[color=blue]أين أنتم من ثقافةالأبراج..؟؟!!
******************************
أولاً العام الجديد:
مع اقتراب نهاية عام 2010 وبدء دورة الحياة في عام جديد2011،أعاده الله على البشرية باليمن، والخير، والسّلام،وجدت من واجبي أن أوّضح رأيي بما يسمّى:نبواءات العام الجديد،وما تتضمنّه ثقافة الأبراج من نبوءات وتوقعات مبنيّة على الحدث، والظنّ، والتخمين،وليس على أسس علمية منهجية حديثة،فتعالوا نفتح نوافذ الأبراج، ونقرأما تخبّئه لنا ثقافتها الأسطورية الغامضة من معارف، بنيت على استنتاجات واستقراءات أقلّ مايقال فيه أنّه امغلوطة وغير دقيقة..!!
ثانياً:قصّةالأبراج مع ابنة أخي(سالي):
فكلّما زرت بيت أخي..وأنا أحمل صحيفتي اليومية، استقبلتني ابنة أخي(سالي) قائلة:عمّي، هل في هذه الجريدة عمود للأبراج؟؟فأعطيها الصحيفة كلّها،لترى برجها،وأبراج رفيقاتها،وربّما أبراج الجيران،وأقول لها.اتركي لي الصفحة الثقافية،وخذي بقيّة الجريدة،وأقول في نفسي:لعلّها تخطىء وتقرأ شيئاً من الأخبار الثقافية،أوالسياسية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية التي تنشرها الصحيفة ،ولكن هيهات ..هيهات...
وابنة أخي صبيّة تتثقّف بثقافة الأبراج،كبقيّة شباب وشابات هذا الجيل الصاعدالنّاهض،الذي لايهمّه إلا مايقول برج الدّلو،ومايهمس به برج العذراء،ناهيك ما يتغزّل به القوس..وما يبشّر به برج الجدي.. ثم تطورت الأبراج فأخذت تبين علاقة برجك بالحب،والعشق، والغرام، والغيرة،وما تخبئه الحما لكنتها،والضرّة لضرتها،وماتريد الزوجة أن تعرفه عن أسرار زوجها،وهل يريد أن يتزوّج عليها أم لا.. إلى آخر ما هنالك من توقعات الرّبح والخسارة في أسواق المال، والتجارة...!!
ثالثاً:أنواع الأبراج:
ثم تنوّعت الأبراج بحسب تنوّع الشعوب،وبحسب مراميها ومقاصدها الخيّرة والشريرة،فهناك أبراج صينية،وابراج يابانية..ومن يعلم فربّما هناك أبراج خبيثة،لها أهداف استعمارية أمريكية صهيونية..الخ
لكن ما علاقة الفلك والكواكب بحظ الإنسان وشخصيته..؟؟ هذه الأسئلة يجيب عليها الفلكي (محمود القريني) المختص في قراءة الأبراج والطالع، ويقول القريني عن علم الفلك " يقسم علم الفلك إلى قسمين رئيسيين: الأول يختص بدراسة الظواهر الطبيعية مثل الكسوف والخسوف وشهب ونيازك.... وغيرها، أما القسم الثاني: هو التنجيم، وهو مستمدُّ من القسم الأول، وهو مدوّن على جداول، يختصّ بحركة الكواكب، حيث يأخذ المنجم هذه الجداول، ويترجمها على أرض الواقع ويربط الأحداث الحالية والمستقبلية بالأحداث السابقة،،وكأنّ الذين يكتبون شطحات هذه الأبراج على دراية وتمكّن من معرفة أسرار القلوب،وما متوّقع لكلّ شخص من فأل أبيض ،ومن نحس أسود.
رابعاً: النّساء أكثر اهتماماً بثقافة الأبراج وتوقعاتها..!!
والذي يغيظ في هذا الموضوع،أنّ ثقافة الأبراج أصبحت (موضة) فمن لم يعرف من شبابنا، أوتعرف من شاباتنا،وهنا أسجّل أنّ جنس النّساءأكثر اهتماما بتوقعات الأبراج،وأكثر ميلا لمعرفة ما يقرأه لها برجها من أخبار، وبشكل يومي يصل إلى درجة الهوس أحياناً، ممّا يجعلها تنتظر زاوية الأبراج في كلّ محطات الإذاعة، والتلفزة وتعرف مواعيد بث برامجها على الهواء مباشرة،وتنتظرماذا يحدثها به منجّم عصري مشهور، أومنجمّة (مودرن) لأنّها شاطرة وتصدق حسب زعمها بتوقعاتها،وتسمع من سماعة مذياع، أو شاشة تلفاز، عن خفاياه، أوتقرأه في جريدة، كحال ابنة أخي..فمن لم تعرف من أحد هذه المصادر برجها؟؟ فهي متخلفة اجتماعيّاً،وربّما هي سبب حروب الجائعين من أبناء البشرية..على المتخمين الأثرياء من أبناء جلدتهم..!!،أو هي ـ وبسبب جهلها لبرجها،وما يخبئه لها في زواياه من خفايا وأسرار ـ سبب بالحروب الاستعمارية الصهيونية القذرة الناشبة في العراق، و أفغانستان..!!وربّما من لايعرف، أو تعرف بثقافة الأبراج،يجهل، أو تجهل لماذا تغتصب الصهيونية العالمية أرض فلسطين،وتشرّد شعبها الآمن المسكين من دياره، وتحوّله إلى شعب مشرّد بالشتات، يقتات بؤسه في مخيّمات اللاجئين..!!
أوهي لاتعرف ثقافة توصلها إلى أسرار القلوب،ومن ثمّ إلى أعماق، أعماق الجيوب..!!
خامساً:دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة الأبراج..!!
والشيء اللافت للنّظر،أنّ وسائل الأعلام العربيّة من صحافة، ومذياع، وتلفاز كلّها تكرّس هذه الظاهرة اللاحضارية يومياً،لسبب بسيط أنّها تحبط أجيالنا،وتثبط هممهم،فكم من شاب أراد السّفر سعياً وراء مستقبله؟؟ألغى سفره لأنّ برجه اللازوردي ،أنبأه بوجود عثرة في طرق سفره..!!وكم طالبة ..لم تستطع أن تكتب في امتحان؟؟ لأنّها صدمت بمجيء أسئلة من غير التي توّقعها لها برجها ..!!
وقس على ذلك، كم من نبواءات وتوقّعات؟؟ صدقها أصحابها، فأودت بهم إلى الهلاك..وبئس المصير..؟؟!!
ناهيك عن هؤلاء المتنبئين الذي يتصدرون شاشات المحطات الفضائية مع نهاية كلّ عام،وبداية عام جديد.وما يتنبؤونه ويتوقعونه من أحداث مثيرة وعاصفة للعام الجديد..!!
سادساً: قراءة في بعض توقعات المتنبئين للعام الجديد..!!
بل انجلت لمخيّلة البعض، وتنبؤوا بشأن نهاية دورة الحياة في 2012. وتقول عدد من النظريات إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى فوران البراكين، وذوبان الثلوج.بينما تبدأ ثلوج الهملايا بالذوبان لتكوّن سيلا مائيا، يقتل كل من يأتي أمامه. ولم يعلموا أنّ ذوبان الثلوج من قطبي الأرض قد بدأ فعلا..لابسبب النبواءات الكاذبة..بل بسبب الانبعاث الحراري النّاتج من التلّوث البيئي الذي تسبّبه مصانع الدّول الكبرى..!!ومن يدري إلى أين تقود هذه الأخطار الكرة الأرضية..؟؟ربّما إلى كارثة..حتى تصدق نبوءات المنجمين..!!
وهذه التنبؤات التي تتنبأ بنهاية العالم عام 2012وبحدوث الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين، وفيضانات، وبالأمراض الفتاكة،وبمقتل الملوك والرّؤساء،وبزوال دول عن مصوّر الكرة الأرضية،وظهور دول أخرى مكانها،ماهي إلا تنبؤات أحياناً تكون فلكية، تدرس على أساس رياضي،وأحياناً كثيرة تكون مرتبطة بمعتقدات وعادات شعب ما(المايا)وكلّها معتقدات زائفة،تجهل قيمة الإنسان كعضو فعّال ومبدع ونسوا أنّ الله وهبه العقل، ليخترع ويبتكر بعيداً عن أيّ فكر مغلق، ومحكوم عليه، بحسب مقدراتهم بالفناء.
سابعاً:(كذب المنجمون ولو صدقوا)..!!
والغريب في الأمر أنّ معظم وسائل الإعلام العربية، تفرد لهؤلاء المتنبئين مساحات واسعة من الوقت ليتكلموا..ويتنبئوا..وكأنّ مقادير الغد ـ استغفر الله ـ من شرورهم،وبيدهم،ومقاسة الصروف، والظروف على مقدار نبوءاتهم.جاء في الحديث الشريف (كذب المنجمون ولو صدقوا)..وفي رواية ثانية(كذب المنجمون ولو صدفوا)بالفاء،وليس بالقاف،والله أعلم.
وعن مقدرة المنجم التنبوء بالمستقبل يقول القريني " لا يطلق على قراءة الأبراج بالنبوءات بقدر ما هي توقعات، حيث أن النبوءة لها أسس وقواعد روحانية كالوحي الذي كان ينزل على الرسل، وهذا يدخل في باب المعجزات، وهي ليست موجودة حاليا، لكن ما يقوم به المنجم توقعات كعمل الراصد الجوي تماما، وقد تكون هذه التوقعات غير صائبة في بعض الأحيان،
وقد يجادلك الجاهلون في أمرهم ويقولون:إنّ المتنبىء الفلاني:(تنبأ بحدوث كذا..وحدث،فبماذا تجيب على ذلك)أقول:لايعلم الغيب إلا اللهreen].{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الزمر:46)الله عالم الغيب والشهادة،وما يحدس مع اولئك المنجمين هو نوع من التخمين، والتّوقع المبني على حدس،واستقراء،وتجليّات شخصيّة لاأكثر،قد يصيب توقعهم لأمرما في حياتنا،ولكنّه من المؤكد يخطىء في توقّعّات أمور كثيرة،فنتمسّك نحن ـ لجهلنا ـ بالنبوءة المصيبة ،ونذيعها بين النّاس، لتصبح بعد حين منتشرة على كلّ لسان،وتبادل الناس في دول العالم الثالث التي مازالت متخلّفة، لمثل هذه النبواءات،ينشرها أكثر من انتشارها بوسائل الإعلام المختلفة.
سابعاً:ثقافة الأبراج، تحبط همم النّاس،وتقعدهم عن ممارستهم لأعمالهم..!!
ومن المؤسف جدّاً أن تستيقظ غداً في الصباح الباكر، لترى على شاشة محمولك أوكمبيوترك الثابت،صور هؤلاء المتنبئين الذي يقيمون الدنيا ويقعدونها بنبوءاتهم..فإذا كنت تحجز لسفر في البرّ أو البحر أو الجوّ،ولم يجيزوا لك سفرك لتوّقع كاذب,,تلغي سفرك وتجلس في بيتك كئيباً حزيناً..وربّما تلغي ارتباطك في عمل مهما كان حسّاساً ومهماً.
ثامناً:(الحذر لاينجي من القدر..)
وهنا تحضرني قصة ذلك الملك الذي كان يحكم مملكة قصر ابن وردان القريبة من منطقة سلمية..هذا الملك تنبأ له العرّافون..أنّه سيرزق بمولود ذكر..ولكنّه سيموت بلدغة عقرب..!!فبنى ذلك الملك قصراً منيفاً لولده ما تزال آثاره باقية حتى الآن،وأمر أن تعجن طينة بنائه بماء معطر بروائح الورد،حتى إذا ما استنشقت رائحته الحشرات،هربت وابتعدت عنه.وتمرّ الأيام،ويولد للملك ولد ذكر،كما تقول أسطورة العرّاف،ويشبّ الولد في كنف والده، ويكبر وهوبين ظهراني هذا القصر المنيف،ولايسمح له بالخروج من أسواره الحصينة،وفي إحدى المرّات بينما كان الولد يلعب بجانب ناقة ،أدخلوها إلى فناء القصر،ليفرغوا ماعلى ظهرها من حمولة،لدغته عقرب مشؤومة، كانت قد علقت بوبر النّاقة، عند مبركها في البّريّة خارج أسوار القصر،ودخلت معها عند دخولها إليه، من بوابته الرّئيسة،وبعد حين تسمّم جسم الطفل بسمّ الأفعى، ولم يجد من ينقذه من هذا السّم الزّعاف،فمات كما أنبأت أسطورة العرّاف فهجر الملك قصره، وعاش متجولاً في دنياالله الواسعة،حتى أخذ الله عزّ وجلّ أمانته،وفارق دنياه أسى وحزناً على ولده.
وإن دلّت هذه الأسطورة على شيء فهي لاتدلّ على صدق نبوءة العرّاف ،بل تدلّ على أنّ المكتوب،ليس منه مهرب،وما قدّر على الإنسان سوف يحصل له،إن آجلاً أو عاجلاً، وهذه القصة تشبه قصة الملك الذي أنبأه العرافون بأنّ زوجته سوف تموت بالعنكبوت، ثم إنه اهتم بأمرها وجمع مهندسي البلدة التي هم فيها، وسألهم أن يبنوالها بناء لا ينسج عليه العنكبوت، فقالوا كل بناء ينسج عليه، إلا أن يكون البلور لنعومته لا
ينسج عليه، فأمرهم أن يصنعوا لها قصراً من البلور، وبذل لهم ما أرادوا، فعملوه وفرشه
وأمرها أن تقيم فيه، لا تخرج منه خوفاً عليها من العنكبوت، قال: فبينما هو ذات يوم إذ رأى عنكبوتاً قد نسج في ذلك القصر، فقام إليه، فرماه وقال لها: هذا الذي يكون موتك منه قال: فداسته بإبهامها وقالت كالمستهزئة: أهذا الذي يقتلني، فشدخته، فتعّلق بطرف إبهامها من مائه شيء فعمل بها، حتى ورمت ساقها، ثم وصل الورم أتى قلبها، فقتلها، فما أفادها قصره، ولا صرحه شيئاً. قال الله تعالى: "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" "النساء: 178".
فلماذا إذاً نلجأ إلى العرّافين المنجمين ليقرؤوا لنا كفّنا، وينبئونا بما هو شرّ ،و خير قادم علينا،لانستطيع له دفعاً،أو تجنّباً..؟؟
ولكن قل: (قدر الله وما شاء فعل)كما ورد في الحديث الشريف (ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل...الخ الحديث الشريف).
تاسعاً:احذروا الجري وراء المنجمين وتوقعاتهم..!ّ!
أيّها الأصدقاء أينما كنتم..إنّ مثل هذا الغزو لثقافة الأبراج مخطّط له من أعداء البشرية والإنسانية،و ليس موجوداً في أذهان أولئك العلماء، والباحثين الذين يرسمون ـ بعون الله ومشيئته ـ مستقبل البشرية على أساس علمي،لاعلى أساس أسطوري خرافي..فلتكن أمتنا من الأمم التي تأخذ بركب العلم والتكنلوجيا الحديثة،وما يشدّها في تقدّمها إلى الأمام دوماً،وتنبذ الفكر الأصولي الخرافي الذي تقذف أمواجه العاتية سفينة تقدمها إلى الخلف،وربّما إذا ما بقينا نركب مثل هذه الأمواج، أودت بنا العاصفة إلى الغرق في محيط لانهاية للجته،عندها نصبح لقمة سائغة لحيتان البحر، وأسماك القرش فيه .وما حيتان البحر،وأسماك القرش البشرية، إلا أولئك المتنبئين الذين يقفون حجر عثرة بين الإنسانية في عالمنا الثالث، وبين تقدّمها على أسس منهجية علمية،لا على حدس وتخمين أسطوري خرافي..!!
وفقنا،ووفقّكم الله، إلى مافيه خير أجيالنا القادمة،لأنّهم، هم من سيقودون سفينة المستقبل ـ على أسس علميّة ـ إلى شاطىء الطمأنينة والأمان، بعيداً عن توقعات الأبراج والمنجّمين..!!
عاشراً:الرّأي الأخير لكم أعزائي القرّاء..!!
وأخيراً، أعزائي القرّاء: أتمنّى أن أعرف رأيكم حول ثقافة الأبراج،على صفحات هذا المنتدى الثقافي الهام. وشكراً سلفاً لكلّ وجهة نظر يعبّر عنها صاحبها،بكلّ وضوح، وصراحة، وشفافية..!!
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /13/6/2010
******************************
أولاً العام الجديد:
مع اقتراب نهاية عام 2010 وبدء دورة الحياة في عام جديد2011،أعاده الله على البشرية باليمن، والخير، والسّلام،وجدت من واجبي أن أوّضح رأيي بما يسمّى:نبواءات العام الجديد،وما تتضمنّه ثقافة الأبراج من نبوءات وتوقعات مبنيّة على الحدث، والظنّ، والتخمين،وليس على أسس علمية منهجية حديثة،فتعالوا نفتح نوافذ الأبراج، ونقرأما تخبّئه لنا ثقافتها الأسطورية الغامضة من معارف، بنيت على استنتاجات واستقراءات أقلّ مايقال فيه أنّه امغلوطة وغير دقيقة..!!
ثانياً:قصّةالأبراج مع ابنة أخي(سالي):
فكلّما زرت بيت أخي..وأنا أحمل صحيفتي اليومية، استقبلتني ابنة أخي(سالي) قائلة:عمّي، هل في هذه الجريدة عمود للأبراج؟؟فأعطيها الصحيفة كلّها،لترى برجها،وأبراج رفيقاتها،وربّما أبراج الجيران،وأقول لها.اتركي لي الصفحة الثقافية،وخذي بقيّة الجريدة،وأقول في نفسي:لعلّها تخطىء وتقرأ شيئاً من الأخبار الثقافية،أوالسياسية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية التي تنشرها الصحيفة ،ولكن هيهات ..هيهات...
وابنة أخي صبيّة تتثقّف بثقافة الأبراج،كبقيّة شباب وشابات هذا الجيل الصاعدالنّاهض،الذي لايهمّه إلا مايقول برج الدّلو،ومايهمس به برج العذراء،ناهيك ما يتغزّل به القوس..وما يبشّر به برج الجدي.. ثم تطورت الأبراج فأخذت تبين علاقة برجك بالحب،والعشق، والغرام، والغيرة،وما تخبئه الحما لكنتها،والضرّة لضرتها،وماتريد الزوجة أن تعرفه عن أسرار زوجها،وهل يريد أن يتزوّج عليها أم لا.. إلى آخر ما هنالك من توقعات الرّبح والخسارة في أسواق المال، والتجارة...!!
ثالثاً:أنواع الأبراج:
ثم تنوّعت الأبراج بحسب تنوّع الشعوب،وبحسب مراميها ومقاصدها الخيّرة والشريرة،فهناك أبراج صينية،وابراج يابانية..ومن يعلم فربّما هناك أبراج خبيثة،لها أهداف استعمارية أمريكية صهيونية..الخ
لكن ما علاقة الفلك والكواكب بحظ الإنسان وشخصيته..؟؟ هذه الأسئلة يجيب عليها الفلكي (محمود القريني) المختص في قراءة الأبراج والطالع، ويقول القريني عن علم الفلك " يقسم علم الفلك إلى قسمين رئيسيين: الأول يختص بدراسة الظواهر الطبيعية مثل الكسوف والخسوف وشهب ونيازك.... وغيرها، أما القسم الثاني: هو التنجيم، وهو مستمدُّ من القسم الأول، وهو مدوّن على جداول، يختصّ بحركة الكواكب، حيث يأخذ المنجم هذه الجداول، ويترجمها على أرض الواقع ويربط الأحداث الحالية والمستقبلية بالأحداث السابقة،،وكأنّ الذين يكتبون شطحات هذه الأبراج على دراية وتمكّن من معرفة أسرار القلوب،وما متوّقع لكلّ شخص من فأل أبيض ،ومن نحس أسود.
رابعاً: النّساء أكثر اهتماماً بثقافة الأبراج وتوقعاتها..!!
والذي يغيظ في هذا الموضوع،أنّ ثقافة الأبراج أصبحت (موضة) فمن لم يعرف من شبابنا، أوتعرف من شاباتنا،وهنا أسجّل أنّ جنس النّساءأكثر اهتماما بتوقعات الأبراج،وأكثر ميلا لمعرفة ما يقرأه لها برجها من أخبار، وبشكل يومي يصل إلى درجة الهوس أحياناً، ممّا يجعلها تنتظر زاوية الأبراج في كلّ محطات الإذاعة، والتلفزة وتعرف مواعيد بث برامجها على الهواء مباشرة،وتنتظرماذا يحدثها به منجّم عصري مشهور، أومنجمّة (مودرن) لأنّها شاطرة وتصدق حسب زعمها بتوقعاتها،وتسمع من سماعة مذياع، أو شاشة تلفاز، عن خفاياه، أوتقرأه في جريدة، كحال ابنة أخي..فمن لم تعرف من أحد هذه المصادر برجها؟؟ فهي متخلفة اجتماعيّاً،وربّما هي سبب حروب الجائعين من أبناء البشرية..على المتخمين الأثرياء من أبناء جلدتهم..!!،أو هي ـ وبسبب جهلها لبرجها،وما يخبئه لها في زواياه من خفايا وأسرار ـ سبب بالحروب الاستعمارية الصهيونية القذرة الناشبة في العراق، و أفغانستان..!!وربّما من لايعرف، أو تعرف بثقافة الأبراج،يجهل، أو تجهل لماذا تغتصب الصهيونية العالمية أرض فلسطين،وتشرّد شعبها الآمن المسكين من دياره، وتحوّله إلى شعب مشرّد بالشتات، يقتات بؤسه في مخيّمات اللاجئين..!!
أوهي لاتعرف ثقافة توصلها إلى أسرار القلوب،ومن ثمّ إلى أعماق، أعماق الجيوب..!!
خامساً:دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة الأبراج..!!
والشيء اللافت للنّظر،أنّ وسائل الأعلام العربيّة من صحافة، ومذياع، وتلفاز كلّها تكرّس هذه الظاهرة اللاحضارية يومياً،لسبب بسيط أنّها تحبط أجيالنا،وتثبط هممهم،فكم من شاب أراد السّفر سعياً وراء مستقبله؟؟ألغى سفره لأنّ برجه اللازوردي ،أنبأه بوجود عثرة في طرق سفره..!!وكم طالبة ..لم تستطع أن تكتب في امتحان؟؟ لأنّها صدمت بمجيء أسئلة من غير التي توّقعها لها برجها ..!!
وقس على ذلك، كم من نبواءات وتوقّعات؟؟ صدقها أصحابها، فأودت بهم إلى الهلاك..وبئس المصير..؟؟!!
ناهيك عن هؤلاء المتنبئين الذي يتصدرون شاشات المحطات الفضائية مع نهاية كلّ عام،وبداية عام جديد.وما يتنبؤونه ويتوقعونه من أحداث مثيرة وعاصفة للعام الجديد..!!
سادساً: قراءة في بعض توقعات المتنبئين للعام الجديد..!!
بل انجلت لمخيّلة البعض، وتنبؤوا بشأن نهاية دورة الحياة في 2012. وتقول عدد من النظريات إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى فوران البراكين، وذوبان الثلوج.بينما تبدأ ثلوج الهملايا بالذوبان لتكوّن سيلا مائيا، يقتل كل من يأتي أمامه. ولم يعلموا أنّ ذوبان الثلوج من قطبي الأرض قد بدأ فعلا..لابسبب النبواءات الكاذبة..بل بسبب الانبعاث الحراري النّاتج من التلّوث البيئي الذي تسبّبه مصانع الدّول الكبرى..!!ومن يدري إلى أين تقود هذه الأخطار الكرة الأرضية..؟؟ربّما إلى كارثة..حتى تصدق نبوءات المنجمين..!!
وهذه التنبؤات التي تتنبأ بنهاية العالم عام 2012وبحدوث الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين، وفيضانات، وبالأمراض الفتاكة،وبمقتل الملوك والرّؤساء،وبزوال دول عن مصوّر الكرة الأرضية،وظهور دول أخرى مكانها،ماهي إلا تنبؤات أحياناً تكون فلكية، تدرس على أساس رياضي،وأحياناً كثيرة تكون مرتبطة بمعتقدات وعادات شعب ما(المايا)وكلّها معتقدات زائفة،تجهل قيمة الإنسان كعضو فعّال ومبدع ونسوا أنّ الله وهبه العقل، ليخترع ويبتكر بعيداً عن أيّ فكر مغلق، ومحكوم عليه، بحسب مقدراتهم بالفناء.
سابعاً:(كذب المنجمون ولو صدقوا)..!!
والغريب في الأمر أنّ معظم وسائل الإعلام العربية، تفرد لهؤلاء المتنبئين مساحات واسعة من الوقت ليتكلموا..ويتنبئوا..وكأنّ مقادير الغد ـ استغفر الله ـ من شرورهم،وبيدهم،ومقاسة الصروف، والظروف على مقدار نبوءاتهم.جاء في الحديث الشريف (كذب المنجمون ولو صدقوا)..وفي رواية ثانية(كذب المنجمون ولو صدفوا)بالفاء،وليس بالقاف،والله أعلم.
وعن مقدرة المنجم التنبوء بالمستقبل يقول القريني " لا يطلق على قراءة الأبراج بالنبوءات بقدر ما هي توقعات، حيث أن النبوءة لها أسس وقواعد روحانية كالوحي الذي كان ينزل على الرسل، وهذا يدخل في باب المعجزات، وهي ليست موجودة حاليا، لكن ما يقوم به المنجم توقعات كعمل الراصد الجوي تماما، وقد تكون هذه التوقعات غير صائبة في بعض الأحيان،
وقد يجادلك الجاهلون في أمرهم ويقولون:إنّ المتنبىء الفلاني:(تنبأ بحدوث كذا..وحدث،فبماذا تجيب على ذلك)أقول:لايعلم الغيب إلا اللهreen].{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الزمر:46)الله عالم الغيب والشهادة،وما يحدس مع اولئك المنجمين هو نوع من التخمين، والتّوقع المبني على حدس،واستقراء،وتجليّات شخصيّة لاأكثر،قد يصيب توقعهم لأمرما في حياتنا،ولكنّه من المؤكد يخطىء في توقّعّات أمور كثيرة،فنتمسّك نحن ـ لجهلنا ـ بالنبوءة المصيبة ،ونذيعها بين النّاس، لتصبح بعد حين منتشرة على كلّ لسان،وتبادل الناس في دول العالم الثالث التي مازالت متخلّفة، لمثل هذه النبواءات،ينشرها أكثر من انتشارها بوسائل الإعلام المختلفة.
سابعاً:ثقافة الأبراج، تحبط همم النّاس،وتقعدهم عن ممارستهم لأعمالهم..!!
ومن المؤسف جدّاً أن تستيقظ غداً في الصباح الباكر، لترى على شاشة محمولك أوكمبيوترك الثابت،صور هؤلاء المتنبئين الذي يقيمون الدنيا ويقعدونها بنبوءاتهم..فإذا كنت تحجز لسفر في البرّ أو البحر أو الجوّ،ولم يجيزوا لك سفرك لتوّقع كاذب,,تلغي سفرك وتجلس في بيتك كئيباً حزيناً..وربّما تلغي ارتباطك في عمل مهما كان حسّاساً ومهماً.
ثامناً:(الحذر لاينجي من القدر..)
وهنا تحضرني قصة ذلك الملك الذي كان يحكم مملكة قصر ابن وردان القريبة من منطقة سلمية..هذا الملك تنبأ له العرّافون..أنّه سيرزق بمولود ذكر..ولكنّه سيموت بلدغة عقرب..!!فبنى ذلك الملك قصراً منيفاً لولده ما تزال آثاره باقية حتى الآن،وأمر أن تعجن طينة بنائه بماء معطر بروائح الورد،حتى إذا ما استنشقت رائحته الحشرات،هربت وابتعدت عنه.وتمرّ الأيام،ويولد للملك ولد ذكر،كما تقول أسطورة العرّاف،ويشبّ الولد في كنف والده، ويكبر وهوبين ظهراني هذا القصر المنيف،ولايسمح له بالخروج من أسواره الحصينة،وفي إحدى المرّات بينما كان الولد يلعب بجانب ناقة ،أدخلوها إلى فناء القصر،ليفرغوا ماعلى ظهرها من حمولة،لدغته عقرب مشؤومة، كانت قد علقت بوبر النّاقة، عند مبركها في البّريّة خارج أسوار القصر،ودخلت معها عند دخولها إليه، من بوابته الرّئيسة،وبعد حين تسمّم جسم الطفل بسمّ الأفعى، ولم يجد من ينقذه من هذا السّم الزّعاف،فمات كما أنبأت أسطورة العرّاف فهجر الملك قصره، وعاش متجولاً في دنياالله الواسعة،حتى أخذ الله عزّ وجلّ أمانته،وفارق دنياه أسى وحزناً على ولده.
وإن دلّت هذه الأسطورة على شيء فهي لاتدلّ على صدق نبوءة العرّاف ،بل تدلّ على أنّ المكتوب،ليس منه مهرب،وما قدّر على الإنسان سوف يحصل له،إن آجلاً أو عاجلاً، وهذه القصة تشبه قصة الملك الذي أنبأه العرافون بأنّ زوجته سوف تموت بالعنكبوت، ثم إنه اهتم بأمرها وجمع مهندسي البلدة التي هم فيها، وسألهم أن يبنوالها بناء لا ينسج عليه العنكبوت، فقالوا كل بناء ينسج عليه، إلا أن يكون البلور لنعومته لا
ينسج عليه، فأمرهم أن يصنعوا لها قصراً من البلور، وبذل لهم ما أرادوا، فعملوه وفرشه
وأمرها أن تقيم فيه، لا تخرج منه خوفاً عليها من العنكبوت، قال: فبينما هو ذات يوم إذ رأى عنكبوتاً قد نسج في ذلك القصر، فقام إليه، فرماه وقال لها: هذا الذي يكون موتك منه قال: فداسته بإبهامها وقالت كالمستهزئة: أهذا الذي يقتلني، فشدخته، فتعّلق بطرف إبهامها من مائه شيء فعمل بها، حتى ورمت ساقها، ثم وصل الورم أتى قلبها، فقتلها، فما أفادها قصره، ولا صرحه شيئاً. قال الله تعالى: "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" "النساء: 178".
فلماذا إذاً نلجأ إلى العرّافين المنجمين ليقرؤوا لنا كفّنا، وينبئونا بما هو شرّ ،و خير قادم علينا،لانستطيع له دفعاً،أو تجنّباً..؟؟
ولكن قل: (قدر الله وما شاء فعل)كما ورد في الحديث الشريف (ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل...الخ الحديث الشريف).
تاسعاً:احذروا الجري وراء المنجمين وتوقعاتهم..!ّ!
أيّها الأصدقاء أينما كنتم..إنّ مثل هذا الغزو لثقافة الأبراج مخطّط له من أعداء البشرية والإنسانية،و ليس موجوداً في أذهان أولئك العلماء، والباحثين الذين يرسمون ـ بعون الله ومشيئته ـ مستقبل البشرية على أساس علمي،لاعلى أساس أسطوري خرافي..فلتكن أمتنا من الأمم التي تأخذ بركب العلم والتكنلوجيا الحديثة،وما يشدّها في تقدّمها إلى الأمام دوماً،وتنبذ الفكر الأصولي الخرافي الذي تقذف أمواجه العاتية سفينة تقدمها إلى الخلف،وربّما إذا ما بقينا نركب مثل هذه الأمواج، أودت بنا العاصفة إلى الغرق في محيط لانهاية للجته،عندها نصبح لقمة سائغة لحيتان البحر، وأسماك القرش فيه .وما حيتان البحر،وأسماك القرش البشرية، إلا أولئك المتنبئين الذين يقفون حجر عثرة بين الإنسانية في عالمنا الثالث، وبين تقدّمها على أسس منهجية علمية،لا على حدس وتخمين أسطوري خرافي..!!
وفقنا،ووفقّكم الله، إلى مافيه خير أجيالنا القادمة،لأنّهم، هم من سيقودون سفينة المستقبل ـ على أسس علميّة ـ إلى شاطىء الطمأنينة والأمان، بعيداً عن توقعات الأبراج والمنجّمين..!!
عاشراً:الرّأي الأخير لكم أعزائي القرّاء..!!
وأخيراً، أعزائي القرّاء: أتمنّى أن أعرف رأيكم حول ثقافة الأبراج،على صفحات هذا المنتدى الثقافي الهام. وشكراً سلفاً لكلّ وجهة نظر يعبّر عنها صاحبها،بكلّ وضوح، وصراحة، وشفافية..!!
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /13/6/2010