من وحي المسير الرّياضي إلى(وادي قنديل)باللاذقيّة.ج1
**************************************
مخطّط الموضوع:
أولاً:في الطريق إلى اللاذقيّة.
ثانياً:أمسية ساحرة على شاطىء وادي قنديل.
ثالثاً:المسير في غابة أمّ الطيور،وصولاً إلى قمّة (الشيخ متلج).
رابعاً: موعد مع السّباحة،ثم الغداء،فالعودة.
خامساً: هموم بحر وادي قنديل، ومعاناة أصحاب الشاليهات فيه..!!
************************************
أولاً:في الطريق إلى اللاذقيّة.
توجّه ركب المسير الرّياضي الحاشد لهذا الأسبوع في جمعيّة أصدقاء سلمية،
إلى مدينة اللاذقيّة،(عروس البحر الأبيض المتوسط)هذه المدين الساحرة المتجددة الشباب بورودها ورياحينهاالمتفتّحة والتي تظلّ مشرقة،كما وصفها الشاعر الدمشقي (سليمان الصولة)بقوله:
لم أنس يا عثمان عثمانيةً == خرجت تغازلني من الحمّامِ
ولثامها كاللازورد وتحته == شفقٌ كوردِ اللاذقية نامي
وانطلق موكب المسير الرّياضي تحديداً إلى شاليهات(طائر الفينيق) في وادي قنديل الذي يبعد حوالي/35/ شمال شرق مدينة اللاذقية على طريق عام (كسب ـ صلنفة) وهي نقلة نوعيّة في توسّع نشاط المسير الرّياضي،ومدّ ذراعه الرّياضيّة، السّياحية،نحو محافظة تعتبر من أهمّ مراكز الاصطياف، والسّياحة في قطرنا، وخاصة في مثل هذه الأيّام من مواسم الصيف،وقلت:مسير الرّكب الحاشد، لأنّ عدد المشاركين فيه تجاوز المائة،وأنّ حافلتين كبيرتين نقلتا أصدقاءنا من تخوم البادية في سلمية،إلى شواطىء بحر اللاذقيّة،وطوال هذه الرّحلة الميمونة،التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات قضاها الأصدقاء في هرج ومرج،و شدو وغناء على نغمات الإيقاع والمزهر،ومن نوافذ الحافلة،كنّا نستمتع برؤية المشاهدالطبيعيّةالخلابة،حيث مررنا في سهل الغاب الخصيب،فترابه تبر،وسهوله زمرد،ونضارة الخضرة كلّلت واسع حقوله،يقول الشاعر المصري(محمد توفيق علي )في وصف وادي النّيل ،الذي يرويه نهر النّيل العظيم، والذي يشبه سهل الغاب الذي يرويه نهر العاصي بخصبه، ونمائه:
وَالتُربُ تِبرٌ وَالخَمائِلُ مَخمَلٌ == وَالنورُ نورٌ وَالشَمالُ شَمولُ
وَمِنَ الشُطوطِ زَبَرجَدٌ وَمِنَ السُهو == لِ زُمُرُّدٌ وَمِنَ النُضارِ حُقولُ
هذا ،وقد زيّنت أثلام حقوله، وسهوله الواسعة،بنبات القطن الخيّر المعطاء،ونبات الشوندر السّكري،اللذين يزرعان في سهل الغاب بمساحات شاسعة..
*************************************************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مشهد لسهل الغاب الخصب، التقط من نافذة الحافلة التي تقلّ المسير الرّياضي
*************************************************
ونظراً لوجود معمل للسّكر في نفس المنطقة،ولكنّه لايستوعب كلّ إنتاج الغاب من الشوندر،بل ترّحل كميّات منه إلى معمل السّكر في حمص،وأتذكر عندما كانت مياه الأقنية تجري في عروق وشرايين سهول سلمية،كان سّكان منطقتنا يزرعون القطن، و الشوندر السكري أيضاً،ويغذّون شركة القطن، ومعمل السّكر في حمص من إنتاجهم المحلّي.
ولدى مرورنا بمنطقة الشعرة ،وهي أعلى منطقةعلى طريق (بيت ياشوط ـ اللاذقيّة)تمتّعنا بمناظر الجبال المكلّلة بوشاح الخضرة والجمال،يقول شاعرالعراق النجفي(ابراهيم أطيمش) في وصف رواسي هذه الجبال:
إن الجبال الروسي وهي شامخةٌ == تعلو فخاراً إذا عدت أثافيه
*********************************************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مشاهد للجبال المكللة بالخضرة على طريق(بيت ياشوط ـ اللاذقية)
***********************************************
والتقطنا الصور التذكارية، لهذه المشاهد الطبيعيّة الخلابة من نافذة الحافلة التي تقلّنا،وكذلك عندما نزلنا للاستراحة في استراحة جار القمر..
***********************************************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
استراحة جار القمر ذات المصاطب المتدرجة على طريق (بيت ياشوط ـ اللاذقية)..
**************************************************
وكم تدهشني مثل هذه الاستراحات على هذا الطريق،والتي بنيت طوابقها على شكل مصاطب متدرّجة على سفوح تلك الجبال الخضراء المتدرجة السّفوح،وبجانب كلّ إطلالة جميلة شيّد بقربها وعلى جانب الطريق الجبلية(تنوّر) عربي،يقدّم الخبز الطازج والطري..وقد وصف الشاعرالبيروتي(نسيب أرسلان)أرغفته النّاضجةبقوله:
كأنما القمر المشطور حين بدا == وبعضه مظلم والبعض مؤتلق
رقاقةٌ في لظى التنور قد سقطت == فنصفها سالم والنصف محترق
وكذلك يخبز فطائر الفقير، ومنقوشات الزعتر ويقدمها إلى كلّ زوّاره العابرين
لهذا الطريق ذهاباً، وإياباً..وكم هي عظيمة تلك النّسوة اللواتي يعملن هذا العمل المنتج ليل نهار لكسب عيشهن كسباً حلالاً ..بوركت هذه الأيدي التي ترقّ الخبز وتشويه من أجل ان تسعد هي،ويسعد الاخرون.
وفي الأفق الغربي البعيد أطلّت علينا شمس الغروب،من وراء حجب الجبال الشامخة، بقرصها القرمزي الدّامي وكأنّها كتلة ناريّة متكوّرة...
**********************************************
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
منظر للجبال الشامخة، وقد حجبت عنّا غروب الشمس المدمّى..
*************************************************
ما أجمل غروب الغزالة(الشمس)وهي ترسل لك من بعيد رسالة عشق رومانسيّة،تضمنّها أجمل لوحة من لوحات الطبيعة الخالدة.ولقد كانت حافلة المسير تطوي الأرض طيّاً، تسابق قرص الشمس قبل أن يغرب،كما يقول الشاعر معروف الرّصافي:
طوت بالمسير الأرض طيّا كأنها == تسابق قرص الشمس أن يدرك الغربا
************************************************
ملاحظة:للموضوع تتمــــة...
*************************************************
سلمية في /14/7/2010
الصديق:حيدر حيدر