عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    " دفاعًا عن الجنون " للراحل ممدوح عدوان ..

    ADMIN
    ADMIN
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    عدد الرسائل : 2463
    مكان الإقامة : في هذا العالم ..
    Personalized field : " دفاعًا عن الجنون " للراحل ممدوح عدوان .. Male_s18
    التقييم : 24
    نقاط : 3626
    تاريخ التسجيل : 05/10/2008

    " دفاعًا عن الجنون " للراحل ممدوح عدوان .. Empty " دفاعًا عن الجنون " للراحل ممدوح عدوان ..

    مُساهمة من طرف ADMIN 7/4/2009, 1:42 pm

    حكم البابا ..

    نستعرض اليوم كتاب الشاعر والمؤلف المسرحي السوري ممدوح عدوان "دفاعًا عن الجنون" الذي يضم مجموعة مقدمات كتبها الشاعر الراحل لثلاث من مجموعاته الشعرية، ورابعة للشاعر السوري محمود السيد، وخامسة لكتاب عن الفنان التشكيلي الراحل لؤي كيالي، إضافةً لمقال عن علاقة المسرح بالجمهور والسياسة، ومرافعة حول جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل في غزوها للبنان في عام 1982، والتي تقدّم في مجملها بالإضافة إلى مواضيعها المختلفة رؤية واحد من أهم شغيلة الثقافة ومبدعيها في سورية على مدى الأربعين عامًا الماضية للأدب والفن والثقافة والحياة.


    " دفاعًا عن الجنون " للراحل ممدوح عدوان .. D5d7074cab


    "دفاعًا عن الجنون": بين الصحافة والشعر.. والرأي والانفعال

    رغم اعتراف الشاعر والمسرحي والمترجم السوري الراحل ممدوح عدوان في مقدمة كتابه "دفاعًا عن الجنون" الذي جمع فيه المقدمات التي كتبها سواء لكتبه أو لكتب سواه من المؤلفين (ليس بهدف تزكيتها، وإنما كفرصة لتناول مسألة أو مناقشة قضية لم يتطرق إليها سابقًا) أن آراءه مكتوبة بانفعال الشاعر، أكثر مما هي مكتوبة بعقلانية الباحث، ويضعها في مكانة وسطى بين الصحافة والشعر، والرأي والانفعال، ورغم أن عدوان كان يريد من وراء جمعه لهذه المقدمات في كتاب أن تعطي صورة عن وضع المثقف في الحقبة الزمنية والبقعة المكانية التي كتبت فيهما، ورغم مرور سنوات طويلة بين زمن كتابتها، وبين زمن نشرها في الكتاب الصادر مؤخرًا عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، وبعد رحيل مؤلفه، إلاّ أن كثيرًا من الآراء والأفكار التي حواها الكتاب لا تزال طازجة إلى حدٍّ بعيد حتى اليوم، وخاصةً حين ينخرط عدوان في مناقشة مفهوم العمل الفني أو تقييم سويته، في حين تبدو وقد تجاوزها الزمن قليلاً بسبب تأثرها بأفكار المرحلة التي كتبت خلالها، عند حديثه عن الفن المرتبط بهموم الجماهير، والتعبير عن مصالح الفقراء، كونها تبدو متأثرة بقواعد النظريات الاشتراكية لوظيفة الثقافة، كما أن أسلوب كتابة عدوان وتعبيره عن آرائه وأفكاره في المقدمات يثير شهية القراءة، وباستثناء بعض الألفاظ التي أفرزتها النظم والأحزاب الأيديولوجية والثورية في مرحلة كتابتها، والتي تتسرب وإن بشكلٍ عابر إلى صفحات الكتاب، فإن مقالات الكتاب تبدو حارَّة، ولا تزال تحتفظ بانفعال وحماسة كاتبها.

    في مقدماته التي يضمها كتاب "دفاعًا عن الجنون" لا يستخدم عدوان الأسلوب الكلاسيكي المعروف في كتابة المقدمات، عبر تقريظ جهد المؤلف، أو كيْل الثناء لكتابه، أو شرح معانيه، بل يعمد إلى كتابة نص موازٍ ومتكامل يصلح للنشر منفردًا، بغض النظر عن الكتاب الذي يقدم له، علاقته بممدوح عدوان وبأفكاره وبزاوية رؤيته لقضية ما، أكثر من علاقته بالكتاب الذي يقدم له أو بمؤلفه، ومن هنا يكتسب الكتاب مشروعيته الأساسية، لأنه وفضلاً عن مناقشته لقضية ثقافية ما، يقدم صورة لمرحلة من المراحل الفكرية لمؤلفه، وللقضايا التي نوقشت في الوسط الثقافي السوري في تلك المرحلة؛ ففي تقديمه لكتاب عن الفنان التشكيلي السوري لؤي كيالي، الذي توفي محترقًا إثر هزات نفسية عديدة بعد هزيمة عام 1967، يصور عدوان الظروف العامة والخاصة التي دفعت بأحد أكبر أعلام التشكيل السوري إلى الانهيار النفسي، مدافعًا بقوة عن موهبته وعن تفرده واختلافه وجنونه، بطريقة تقترب من التماهي به، كما لو كان يكتب عن نفسه، وفي مقدماته الثلاث لمجموعاته الشعرية، يقدّم عدوان بيانًا متطورًا من مقدمة إلى أخرى لمفهومه للشعر ولوظيفته، يضم إلى جانب شرح رؤيته للشعر ولدوره في كل مرحلة من المراحل التي أصدر فيها مجموعاته الثلاث، دفاعًا عن خياراته الشعرية، سواء في قصائده الثورية ذات النبرة المباشرة والعالية، أو قصائده التي تلت وحاول فيها الاقتراب من أشياء الحياة اليومية البسيطة بنطق شعري متأنٍ وهادئ أقرب إلى الهمس، وفي مقدمته لقصيدة "مونادا دمشق" يكتب نصًا موازيًا لعمل محمود السيد صاحب القصيدة، حول المرأة والحب والشعر والجنس، ويقدم فيه رؤيته هو لهذا المزيج السحري بمناسبة القصيدة.

    رغم تعدد مواضيع كتاب "دفاعًا عن الجنون" نظرًا لكونه يتألف من مقدمات لا يربطها سوى اسم كاتبها، إلا أن هناك خطوطًا أساسية لو تتبعها القارئ سيعثر على ما يجمع هذه المقالات المتناثرة ببعضها البعض، أولها الانتصار للإنسان المقهور ومحاولة رد الغبن عنه، وثانيها الاحتكام إلى قيم الجمال والحق باعتبارهما القيمتين الأسْميين لدى مقاربة أية قضية، أو مناقشة أي عمل، وثالثها وهو الأوضح التعبير عن الذات عبر صور وأصوات الآخرين، فممدوح عدوان في مقدماته يقدم نفسه في ثياب الآخرين أكثر مما يقدمهم هم، ويحاور نفسه أكثر مما يحاورهم هم أو أيًا من أعمالهم.


    الكتاب: دفاعًا عن الجنون
    المؤلف: ممدوح عدوان
    الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع/دمشق
    الطبعة الأولى 2009.

      الوقت/التاريخ الآن هو 7/7/2024, 10:21 am