تقفز للذاكرة عادة في عيد الأم قصة الابن الذي اغرّ به احدهم فقتل امه ونزع قلبها من مكانه وذهب لبيعه وعندما تدحرج على الطريق هتف القلب يقول ابني هل اصابك من مكروه؟ فالامومة لا تعرف سوى المحبة حتى لو خط الزمن تجاعيد عميقة في وجهها البهي، ولهذه المناسبة ... امهات دمعن قهرًا على تركهن من دون اولادهن في عيد الام ، فماذا قلن :
- هي في دار العجزة منذ عامين، تدمع عندما نسألها عن عيد الام وتقول ان اولادها مسافرون وخارج لبنان في كندا واميركا واوستراليا، وهي ام لشابين وفتاتين، وهم يعملون جميعهم، ولهذا السبب هي في المأوى، وتقول ان عيد الام اليوم لم يعد يعني لها شيئًا وفي السابق كان له اهمية كبيرة بالنسبة لها، زوجها توفى منذ زمن، وهي تبلغ من العمر 85 عامًا وولدت العام 1924 وكانت تسكن سابقًا في منطقة الفنار، وهي عليلة فقط في رجليها ولا تستطيع المشي.
- وهي في دار العجزة منذ سبعة اعوام، وعيد الام بالنسبة لها هو عيد كبير لان الام هي التي تربي الاجيال والاولاد، وبحسب هذه التربية ينشأ الاولاد، والام تتعذب في الولادة، وعيد الاب ايضًا مهم لكن عيد الام هو الاهم، والام بالنسبة لها تقوم بتضحيات كبيرة وتفدي اولادها، والام هي اهم شيىء في الوجود، وتقول انها رزقت باولاد كثيرين لكن لم يبق لها سوى شاب وفتاة وهما في لبنان، وتستفيض لور في الحديث عن ابنها وتقول انه من الشخصيات المهمة جدًا ومثقف جدًا وهو محام ويملك دكتوراه بالحقوق و4 ليسانس، وهو حنون وآدمي تقول كوالده، وابنتها كانت تعمل في احدى البنوك في لبنان ، وكان لديها ابنة توفيت جراء انفجار في دماغها وبالنسبة لها كانت ابنتها مثالاً للجمال والرقة، وكانت تتحدث 6 لغات، وعندما توفيت كانت في سن ال25، اما ماذا يعني لها عيد الامهات وهي بعيدة عن اولادها فتقول انها مقهورة جدًا وكانت ترغب ان تقضي عمرها المتبقي مع اولادها، ورغم ذلك تثني بسخاء عليهم وتقول الله يطعم الجميع متل اولادي، وقلبها على ابنتها غير المتزوجة وهي مقهورة لانها لم تتزوج وهي وحيدة في منزلها، ولور تقول انها تزوجت في ال14 من عمرها وزوجها توفى منذ اكثر من عشر سنوات، وتوفي جراء ذبحة قلبية وكان يعمل مديرًا لخط سكك الحديد في لبنان، وتتذكر زوجها وتقول انه كان شخصية مهمة ومثقفًا من الدرجة الاولى واولاده مثله، ويعاملونني كما لم يعامل احد امه، ويضحون بحياتهم من اجلي، وتقول ان ابنتها تزورها يوميًا، ولور من سكان الاشرفية سابقًا، وكانت وحيدة لاهلها، ولديها حفيدين تراهما دائمًا، الاول مهندس والثاني كوالده محام.
- وهي في المأوى منذ مدة تبلغ من العمر 87 عامًا ، هي من سكان عبد الوهاب ولديها ابنتان متزوجتان في لبنان، اما عيد الام بعيدًا عن اولادها فلا يعني لها شيئًا لان اولادها ليسوا معها، ولكنهم يزورونها ويجلبون لها ما تحبه، وصهرها يحبها كثيرًا، ولديها احفاد عدة، تحبهم كثيرًا، وزوجها توفي وكان يعمل في مجال الكهرباء، وهي تمني النفس بالعودة الى اولادها، وتؤكد ان صهرها سيأتي ليأخذها الى بيته.
- و هي في دار العجزة منذ عام تقريبًا ، تعتبر انهم يعاملونها كما في بيتها، والمعاملة جيدة جدًا كما تقول، والرفقة تشعرها وكأنها مع اولادها، وهي ام لابنتين وصبيًا، اما ماذا يعني لها عيد الام بعيدًا عن اولادها؟ تحبس سامية دموعها التي تكاد تنفجر من عينيها وتقول ان عيد الام هو كل شيىء، ولا تريد التحدث عن الامر لانه يخنقها، وكانت تمضي عيد الام في السابق حيث كانت تعيّد امها وتأخذ اولادها لمعايدة جدتهم، اما اليوم فقد تغير كل شيىء، وستأتي ابنتها لمعايدتها في عيد الامهات، وهي دائمًا على تواصل مع اولادها.
- هي تقول انها في المأوى منذ ستة اشهر، وتبلغ من العمر 70 عامًا، وهي تحب كثيرًا عيد الامهات ولا تعتبر نفسها بعيدة عن اولادها لانها تحبهم كثيرًا. وكانت ترغب ان تكون مع اولادها في عيد الامهات، وسيجلبون لها الهدايا، لانها غالية عليهم، وهي ام لفتاتين رائعتين كما تقول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم كل شيئ يكذبون لاخفاء حقيقة أبنائهم الجاحدة و اظهارهم كأبناء باريين ..