بطاقة شكر إلى منتدى مصياف للجميع
شكراً لتفعيل اشتراكي على موقعكم،ومع حبي لكم وتقديري لدوركم الرائد في خدمة الثقافة والذي تعلي رايته دوماً مدينتنا الحبيبة(سلمية)،وأعد قريباً قريبا بمساهمات أدبية وثقافية،فيها الأمن والأمان،والسلم والسلام،
بعدها نبحر في بحورالعربيّة على متن مركب،ربّانه لايتوه ولايغرق.....
يرسو بنا على شواطىء أصدافها من عقيق ومرجان......ومن أعلى صاريته وأشرعته المشرعة دوماً نحو المجد والسؤدد،تشدو لناأمّ اللغات وهي تشمخ معتزة ببلاغة العربيّة وفصاحتها:
أنا البحر في أحشائه الدّرّ كامن == فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
ويغرف لنا الغواص من أعماق لجّة بحرها*(معانٍ)*فيها تقديم وإقصاء،وأساليب خبر وإنشاء،
وفصل ووصل،وإيجاز وإطناب ومساواة،وكلّهامعانٍ بليغةٌ وفصيحةٌ،يطابق فيها اللفظ العربي مقتضى الحال.كقول أمير شعراء الجاهليّة امرىء القيس:
وفرعٍ يزين المتن أسود فاحمٍ == أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكلِ
وقول جميل بثينة:
وهل بثينة ياللنّاس قاضيتي == ديْني وفاعلةٌ خيراً فأجزيها
ترنو بعينِ مهاةٍ أقصَدَتْ بهِمَا== قلبي عشيّة ترميني وأرميها
هيفاءٌ مقبلةٌ عجزاءُ مدبرةٌ == ريّا العظام بلينِ العيشِ غاذيها
وهذه المعاني يكسوها ثوب *(البيان)*صورا شتى،جميلة وأخاذة،يرد فيها المعنى الواحد بطرق مختلفة،تارة يعطيها التشبيه بهاء وجمالاً،كقول أبي تمام:
وإذا أراد الله نشرَ فضيلة == طويتْ أتاح لها لسانَ حسود
لولا اشتعالُ النّار فيما جاورتْ == ما كان يُعرفٌ طِيبُ عَرفِ العودِ
وكقول القاضي(أبي القاسم التنوخي)
وليلة مشتاقٍ كأنّ نجومها == قد اغتصبت عين الكرى وهي نوّم
كأنّ عيونَ الساهرين لطولها == إذا شخَصَتْ للأنجمِ الزُّهرِ أنجمُ
كأنّ سواد الليل والفجر ضاحكٌ == يلوح ويخفى أسودٌ يتبسّمُ
وكقول(أبي بكر الخالدي) وهو يفصّل في تشبيهه:
يا شبيه البدر حسناً == وضياءً ومنالاَ
وشبيه الغصن ليناً == وقواماً واعتدالاَ
أنت مثلُ الورد لوناً == ونسيماً وملالاَ
زارنا حتى إذا ما == سرّ ينا بالقرب مالاَ
وقول ابن الرومي:
ياشبيه البدر في الحسن وفي بعد المنالْ
جُدْ قد تنفجر الصخرةُ بالماءِ الزَّلالْ
وقد يستعمل الكلام في غير ما وضع له،فينتقل من *(الحقيقة إلى المجاز)*كأسدٍ للسبع والرجل الشجاع،وصلاة للعبادة والدعاء،ودابة لذي الأربع،وإذا كانت هذه العلاقة قائمة على أساس المشابهة ،ارتدى المعنى ثوباً جميلاً من الاستعارة كقول أبي تمام:
قومٌ إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم == طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
وكقول المتنبي:
قامتْ تظلّلني ومن عجبٍ == شمسٌ تظلّلني من الشّمس
لاتعجبوا من بلى غلالتِهِ == قد زرّ أزراره على القمر
والكناية كقولهم(طويل نجاد السّيف)كناية عن طوله،وكثير الرماد كناية عن كرمه،وقول البحتري في قتله للذئب:
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها == بحيث يكون اللبّ والرّعب والحقدُ
وقول زياد الأعجم:
إنّ السماحة والمروءة والنّدى == في قبّة ضربتْ على ابن الحشرجِ
ثمّ إنّ هذه المعاني الجميلة والصور الزاهية،إذا ما أردنا أن نزيد من وجوه تحسين الكلام فيها،
رصعناها بألوان *(بديعيّة)*يصقل ألفاظها ويجلو معانيها،طباقٌ فيه تضادٌ،كقول أبي تمام:
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى == لها اللّيل إلا وهي من سندسٍ خضرِ
وقول عمر بن كلثوم في معلقته:
بأنّا نُورِدُ الرّاياتِ بيضاً == ونصدرُهُنّ حمراً قد رَوينا
وقد يذهب هذا التضاد في الألفاظ إلى تقابل في المعاني كقول دعبل الخزاعي:
لاتعجبي ياسلم من رجلٍ == *ضحك المشيب برأسه فبكى*
وقول أحدهم:فوجهك كالنار في ضوئها ** وقلبي كالنّار في حرّها
وقولهم:ما أحسن الدّين والدنيا إذا اجتمعا** وأقبح الكفر والإفلاس بالرّجلِ
ونمضي مع العربيّة في رصد هذه المكنونات،ومع غواصّها في استخراج دررها ولآلئها الثمينة،
حتى يحطّ بنا الرحال فوق جزيرة، أزاهيرها مشكلّة الأنواع والألوان،من الياسمين والأقحوان كلّ ذلك قد نبت فوق رياض من الفكر والمعرفة اللتين يفوح أريجهما في كلّ زمان ومكان،والذي ندين ببوحهما لمدينتنا بالفضل والعرفان،فها أناـ كغيري ـ من الظامئين إلى منهلكم العذب،أنادي:هل لي من منتداكم بفنجان؟؟يروي ظمأ كلّ عاشق وولهان،فيه العذوبة والتحيّة تغنيان عن كلّ مورد،يُجنى منه عسل وشهدان.
الصديق الدائم لموقعكم،والمساهم قريباً عليه.(حيدر محمود حيدر)
سلمية في/24/9/2009[
شكراً لتفعيل اشتراكي على موقعكم،ومع حبي لكم وتقديري لدوركم الرائد في خدمة الثقافة والذي تعلي رايته دوماً مدينتنا الحبيبة(سلمية)،وأعد قريباً قريبا بمساهمات أدبية وثقافية،فيها الأمن والأمان،والسلم والسلام،
بعدها نبحر في بحورالعربيّة على متن مركب،ربّانه لايتوه ولايغرق.....
يرسو بنا على شواطىء أصدافها من عقيق ومرجان......ومن أعلى صاريته وأشرعته المشرعة دوماً نحو المجد والسؤدد،تشدو لناأمّ اللغات وهي تشمخ معتزة ببلاغة العربيّة وفصاحتها:
أنا البحر في أحشائه الدّرّ كامن == فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
ويغرف لنا الغواص من أعماق لجّة بحرها*(معانٍ)*فيها تقديم وإقصاء،وأساليب خبر وإنشاء،
وفصل ووصل،وإيجاز وإطناب ومساواة،وكلّهامعانٍ بليغةٌ وفصيحةٌ،يطابق فيها اللفظ العربي مقتضى الحال.كقول أمير شعراء الجاهليّة امرىء القيس:
وفرعٍ يزين المتن أسود فاحمٍ == أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكلِ
وقول جميل بثينة:
وهل بثينة ياللنّاس قاضيتي == ديْني وفاعلةٌ خيراً فأجزيها
ترنو بعينِ مهاةٍ أقصَدَتْ بهِمَا== قلبي عشيّة ترميني وأرميها
هيفاءٌ مقبلةٌ عجزاءُ مدبرةٌ == ريّا العظام بلينِ العيشِ غاذيها
وهذه المعاني يكسوها ثوب *(البيان)*صورا شتى،جميلة وأخاذة،يرد فيها المعنى الواحد بطرق مختلفة،تارة يعطيها التشبيه بهاء وجمالاً،كقول أبي تمام:
وإذا أراد الله نشرَ فضيلة == طويتْ أتاح لها لسانَ حسود
لولا اشتعالُ النّار فيما جاورتْ == ما كان يُعرفٌ طِيبُ عَرفِ العودِ
وكقول القاضي(أبي القاسم التنوخي)
وليلة مشتاقٍ كأنّ نجومها == قد اغتصبت عين الكرى وهي نوّم
كأنّ عيونَ الساهرين لطولها == إذا شخَصَتْ للأنجمِ الزُّهرِ أنجمُ
كأنّ سواد الليل والفجر ضاحكٌ == يلوح ويخفى أسودٌ يتبسّمُ
وكقول(أبي بكر الخالدي) وهو يفصّل في تشبيهه:
يا شبيه البدر حسناً == وضياءً ومنالاَ
وشبيه الغصن ليناً == وقواماً واعتدالاَ
أنت مثلُ الورد لوناً == ونسيماً وملالاَ
زارنا حتى إذا ما == سرّ ينا بالقرب مالاَ
وقول ابن الرومي:
ياشبيه البدر في الحسن وفي بعد المنالْ
جُدْ قد تنفجر الصخرةُ بالماءِ الزَّلالْ
وقد يستعمل الكلام في غير ما وضع له،فينتقل من *(الحقيقة إلى المجاز)*كأسدٍ للسبع والرجل الشجاع،وصلاة للعبادة والدعاء،ودابة لذي الأربع،وإذا كانت هذه العلاقة قائمة على أساس المشابهة ،ارتدى المعنى ثوباً جميلاً من الاستعارة كقول أبي تمام:
قومٌ إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم == طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
وكقول المتنبي:
قامتْ تظلّلني ومن عجبٍ == شمسٌ تظلّلني من الشّمس
لاتعجبوا من بلى غلالتِهِ == قد زرّ أزراره على القمر
والكناية كقولهم(طويل نجاد السّيف)كناية عن طوله،وكثير الرماد كناية عن كرمه،وقول البحتري في قتله للذئب:
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها == بحيث يكون اللبّ والرّعب والحقدُ
وقول زياد الأعجم:
إنّ السماحة والمروءة والنّدى == في قبّة ضربتْ على ابن الحشرجِ
ثمّ إنّ هذه المعاني الجميلة والصور الزاهية،إذا ما أردنا أن نزيد من وجوه تحسين الكلام فيها،
رصعناها بألوان *(بديعيّة)*يصقل ألفاظها ويجلو معانيها،طباقٌ فيه تضادٌ،كقول أبي تمام:
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى == لها اللّيل إلا وهي من سندسٍ خضرِ
وقول عمر بن كلثوم في معلقته:
بأنّا نُورِدُ الرّاياتِ بيضاً == ونصدرُهُنّ حمراً قد رَوينا
وقد يذهب هذا التضاد في الألفاظ إلى تقابل في المعاني كقول دعبل الخزاعي:
لاتعجبي ياسلم من رجلٍ == *ضحك المشيب برأسه فبكى*
وقول أحدهم:فوجهك كالنار في ضوئها ** وقلبي كالنّار في حرّها
وقولهم:ما أحسن الدّين والدنيا إذا اجتمعا** وأقبح الكفر والإفلاس بالرّجلِ
ونمضي مع العربيّة في رصد هذه المكنونات،ومع غواصّها في استخراج دررها ولآلئها الثمينة،
حتى يحطّ بنا الرحال فوق جزيرة، أزاهيرها مشكلّة الأنواع والألوان،من الياسمين والأقحوان كلّ ذلك قد نبت فوق رياض من الفكر والمعرفة اللتين يفوح أريجهما في كلّ زمان ومكان،والذي ندين ببوحهما لمدينتنا بالفضل والعرفان،فها أناـ كغيري ـ من الظامئين إلى منهلكم العذب،أنادي:هل لي من منتداكم بفنجان؟؟يروي ظمأ كلّ عاشق وولهان،فيه العذوبة والتحيّة تغنيان عن كلّ مورد،يُجنى منه عسل وشهدان.
الصديق الدائم لموقعكم،والمساهم قريباً عليه.(حيدر محمود حيدر)
سلمية في/24/9/2009[