في لحظات كثيرة أشعر أنني أخرج من ذاتي..ومن كل الأماكن..
إلى ما وراء الأشياء...
منتظرا ً الجديد...محاولا ً الارتفاع قليلا ً عن مستوى الناس العاديين ...
لأستنشق هواء ً نقيا ً ...بدل نفس تلك الأيام ..ورائحة العفن القديمة التي تطرق باب يومياتي....بشكل مقيت..
وفي العالم الافتراضي ..كنا قد التقينا ..وتعانقت أحلامنا ..
كنا أطفالا ً على طريق الواجب والطاعة..والجنون...
كنت ِ تعلمين أنني مسكون بالياسمين والحب... وكنت ُ أعلم جيدا ً أنك ِ لا تنتمي إلى مكان في الوجود..
كطائر ٍ يدور الأرض بحرية مطلقة .. نعم..أتذكر جيدا ً والآن أعود بعكس الاتجاه ضاحكا ً..وعيناي مغلقة..
تمهلت ُ.. ونظرت خلفي.. أنــــــــــــت ِ.. التقينا وحالت بيننا حالة مجنونة..
فتحنا نوافذنا ...وأعماقنا ببلاهة جميلة.. وكنا قد أسقطنا عن عاتقنا أحلامنا المستحيلة..
وكمن يلفظ الأبجدية لأول مرة...حاولنا البوح بذاتنا ...لكننا لم نستطع إلا أن نصمت...
وكنّا هكذا أجمل.... وأكثر صدقا ً... فالزمن الذي لم نلتقي فيه أعاد القدر فيه ترتيب اللغة..والزمن..والفصول..
إلى متى سنبقى على هذا الاختناق... كان صمتنا زوبعة حزن عنيدة..أطلقتها بيادر صدق ...مشتعلة .. هاجمتها الرياح
بقساوة ... فروضّتها ...ثم حولتها إلى رماد...
تماما ً كسكون الوجوه المتكررة ..
كل شيء فينا ربما كان بإمكانه البوح أكثر....
ولكننـــــــــــــــــــــــــــا عشقنا الصمت ....