((( بوح ناي حزين )))
قصيدة كتبها الصيدلاني "يوسف أحمد قاسم" في رثاء طبيب الفقراء الدكتور الفنان "أحمد شحادة" رحمه الله
يا بحة الناي الحزين بثي صداك مع الأنين
في آهة المتألمين أو في نداء الفاقدين
أو في دعاء الصابرين
شقي به ثوب السكون وذري القلوب مع العيون
تدمى وتهمي كالهتون غدرت بمصياف المنون
واغتالت القلب الحنون
مصياف ثكلى في حريق والصبر قد ضل الطريق
ففراق أحمد لا تطيق ما دمعها مهما تريق
الا صدى الجرح العميق
فعل الفراق كما الشمول يلهو ويعبث بالعقول
بين انتباهك والذهول لم تستطع شيئا تقول
مما يجيش وما يجول
مصياف قد رحل الطبيب من بعده يشفي القلوب؟
فهو الذي كان الحبيب وهو الذي مسح الشحوب
من وجه محتاج كئيب
مصياف قد غاب القمر والنجم غشاه الكدر
بربيعها جف الزهر والصيف محروم الثمر
للدمع ليلك لا السمر
فاللحن قد فقد أباه والعود أخرس في حماه
من بعد ما فقد الشفاه قد شل وانهارت قواه
ما عاد تحضنه يداه
يا مالك الحس الرهيف بطهارة القلب النظيف
وقداسة الحب العفيف أدركت ما السر اللطيف
ما بين روح والمضيف
أغراه طبهما معا ودرى به ما الأنجعا
بعلاج روح أسمعا وعلاج جسم جرعا
بكليهما قد أبدعا
يا صاحب القلب النبيل يا والد الكرم الأصيل
يا من جلا الهم الثقيل من صدر محزون عليل
وشفاه بالثمن القليل
كم زهرة ضمختها بالعطر اذ رويتها
وبلابل أطربتها وتعيد ما غنيتها
حتى كأن لقنتها
ألحانكم تغني الغناء وبها معين وارتواء
للطالبين وللظماء وبها كما قلت الشفاء
واللحن أعذب في الدواء
أبقيت في كنف الحياة ما ليس يذهب بالممات
أحلى وأجمل ذكريات ببديع أغلى الأمسيات
قدرتهن الخالدات
ما زال صوتك والصدى بمسامعي مترددا
كم طار بي عبر المدى لحن أتيت مجددا
فنسيت من ذا أنشدا
أسفي على جار الرضى ما مثله ليعوضا
أسفي على عمر مضى ما كنت ممن روضا
والله شاء وقد قضى
مصياف 3/4/2010