كأول مشاركة لي في المنتدى أحببت أن تكون هذه القصيدة هي الأولى في مشاركاتي..
أرجو أن تنال إعجابكم..
.......................
..............
عناونها: في رياح الصباح...
..
في ظلّ الليل أرى نجمي
و على الأبواب
أرى قلمي
و أرى أدبي كهوىً
و يجنّ حنيني في كتبي
والسجنُ الأبيض يختالُ
و الحبر الأزرقُ يحتالُ
و الليل الأسود ينهال
و العطر الأرقى إعطالُ
و أنا في موكب أغصاني
و الطير يغني في عينيها كالخوف
............
يا هذي الأيامُ
الأدمى من قلبي عينيها
و على صفحاتي كفيها
و على اوراقي نهديها
فتصب جَوَارٍ، شفتيها
و تزيحُ ستاراً رجليها
فكأنّ البدرَ لنا يبقى
و كأني لا أنهل منها
إلا من ماء قد سقطَ
و الكفّ الأزرقُ يحميها
..................
فهناك على طرقِ الألوان أرى جبلي
و لديه سوابق في الملهاة كما جدلي
و يئنّ من الجمرات هوى أجلي
و يعيش على الأزهار مساءٌ من قُبلِ
و يهزّ جناحيها كملاكٍ من زجلِ
و الماء هناك مراراً، تكراراً، عجِلِ
فيريد من الكف الأزرق ماليس جليّ
والكف الأزرق لا يمنعُ أشواقه في القُبلِ
...........................
أمّا ما يبقى من أيامٍ منثورة
فلديها يكتبُ من أحلامٍ معذورة
و لديها ما يسكب من كفٍّ مبتورة
و العطر الأرقى يتباهى في الصيرورة
تيهي فأنا من هبّ لأيامٍ وصفتها أمك بالصورة
و على أوهامي مات رحيقُ العصفورة
فأنا ما سلكتني أبواب المعمورة
لكنّ تلاميذي في كفي الأزرق مجبورة
و النهدُ تلألأ في ثغري كالأسطورة
....................
صبّي فأنا لا أسكرُ من كأسٍ أبدا
و دليلي لا يفقه أحلاماً من عقدا
و خيالي لم ينضح بالماء صدا
و عزيز شموسي لم يتوارى أو بلُدا
ففؤادي يصرخُ بالعلياء إذا بَعُدا
و عيوني تنضحُ بالمرجانِ إذا اتّحدا
فلكِ السكران هوى ثلثيك فدا
و هوى ثلثاً كالأحمق يجبلها بمدى
فعلى الأحوال يئنّ حنيناً للمددا
و جميل التصوير يزور العددا
فبحقّك لم أمنع أوصالي من أحدا
و انا سأقدّم - في شوقٍ منك - الزبدا
...................
يا حبّي لم أبقى في عهدي عن عبسٍ
فهناك تقولين الأحلامَ كما ليلى و كما قيسٍ
الحبّ يزور الأحباب في موعدهم
و يعيشُ ليالٍ يغشاهُ دمعُ الرمسِ
فهنيئاً للأرواح بما كبرتْ خمسِ
و الكف الأزرقُ لا يرضى بعد الهمسِ
ببديلٍ عن ألوان الدنيا و الدمسِ
يا حِبي لن أبقى رهن الأمسِ
فلديكِ عيوني و القلبُ لمدى اللمسِ
يا قلبي لا تحكيني للأوراق كما شمسٍ
فهواك على قلبي يتراءى للخمسِ
....................
يا حِبي إني لم أغرق فيكي كذبا
فلأني أهوى من عينيك ما عذبا
و لأني أكتب أشواقي كالمرتقبا
و على أزهارك كنت رضيعاً منتحبا
يا حِبي لم أفهم معنى الطلبا
لكن الأزمان تغني فيك العتبا
لا كوني ولهان أو كوني من سكبا
فربيعي في أرضك أملى منكِ الكتبا
و هناك ستمشين الرغدَ المكتوب صبا
فعليك بتمهيلي أيامٍ لا أحصيها و لا كذبا
.................
النهدُ سيشطرني نصفين لألقاهُ
و العمرُ سيهديني غصنين لأبقاهُ
هل أنقى من شفتيك ضياءٌ أهواهُ
أم أرقى من عطرك ألقى كي أنساهُ
هل فيك تلافيفُ الأحبارِ فأبراهُ
أم فيني من أمرٍ يُخزيكِ فأغشاهُ
يا طيفي لا تبكي فجري كي أنهاهُ
فيك الأحلامُ تزور ضيائي، مثواهُ
يا عمري أرسم من قلبي لا إكراهُ
فرويدكِ إن سطور غرامي أفواهُ
و الحبّ يزور مراكبنا و لها حفظَ اللهُ
إنّا لن نغرقَ في طوفانٍ نخشاهُ
..................
زوريني في ليلي و نهاري تكرارا
غطيني حبقاً مزروعاً ثمّ الغارا
فعشيقي بعدك من جبليّ المدرارا
فيه الأوراقُ زغاريدٌ لا أحبارا
و الضوء يلمّ نجوم الكون السيّارة
يا حِبي في عينيك أرى أملاً صارا
و الدهرُ سيجمعنا، ليُسيّر أقدارا
يا حِبي إن صلاتي لا تتلو العارا
لكن اليوم تزيدُ أموري إعصارا
و غداً سأقدّمُ ما حملتْهُ الأنهارا
يا حِبي لست كما أبدو شيخَ الحارة
لكنّ رسولي قد زرع الأخلاقَ هناكَ لنا دارا
و الصبرُ تناقلنا أطفالاً قد ألفَتْهُ بنا سارة
...........................................