حدّوثات...وألعاب أيّام زمان..
********************* ***********
أولاً:حكايا أيّام زمان..
في أيّام فتوتنا وشبابنا،كنّا نسمع من الجدّ، والجدّة حكايا، وحدّوثات، قلّما نسمع مثلها في هذه الأيام،
بعد اختراع المذياع،والتّلفاز،وغزو الإنترنيت لعالمنا الفلكلوري، والثقافي.
وسوف أذكر بعضاً من حدّوثات جدّتي، التي مايزال طيف ذكراها، يراود مخيلتي،عندما تجلس على البساط،ونتحلّق حولها نحن الصغار كماتحلّق( الصيصان حول الأم:القرقة)..ونقول:(بدنا..تحكيلنا حكاية ياستي)ونزولاً عند رغبتنا، تبدأ الجدّة بسرد حكاياتها،التي تكرّرها على مسامعنا كلّ أمسية ،أوتخترع لنا بعضاً منها،وعلى الأغلب تكون الحكاية الجديدة مركبّة أحداثها من حكايات الجدّة نفسها.و كنّا لانملّ حديثها و سردهالحكاياتها،فكلّما أرادت التوقّف، طالبناها بسرد المزيد منها،إلى أن نغفو..أو ننام نوماً عميقاً،ونحن متكئون على كتفها،أو جالسون على ركبتيها..فيأتي الأهل ويحملوننا إلى فراشنا..أو نبقى نائمين في حضنهاإلى الصباح،ومحظوظ من ينام في فراش جدته في تلك الأيام..ومن حكاياتها الشيّقة:(العنزة العنوزية،أمّ قرون الحديّة)و(ليلى والذئب)و(ابن آوى والدّجاجات)و(الرّاعي الكذاب)
و(قصة الفتاة التي جاؤوا يخطبونها..)وهذه تروى للبنات خاصّة..
وغيرهن الكثير..ولن أروي على مسامعكم أية حكاية من هذه الحكايات،اللواتي تحفظون معظمها.ـ على الأقل من هم في سنّنا من الكبار..
وسأترك لحضراتكم سرد بعض هذه الحكايات وبالأسلوب الذي حفظتموه،أو سمعتموه ،وبذلك نتشارك، ونتعاون معاً، في توثيق هذا التراث القصصي الغني بكلّ القيم الرّوحية، والاجتماعية، والخلقية،والهادف إلى غرس حكمة،أو عظة معيّنة في نفوس أطفالنا الصغار..حتى ننقذهم من مشاهد الرّعب التي يتابعون بعض برامجها على شاشة الرّائي..أو قصص الخيال التي لاتجلب إلا الويل والثبور،لأطفال هم في عمر الزّهور..وكم ترتجف عظامي،وينتابني الخوف..!!، عندما أسمع أنّ طفلاً ما، قلّد مشهد شنق، شاهده في أحد الأفلام..ممّاكاد يودي بحياته،لولا إنقاذه من قبل الأهل في اللحظات الأخيرة..
وأكيد أنّكم تعرفون أو تسمعون بحوادث مشابهة..
لذلك ـ ومن أجل الغرض التربوي الهادف ذاته ـ أرجو أن نسمع بعضاً ممّا تعرفونه أو تسمعونه من هذه القصص،التي لانريد من إعادة سردها،إلا تحقيق الخيرلأطفالنا،ولنحفظ مسيرة بنائهم وتقدّمهم ونضع أولى خطواتهم في هذه الحياة على الطريق الصحييح..والله يحفظهم ويرعاهم أصحاء، في العقول، والأبدان، ويحفظهم ذخراً لأهاليهم وللأوطان..
ثانياً:ألعاب فتوّة أيام زمان..
وكنّا نلعب في صغرنا،أو نشهد شباب ذلك الزّمان يلعبون ألعاباً على البيادر او في السّاحات العامة،لانرى حدوثها في هذه الأيام، على الملاعب المفتوحة، ولا في الصالات الرّياضية المغلقة،وخاصة بعد الانتشار العالمي لألعاب القوى،وألعاب الفروسيّة، والسّباحة،وسطوع نجم لعبة كرة القدم،واكتساح شهرتها العالم أجمع...الخ من ألعاب عصرية،كان أهل زمان لايعرفونها،ولايمارسونها.. أو يعرفون بعضها،ولكن يمارسونه بأسلوبهم،وسوف أذكر بعضاً من هذه الألعاب التي ماتزال ذاكرتي تحفظها..
لعبة المور..
لعبة التكرعة..
لعبة شدّ الحبل..
لعبة شرّ.. مرّ..
لعبة الشّيلة..
لعبة المستخباية..
وغيرهن من الألعاب..أرجو ممّن يحفظ أو يسمع بإحداهن أن يرويها لنا، ويشاركنا هذاالنّشاط على هذا المنتدى ليتمّ لنا توثيق ألعاب أيّام زمان..وما كان يجري فيها من مرح وفرح، يغمر اللاعبين والمشاهدين بالسعادة،ويعود على الجميع بالمتعة والفائدة..
الصديق: حيدر محمود حيدر
سلمية في /23/5/2010