في مثل هذه الأيام من كل عام اتذكر إحدى صديقاتي أيام الجامعة حين كانت تقول أكره التجول في الشوارع والأسواق وحتى الذهاب إلى الجامعة أو الالتقاء بالناس في هذه الفترة من السنة حتى لا أسمع الناس يتحدثون ماذا يفعلون في عيد الأم وكي لا أتذكر والدتي المتوفاة .
إن الأم لا تحتاج لكثير من الكلمات كي نعرف بها ونفيها حقها في عيدها أو في يوم آخر. ومع اتفاقنا على حميمية هذا العيد إلا المعطيات تختلف بين ولد وآخر، فيمر سريعاً على كل طفل وشاب وجد حضناً دافئاً وابتسامة صافية تستقبله على وجه أمه، وبطيئاً على كل الأيتام الذين فضل القائمون عليهم بدور الرعاية عدم تذكيرهم بهذا اليوم من الأساس .
وهذا العام اخترنا زيارة إحدى دور الايتام في عيد الأم لنرى كيف يقضون هذه المناسبة ولدى سؤالنا أحد أطفال الميتم : ماذا تريد أن تهدي أمك وهي في الجنة؟ صمت طويلاً دون أن يجيب. وعندما سألنا إحدى أمهات الدار قالت لـ شام برس:" الأطفال الذين في الميتم ليس بالضرورة أن يكونوا فقدوا أحد الوالدين ، وللأسف الشديد هناك أطفال كثيرون يعيشون فى دار الأيتام بسبب التفكك الأسري، حيث ينفصل الأبوان ويعيش كل منهما حياته أو يتزوج وطبعاً زوجة الأب أو زوج الأم يرفض وجود الطفل في المنزل فيضعون الأولاد في الميتم وهذا الأمر أصعب كثيراً من اليتم فالأهل موجودون ولكنهم ينكرون أبناءهم وأحيانًا لا يأتون لزيارتهم ، لكن الطفل اليتيم على عكس ذلك يتأقلم مع الدار ويشعر بأن الدار هي منزله ".
أما عبد الرحمن 18 سنة من الشباب الموجودين في أحد دور الايتام والمحزن في أن هذا الشاب معاق وبسبب خلاف والديه موجود في هذا المكان ولدى سؤالنا له عن وضعه وماذا سيهدي أمه في هذه المناسبة :"أمي لم تزرني منذ سنة أو أكثر ووالدي لم أره منذ أربع سنوات وأنا لا أريدهم أبداً فقد تخلوا عني منذ كنت طفلاً بسبب خلافاتهم وأمي وضعتني في هذا المكان لأني أصبحت عائقاً أمام زواجها وفضلت رجل غريب على فلذة كبدها ، وعنما كانت تزورني لم أكن أشعر أبداً بأي مشاعر حنان تصدر منها و أعتبر أن هذا المكان هو بيتي الحقيقي ومديرات الدار أمهاتنا على الأقل يسألون ماذا ينقصني منذ الحين والأخر " . في حين أن مروة تعيش في الدار مع ثلاث من اخوتها تقول :"أمي في السجن لا أعرف لماذا هي هناك ، نزورها منذ الحين والآخر وفي كل عام يوم عيد الأم نزورها إلا أن الزيارة نقضيها بكاء ببكاء وبدون اي كلمة وأبي لا نعلم عنه شيئ ولدينا خالة تزورنا باستمرار " .
خلود 10 سنوات تصف شعورها في هذا اليوم قائلة :"أنا لا أشعر بالحزن لأنه ليس لدي أم ولا حتى عندما يتحدث أصدقائي في المدرسة عن عائلاتهم أو عن احتفالاتهم في عيد الأم بل أتمنى لهم السعادة فأنا لا اعرف أمي ولا أعرف ما هي مشاعري تجاه الأم لو كانت موجودة " قالتها بالرغم من مسحة الحزن الموجودة في عينيها .تقول إحدى أمهات الدار أن عيد الأم من أصعب الأيام حيث تذكر الأطفال بأمهاتهم ، حتى إننا نبكي في بعض المواقف . وتروي لنا قصة الطفل علي الذي يبلغ من العمر 9 سنوات واخيه 6 سنوات وجاؤوا إلى الدار قبل عيد الأم بشهرين من العام الماضي حيث فقدا والديهما في حادث سير ووضعوا في الميتم من قبل عمهم لأنه لا يستطيع تدبر أمورهم ، وتروي معاناة القاطنين في الدار في ذلك اليوم "، وتضيف :"بعض الأطفال اليتامى يكرهون هذا اليوم بالفعل ، فإظهار الشعور الزائد بالعطف والشفقة والأسى من قبل بعض الزائرين أو الأمهات البديلات يشعرهم بضعفهم، ويولد لديهم رد فعل عكسي يتمثل في العدوانية ، لذلك نرى معظم أطفال الدار في هذه المناسبة يتصرفون بغرابة وبمزاجية ".فعيد الأم مناسبة جميلة إلا انها بالنسبة للأيتام شيء آخر حيث تذكرهم بحرمانهم من دفء الأم ، فلا أم تحنو عليهم ولا أب يرعاهم ليشاركونهم فرحة هذه المناسبة التي تحولت في مخيلتهم إلى أحزان تذكرهم بمن فقدوه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شام بريس ..
إن الأم لا تحتاج لكثير من الكلمات كي نعرف بها ونفيها حقها في عيدها أو في يوم آخر. ومع اتفاقنا على حميمية هذا العيد إلا المعطيات تختلف بين ولد وآخر، فيمر سريعاً على كل طفل وشاب وجد حضناً دافئاً وابتسامة صافية تستقبله على وجه أمه، وبطيئاً على كل الأيتام الذين فضل القائمون عليهم بدور الرعاية عدم تذكيرهم بهذا اليوم من الأساس .
وهذا العام اخترنا زيارة إحدى دور الايتام في عيد الأم لنرى كيف يقضون هذه المناسبة ولدى سؤالنا أحد أطفال الميتم : ماذا تريد أن تهدي أمك وهي في الجنة؟ صمت طويلاً دون أن يجيب. وعندما سألنا إحدى أمهات الدار قالت لـ شام برس:" الأطفال الذين في الميتم ليس بالضرورة أن يكونوا فقدوا أحد الوالدين ، وللأسف الشديد هناك أطفال كثيرون يعيشون فى دار الأيتام بسبب التفكك الأسري، حيث ينفصل الأبوان ويعيش كل منهما حياته أو يتزوج وطبعاً زوجة الأب أو زوج الأم يرفض وجود الطفل في المنزل فيضعون الأولاد في الميتم وهذا الأمر أصعب كثيراً من اليتم فالأهل موجودون ولكنهم ينكرون أبناءهم وأحيانًا لا يأتون لزيارتهم ، لكن الطفل اليتيم على عكس ذلك يتأقلم مع الدار ويشعر بأن الدار هي منزله ".
أما عبد الرحمن 18 سنة من الشباب الموجودين في أحد دور الايتام والمحزن في أن هذا الشاب معاق وبسبب خلاف والديه موجود في هذا المكان ولدى سؤالنا له عن وضعه وماذا سيهدي أمه في هذه المناسبة :"أمي لم تزرني منذ سنة أو أكثر ووالدي لم أره منذ أربع سنوات وأنا لا أريدهم أبداً فقد تخلوا عني منذ كنت طفلاً بسبب خلافاتهم وأمي وضعتني في هذا المكان لأني أصبحت عائقاً أمام زواجها وفضلت رجل غريب على فلذة كبدها ، وعنما كانت تزورني لم أكن أشعر أبداً بأي مشاعر حنان تصدر منها و أعتبر أن هذا المكان هو بيتي الحقيقي ومديرات الدار أمهاتنا على الأقل يسألون ماذا ينقصني منذ الحين والأخر " . في حين أن مروة تعيش في الدار مع ثلاث من اخوتها تقول :"أمي في السجن لا أعرف لماذا هي هناك ، نزورها منذ الحين والآخر وفي كل عام يوم عيد الأم نزورها إلا أن الزيارة نقضيها بكاء ببكاء وبدون اي كلمة وأبي لا نعلم عنه شيئ ولدينا خالة تزورنا باستمرار " .
خلود 10 سنوات تصف شعورها في هذا اليوم قائلة :"أنا لا أشعر بالحزن لأنه ليس لدي أم ولا حتى عندما يتحدث أصدقائي في المدرسة عن عائلاتهم أو عن احتفالاتهم في عيد الأم بل أتمنى لهم السعادة فأنا لا اعرف أمي ولا أعرف ما هي مشاعري تجاه الأم لو كانت موجودة " قالتها بالرغم من مسحة الحزن الموجودة في عينيها .تقول إحدى أمهات الدار أن عيد الأم من أصعب الأيام حيث تذكر الأطفال بأمهاتهم ، حتى إننا نبكي في بعض المواقف . وتروي لنا قصة الطفل علي الذي يبلغ من العمر 9 سنوات واخيه 6 سنوات وجاؤوا إلى الدار قبل عيد الأم بشهرين من العام الماضي حيث فقدا والديهما في حادث سير ووضعوا في الميتم من قبل عمهم لأنه لا يستطيع تدبر أمورهم ، وتروي معاناة القاطنين في الدار في ذلك اليوم "، وتضيف :"بعض الأطفال اليتامى يكرهون هذا اليوم بالفعل ، فإظهار الشعور الزائد بالعطف والشفقة والأسى من قبل بعض الزائرين أو الأمهات البديلات يشعرهم بضعفهم، ويولد لديهم رد فعل عكسي يتمثل في العدوانية ، لذلك نرى معظم أطفال الدار في هذه المناسبة يتصرفون بغرابة وبمزاجية ".فعيد الأم مناسبة جميلة إلا انها بالنسبة للأيتام شيء آخر حيث تذكرهم بحرمانهم من دفء الأم ، فلا أم تحنو عليهم ولا أب يرعاهم ليشاركونهم فرحة هذه المناسبة التي تحولت في مخيلتهم إلى أحزان تذكرهم بمن فقدوه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شام بريس ..