آخر سرب من بقايا العتمة
التحام كبير لصدى الروح مع معاني الصمت في الكلمات العارية السوداء , وتجردٌ آخر لمعاني الهجر في محيط الروح حين تحط على زاوية المكان معلنةً راية التوحد في قلب الليل.... مبعثرة أغاني الروح وممزوجة بكل الفصول حين تودع بعضها أمام توقد نار الفصول وعلى ذاكرة من هذيان الوقت ( آخر سرب من بقايا العتمة).
من هذا الليل يولد نهار ويظل محاطاً كما الوحدة في تيار الصبر مجرد حلم يتراكض بغفوةٍ حمقاء يتسع لها ذاك الارتداد القادم من السماء وتتوارى بعيداً كما آخر سرب من بقايا العتمة حين تغطي إيقاع الزمن المجهول مدركةً بأن الليل محقاً في قمع الصبر وأن التيار القادم من عمق الأشياء له دلالته حين يمشي وحيداً في زمن الغرباء , موحلاً في الصيف, أشبه مايكون إلى نار الخلد وتلك الأقصوصات المبعثرة.
من هذه اللحظة تولد ذاكرة أخرى, بدايتها صبرٌ معتقٌ ونهايتها انقلاب آخر لرؤيا الحلم على كل الأشياء التي ماعرفت عنوان الذات في لحظة تأمل الذكرى الهاربة من عروق القادمين والذكرى البعيدة عن احتراق الصبر في ثقة الكون الممتدة حتى قدسية الأشياء في الوداع, ويبقى هذا الفراغ معلقاً دون نهاية في زحمة الأفكار الممتزجة بألوان غطتها طرق الذين قدموا من النهاية ولم يعرفوا معنى بداية الكلمات العارية حين تطل بكل حروفها ممزوجة بقضاء من نوع آخر .
ذاكرة الأفق نار تمتد خلفها قلاع النشوة وملامح السعادة الخالية وكل احتمالات الضعف والتشرد ..... وعلى إيقاع الدفء والانحياز الكبير للآخر نرى السماء بطولها وعرضها وعمقها الذي زرع فينا تعاليم التفرد بالعظمة واحتساب الوقت ذاك الشيء الخالص الذي يحتوي صراع الإنسان لذوات الآخرين وانتحار الدمع في مرمى الحلم حتى آخر لحظة للعتمة التي راحت تضيء طرقاً كثيرة للآتين الحاملين روعة الخلاص والحلم بأشياء كثيرة كالحياة خلف أقبية نورها من شوق تناثر على جنان لم نعرفها ونارها احتواء الفكرة في سرب أخير للعتمة وبواعث الصبر التي فتحت من الأحزان تعباً خالصاً من روعة النقاء والتفكير بالقدوم كثيرا حد التحاف الصبر كل الأشياء المبنية على الغربة والعذاب .
نسأل الليل كثيرا عن الذكرى الباقية ونظل بعيدين عنها لان نارها راحت تمتد خلف زاوية المكان وهدوء المسافات والشيء الوحيد الذي تعرى من جوقتها آلام ممتدة من بقاع الأفكار المشتتة مابين السماء والأرض إلى حلم صغير يطلق اللون رماده به وينتهي بالوريد إلى ساعة الندم الخالصة والغربة التي راحت تدق طبول الإيقاع اللاممزوج ببقاء الإنسان وعتمة فراغه في القليل من الجمل الغافيات على جراحات الشتاء واللعنة المصحوبة بكل الأوتار الأخيرة لساعة بدأت من اليوم الأخير لانتشار الفوضى على عمق الإيمان وتغني البحر بأمواجه الممتدة إلى سماء راحت تسكن الذاكرة بعيداً بعيدا عن كل احتمالات الفرح والسعادة الممتشقة درب الرجوع والرحمة المرجوة من عبث المصير بعبرات الماضي الذي عنونَ طرقه بالحلم سريعاً خوفاً من زحف المستقبل الذي راح يتكاثر بحزنه إلى مافوق الانحناء على قبر فيه زاوية مهشمة تحوي كل عبثات المصير وما غاب عن عقولنا وفراغنا.
صارت كل الأشياء مبنية على مجهول المسافات وصارت العتمة تغطي حتى العقل الأخير لذاك الحلم الذي تبعثر فينا كثيرا على اختلاف ألوانه وبقاياه حد الانغماس سريعا في شهوة مضت عبثا تستقي من الوقت آخر ثانية علها تبني نفسها على تناقضات أخير تدمغ العقل بأساليب قمع لم تكن متبعة بقدر إتباعها لحظة سكرة العتمة ووداع فراغها في آخر سرب غطى كل ماتكسر وتبعثر في محيط الذات وما عرف عنواناً يستطيع من خلاله حمل ترهات الأمس إلى مستقبل غفا كثيراً على حلم القادمين وحلم الغائبين في هذا الموقع أو ذاك تحتويهم صرخة كبرى تتجلى معانيها بفقدان الصبر حرية القدر وفقدان النفس كل تلازم كان خفياً عن واقع الإدراك في لحظة ضعفت انطوت يوماً من مسير الذاكرة إلى بقعة النار التي امتدت حتى يومنا هذا .
من هذا العبث تمتد اللحظات العابرة في سكون مطلق , تنطلق تارة في فيض الحواس إلى مالا نهاية وتمتد أحياناً إلى كل فج وتنتهي بصوب عميق من الذكريات القريبة البعيدة حتى احتراق المسافات والوعد المطوي على الابتعاد في شيء حتى عن العتمة التي أغلق طريقها في أول سطر واستعادت رائحة الحرية ثم مالبثت أن افتقدتها بطوفان من القلق والضياع على مزيج أمنية ابتدأت بمسافة واضحة من القلب إلى الذاكرة إلى النفس وانتهت بآخر سرب من بقايا العتمة على فضاءات الحلم والنسيان.
رامي وسوف