في كثير من الأحيان تواجهنا العديد من المصلحات التقنية التي لا نستطع حل طلاسمها بأي حال من الأحوال رغم الدور الحيوي والهام التي تلعبه في كثير من الخدمات الإلكترونية والتكنولوجية، ولا نتمكن من تخمين معناها إلا عند تجربتها واستخدامها، ولعل واحدة من أبرز تلك المفاهيم التكنولوجية هي مفهوم "الضغط" أو " Compression" الذي يعني بشكل مبسط "فن إزالة المعلومات الزائدة أو المكررة من أحد الملفات أو من مجموعة من البايتات بنفس الطريقة التي يمكن بواسطتها إعادة تشكيل المحتوي الأصلي – وهي العملية التي يطلق عليها انضغاط – في احدي المراحل اللاحقة".
وربما يعد نظام الانضغاط الخاص بالحلول الحسابية الأكثر شهرة لدي المستخدمين هو نظام الانضغاط الخاص بالرمز البريدي – رغم أنه يعرف بصورة أكثر رسمية بـ "التضاؤل" – وهذا يعد خير مثال علي نظام الانضغاط "الفضفاض" الخاص بالحلول الحسابية: عندما تقوم بضغط شيء بشكل متضائل ثم تقوم بضغطه، يمكنك أن تحصل علي نفس الملف مرة أخري، عن طريق استخدام نفس مجموعة البايتات. وبالنسبة لأحد ملفات البيانات "مثل احدي وثائق تجهيز الكلمات أو أحد جداول البيانات"، وهذا هو ما تريده تماما ً. فأنت بالتأكيد لا تريد أن تفقد معلومات من خلال عملية الضغط/ أو عملية إزالة الضغط.
ومع هذا، توجد مجموعة من الملفات التي لا يهم كثيرا ً إذا لم تحصل علي نفس الملف بصورة تامة بعد خوض غمار التجربة من خلال الدخول في دائرة الضغط أو إزالة الضغط. ويتم تمثيل البيانات في تلك الملفات بالطريقة التي لا تستطع حواسنا البشرية في واقع الأمر أن تفرق ما بين الملف الأصلي والملف المجهز. ونحن هنا نتحدث عن البيانات التي نراها من خلال أعيننا وآذاننا: النصوص، مقاطع الفيديو، الصور، الموسيقي، والكلام المنطوق.
ويمتلك كل نوع من أنواع تلك الملفات مجموعته الخاصة بأنظمة الضغط الخاصة بالحلول السياسية التي يتم صقلها فيما يتعلق بالطريقة التي نري أو نسمع من خلالها. فعلي سبيل المثال، الملف الذي يوجد بصيغة الويف يكون عبارة عن ملف صوتي غير مضغوط، لكننا نستخدم أجهزة الإم بي ثري علي أنها ملف الاختيار عندما نقوم بتخزين الأغنيات في مشغل الموسيقي الخاص بنا.
كما أن هناك عدة أصناف من الصيغ الخاصة بضغط ملفات مقاطع الفيديو المصورة – من بينهم الصيغة الشهيرة MPEG-4 – وكل منها يتضمن علي نظام حلول حسابية مختلف. ومن بين الأسباب التي تقف وراء هذا التنوع يوجد سبب قانوني يهدف إلي تجنب الدخول في معارك قضائية خاصة ببراءات الاختراع وشيء من هذا القبيل. ويوجد أيضا العديد من الصيغ المختلفة للصور الثابتة: BMP- GIF – JPEG – TIFF – PNG وهكذا.
أما عن صيغة أو امتداد الـ JPEG فهو عبارة عن صيغة مضغوطة بصورة فضفاضة لجعل ملفات الصور أصغر في الحجم كما أنها تستغل الخصائص المنقوصة لتصورنا.
ويمكن وصف ملفات الـ JPEG بصورة أكثر دقة علي أن تكون بصيغة JFIF، التي تعد تعبيرا ً محدودا ً لمقياس الـ JPEG المكتمل. ويعتبر العمل الأساسي لتصميم ملف JPEG من إمتداد bitmap يتم كما يلي: أولا ً يتم تحويل صورة الـ bitmap من إمتداد الـ RGB لمساحة لونية أخري تعرف اختصارا ً بـ YCbCr.
وتقوم تلك المساحة اللونية – التي تستخدم أيضا بواسطة الإشارات التليفزيونية - بتشفير اللون بطريقة تختلف عن إمتداد الـ RGB. "رغم أنها تغطي نفس الألوان".