من طرف ADMIN 17/6/2010, 11:09 am
في حزيران قبل 55 عاما أم كلثوم تنال وسام الاستحقاق السوري في دمشق ( 1955 )
خلال عشر ساعات يتيمة من العمر عاشها آلاف من السوريين في حفلتين غنائيتين بدمشق ، شدت أم كلثوم شدواً عاطراً هز عواطف الناس وعصف بجوانحهم وعلمهم قيم المواهب وأعاجيب القدرة ، ولا شك أن حنجرة أم كلثوم الذهبية وخبرتها الفنية مع حسن الأداء والانسجام في كل ما تقول قد غطت في الواقع كثيراً مما تنبوه العين . ! فليس ثمة سحر لحاظ ـ استغفر الله ـ أو جمال جسد ، وإنما هنالك تغريد ساحر يأخذ بالقلوب ، وأداء معجز ، وتداخل ما بين مغزى رائع من القول ، وترتيل صادق ، وإخلاص للفن جامع شامل .
لقد انصرفت أم كلثوم في أواخر التغريد إلى فنها ، فشده العازفون ، حتى أنهم كانوا ينقطعون عنها كما ينقطع الناس عن التصفيق ليتركوها في مسحة انطلاقها لا يتبعونها إلا ببعض اللمسات على الوتر تكاد لا تبين ...
فإذا بها تتقدم وتتأخر وتتأود مع حفيف النغمة وزوبعة الألم وحنين الحب والنشوة ، فتهمس تارة إلى المكبر ، وتتسلط عليه تارة أخرى فتكاد تعجزه أحيانا عن تلقي الهزات الموسيقية .. لينقلها إلى الآلاف من الآذان تنصت إنصاتا بالغاً كتيما ..
هذه الآلاف التي وحد بينها نغم ، ولفها سحر ، فأضحت جزءاً من كل يميس بميسانه ويميد معه .. فإذا شكت البلبلة شكا الجميع وإذا أنت ذرفوا الدمع السخين وإذا استجارت واستغفرت ، لطموا الجباه وتنادوا إلى الاستغفار حتى لكأنهم في محراب مقدس ..!
ليت شعري أية هبة نالت أم كلثوم ، وأية أعجوبة تحمل . ؟ إن القشعريرة التي ساورت القوم في رجعة الخيام إلى ربه بعد هجمات النقد والإلحاد والمجون .. كانت من الصلابة والسيطرة بمكان لا تساويها أبلغ العظات وأفعل التوجيهات ..!
لقد اغتبط الناس ، وفيهم الكثيرون ممن لا تعرف الغبطة اليهم سبيلا خلال اشهر عديدة ، ونجحت المبرة في مشروعها الذي لقيت في سبيله الآمرين من الجمعيات الأخريات ومن التغرض ووضع الحواجز والعراقيل ، وكان نجاحها أن وضع في خزينة الجمعية لخدمة مشروع إنساني طيب 50 ألف ليرة نرجو أن تضاعف وأن يوفق العاملون في الجمعية إلى توجيهها في طريقها السوي الذي جمعت من أجله و بارك الله وأحسن إلى الجميع .