي تعود لعصور مختلفة فيها بيوت حجرية وأديرة مثل دير سوباط وفيها معاصر زيوت وثلاث كنائس وأضرحة ضخمة ويقع إلى القرب منها حصن عربي هو قلعة أبي سفيان. وتحكمت البارة بالطريق التجاري الواصل بين أفاميا وانطاكيا وفيها العديد من معاصر الزيتون والمخازن والآثار الإسلامية مثل القلعة والمسجد.
سرجيلا:
سرجيلا قرية ماتت حينما هجرها أهلها قبل 1300 عام. حزموا أغراضهم ونظفوا منازلهم ورحلوا مخلّفين للتاريخ بيوتاً مبنية بالحجر الصلب ومعصرة ومقابر وكنيسة وجامعاً. و لم يعرف بعد سبب الهجرة, ثمانية عشر عاماً من الدراسات تناولت قرية سرجيلا السورية وأبنيتها للرد على التساؤلات عن الحياة اليومية لأهالي تلك القرية واستخلاص طريقة حياة أهالي مئات القرى البيزنطية الأخرى المنتشرة على منحدرات جبل الزاوية في شمال سوريا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سيرجيلا هي من القرى الأثرية التي تقع على هضبة كلسية تعطي صورة واضحة عن وضع الأرياف بين الفترتين الرومانية والبيزنطية وفيها أبنية كثيرة وكنائس وحمامات بنيت عام 473 ميلادي. وتتميز بيوتها وكنائسها وقبورها بأنها بنيت على نمط واحد و كان يتكلم شعبها السريانية وتعرضت للحروب والزلازل والكوارث الطبيعية وحررت على يد نور الدين الزنكي عام114 وتعود القبور في سيرجيلا إلى العهد الآرامي والعموري وتتميز بالقبر الهرمي وهو عبارة عن برج أسطواني يرتفع فوق قاعدة يبلغ ارتفاعه ما بين15و30 متراً.
وتقسم مقابر سرجيلا إلى نوعين: غرف محفورة بالصخر، ونواويس ضخمة منحوتة بحجارة المنطقة. ولم تسمح الحفريات الأثرية بتحديد المقلع الذي استُخرج منه الصخر فقط، بل أيضاً بتحديد تاريخ استخراج كلّ من النواويس السبعة الموزعة على الموقع وطريقة العمل.
أولاً كانت تُحفَر الصخرة التي ستُنحَت لاحقاً إلى ناووس، وذلك بحسب المقاسات المطلوبة، ثم توضَع على ألواح خشبية مستديرة وتحاط بالحبال ويجرّها الحمير إلى خارج المقلع، فتوضع على القاعدة التي صنعت خصيصاً لها، ومن بعدها يبدأ نحتها من الداخل لتتحوّل إلى ناووس يوضع بداخله الجثمان ويأتي الغطاء المخروطي الشكل من فوقه. ومن الواضح أن الناووس لم يكن يستعمل لشخص واحد، بل مداورة لكلّ أفراد العائلة الواحدة, و تخفي منازل سرجيلا أسرار خمسة قرون من السكن والحياة اليومية التي كانت تدور في كنف الزراعة ونحت الحجر.
جبل بريشيا:
وأما جبل بريشيا أو برايشا في إدلب فيحتوي قلاعاً وخرائب بيزنطية ترجع إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين ومعظم عماراتها هي دور للعبادة وأخرى للسكن وتشتهر كنيسة قلب نوزة قرب حارم بأنها من أجمل كنائس العالم.
ومن مدن إدلب المنسية ترمانين والدانا وسرمدا وتل عقبرين والأتارب وتلعادة وهي مازالت مأهولة وتضم أوابد بيزنطية وتنتشر فيها مغاور كثيرة كما في قرية المغارة في جبل الزاوية حيث أعيد في العهد البيزنطي استخدام المغارة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
براد وقصر براد:
ويحتضن جبل سمعان مدناً منسية عدة منها براد وقصر براد وبرج حيدر ودارة عزة وباسوفان وخراب شمس إضافة إلى خرائب أثرية تحيط بقلعة سمعان مثل تقلة ورفادة والقاطورة وست الروم ودير سمعان "تيلانيسوس" الذي يحتوي حياً للحجاج وداراً للضيافة وكنيسة وفنادق وثلاثة أديرة وهي تتاخم قلعة سمعان التي اتخذت شكل الحصن في القرن العاشر الميلادي.
كنيسة القديس سمعان العمودي :
كان القديس سمعان العامودي صاحب طريقة التعبد على عامود قد عاش بداية القرن الخامس وترهب في الدير وبنى عاموده المشهور الذي بلغ ارتفاعه 40 متراً ولم ينزل عنه طوال39 عاماً فتحول المكان إلى محج أقيمت حوله كنيسة ( ويعترف المؤرخون بأنّها كانت لفترة طويلة من أعظم كنائس العالم المسيحي ) في العام476ميلادي واعتبرت آية في التصميم المعماري وأقيمت فيها في فترات لاحقة مساكن للرهبان وطلاب العلم وملاحق مثل المعمودية والرهبانية والفنادق والمدافن وتبعد قلعة سمعان عن حلب 37 كيلومتراً لجهة الشمال الغربي كما تعتبر نماذج الكنائس التي بناها المعماري السوري العظيم المدفونة رفاته في كنيسة قصر البنات "قيروص فيريانوس" هي الأساس في بناء كثير من الكنائس الأوروبية اللاحقة.
مدينة كيمار:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأما مدينة كيمار التي تقع في منطقة عفرين بلدية الباسوطة شمال قرية سمعان فهي من أهم المدن الأثرية في الحقبة الرومانية البيزنطية من القرن الخامس والسادس الميلادي وفيها دور سكن وفيلات وكنائس وصهاريج لجمع مياه الأمطار وتتميز بهوائها العليل ما يجعلها مركز اصطياف ممتازاً.
كنيسة المشبك:
وتقع كنيسة المشبك على بعد 25 كيلومتراً عن حلب باتجاه الغرب على الطريق القديمة إلى جبل سمعان وهي طريق القوافل في أراضي عين جارة نصل إليها من حلب مروراً بخان العسل فنسير بين التلال باتجاه جبل سمعان وأما كالوته في منطقة إعزاز بمدينة نبل فهي قرية قديمة تحوي كنيسة شرقية وأخرى غربية ودوراً قديمة وجواسق وأبواباً كبيرة لمنازل تعود للفترة الرومانية ثم البيزنطية وتعد قلعة كالوته المشهورة معبداً وثنياً تحول إلى كنيسة في الفترة البيزنطية ثم حصنت في القرن العاشر وقرية كفر نبو أو كفرنابو التابعة لمنطقة عفرين تعود للفترة الرومانية ثم البيزنطية وهي حالياً مأهولة وفيها معبد وكنائس تعود لتلك الحقبة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قرية خراب شمس:
وقرية خراب شمس الكبيرة الواقعة على المنحدرات الجنوبية لجبل سمعان تحتوي على كنائس وسراديب ومعصرة ومدافن وجواسق أما قلعة نجم التي تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلادي فهي قلعة عربية مهمة في منطقة منبج على بعد110 كم شرقي حلب وهي مؤلفة من ثلاث طبقات الأولى تحتوي على مستودعات وصهاريج وأبراج دفاعية وممرات سرية تليها طبقة ثانية أرضية تضم قصر الإمارة والحمام والقاعات العديدة أما الطبقة الثالثة فتشكل الطبقة الأولى فوق الأرض فيها مسجد القلعة وبعض الأبنية والمرافق المختلفة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تمثل هذه المدن معلماً مهماً من تاريخ سورية وعمارتها وحياتها المعتقدية في القرون الميلادية الأولى، فهي فريدة ليس في سورية فحسب بل في العالم كله، إذ قلما توجد منطقة تضم هذه البقايا الأثرية الكثيرة التي ما تزال قائمة، لتحكي قصة تاريخ مجيد يحكي ذاكرة الأجداد ويؤكد الاستمرار الحضاري لسورية أرض الحضارات.
موقع سيريا نيوز - موقع سوا - جريدة بلدنا