1ــ اللغة العربيّة.. وعلومها المختلفة..(ج..1)...
**********************************
نظراً لرغبة كثير من شبابنا وشاباتنا،بالاطلاع على قواعد اللغة العربيّة وعلومها المختلفة،ونظراًلأخطائهم المتعدّدة من إملائيّة،ونحوية،ولغوية،التي لاحظتها أثناء ردودهم على المنتديات،وجدت من واجبي كمختص في اللغة العربيّة أولاً،وكمحبّ لها، ومشجّع على الفصحى منها، ثانياً،أن أكتب هذه الحلقات عن اللغة العربيّة وعلومها المتعدّدة،مساهمة متواضعة منّي في تمكين لغتنا العربيّة في نفوس أبنائنا وأجيالنا الشابّة.ومحاولة في وضع لبنة في تدعيم جدار لغتنا الذي يتداعى شيئاً فشيئاً هذه الأيام،وحتى نحافظ على أعظم وأنبل عامل من عوامل الوحدة العربيّة،ألا وهو عامل اللغة.ويبقى تمكينها في نفوس أبنائنا، مهمة وطنية وقوميّة مقدّسة،على جميع المختصين أن يدلوا بدلوهم في سبيل تعزيزها وتدعيمها.
وبرأيي، تبقى لغتنا العربيّة من أهم وأقوى العوامل القوميّة التي تربط مغرب الوطن العربي بمشرقه.
لغة إذا وقعت على أسماعنا == كانت لنا برداً على الأكباد
ستظلّ رابطة تؤلف بيننا == فهي الرّجاء لناطق بالضاد
ولقدنعتت لغتنا العربيّة بأنّها "أمّ اللغات "واللواء الذي ينضوي تحته العرب ،
كما يقول الشّاعر المهجري فوزي معلوف:
ولتسعد لغة الضّادالتي دعيت == أمّ اللغات شباباً برده قشب
إن لم نكن كلّنا في أصلنا عرباً == فنحن تحت لواها كلّنا عرب
ولغتنا العربيّة سيّدة اللغات وأحبّها وأعذبها،تخضع لها اللغات الأخرى كما يقول الشّاعر المهجري أبوالفضل الوليد:
كلّ اللغات تذلّ للغة التي == عزّت وقد كانت أحبّ وأعذبا
وفي تهميشها وإضعافها،تهميش وإضعاف لأهمّ عامل من عوامل وحدتنا العربيّة الشاملة،التي بدونها لايمكن لأمتنا أن تواجه التحدّيات، والمخاطر والمؤامرات، التي تحيق بها من كلّ جانب،وبالتّالي لايمكن لنا أن ننتصر على أعدائنا الصهاينة،الذين أحيوا لغة ميتة ومندثرة،بينما نحن نساهم بما نحدثه من بدع زائفة تمسّ جوهر وفصاحة لغتنا،مثل الكتابة باللغات الدراجة،والحديث بالعاميّة،وتشجيع اللغات القطرية)وغيرها من الفيروسات التي تضعف لغتنا بل تصيب منها مقتلاً،إذا ماانتشرت وازداد مؤيدوها،وتحوّلت من ظاهرة كما يحبّون ان يسمونها(التحديث)،
إلى حالة مرضيّة مزمنة ،لايمكن السّيطرة على أسبابها ونتائجها.
قال خليل مطران على لسان لغتنا العربيّة،مبيّناً فضلها ،ومكانتها:
أَنَا الْعَرَبِيَّةُ المشْهُودُ فَضْلِي == أَأَغْدُوا الْيوْمَ وَالمَغْمُورُ فَضْلِي
إِذَا مَا القَوْمُ بِاللُّغَةِ اسْتَخَفُّوا == فَضَاعَتْ مَا مَصِيرُ الْقَوْمِ قُل لِي؟؟
ونظراً لهذه المكانة المثلى، اعتبرها مبدعونا الأوائل،(وطن).يقول أحمد شوقي:
يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون == وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن
ولغتنا العربيّة بالإضافة إلى أنّها تعتبر من أهمّ عوامل وحدتنا العربيّة،فهي أيضاً لغة القرآن الكريم، التي اختار ـ عزّ وجلّ ـ أن ينزل بها آخر كتبه التي سيتعبّد به، إلى نهاية تاريخ البشرية. ــ ، قال تعالى في سورة يوسف:(إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً, لعلّكم تعقلون).و قال رسول الله(صلعم) في وصف بلاغتها وفصاحتها:{ إنّ من البيان لسحراً}. وفي عام /1897 /م نشرت الصّحف أنّ وزير المستعمرات البريطاني(غلادستون)قد صرّح في مجلس العموم البريطاني وهو يخاطب النّواب قائلاً:(ما دام هذا الكتاب ــ ورفع القرآن في مجلس العموم ــ بيد المسلمين والعرب لن تقوم لنا بينهم قائمة).فردّ عليه آنذاك سعيد النّورسي نسبة إلى قرية النّورس الواقعة جنوب شرقي تركيا،وكان من أبرز علماء الإصلاح الدّيني والاجتماعي في الدّولة العثمانية وقد لقّب ب(بديع الزّمان)اعترافاً من أهل العلم بذكائه الحاد،وعلمه الغزير،واطلاّعه الواسع.ردّ عليه بالقول:(إنّ القرآن شمس معنوية لايخبو سناها،ولايمكن إطفاء نورها.وبعد هذا الوصف الجميل أترك لك عزيزي المستمع تقديرأهميّةالقرآن الكريم بالنّسبة للغتنا العربيّة،حافظها من الضّياع والاندثار.قال تعالى في محكم آياته(إنّا نحن نزّلنا الذكر، وإنّا له لحافظون).
ونظراً لأهميّة اللغة العربيّة ،فقد قمت بإلقاء محاضرة بعنوان(العربيّة أمّ اللغات) تحدثت فيها عن خصائص لغتنا العربيّة،وأهم العثرات والعقبات التي تعترض مسيرة تطوّرهاوتقدّمها، سوف أعمل مستقبلاً ـ إن شاء الله ـ على نشرها،وما قلته في مقدمّة هذه المحاضرة:
إنّ الاهتمام بلغتنا العربيّةهو قبل كلّ شيء واجبٌ وطنيٌّ وقوميٌ،قال د.محمود السيّد:" إنّ من يدافع عن لغته ،إنما يدافع عن أصله وعن حقّه،وعن كيانه،عن لحمه،وعن دمه،وإنّكم تفهمتم هذا الأمر جيّداً" ومن ثمّ يعني الاهتمام بها والتبحّر في علومها،وهي ثلاثة عشر علما:("الصّرف،والإعراب،ويجمعهما اسم النّحو،والرّسم،وهو العلم (بأصول كتابة الكلمات)،والمعاني، والبيان،والبديع والعروض، والقوافي، وقرض الشعر،والإنشاء ،والخطابة، وتاريخ الأدب،ومتن اللغة.)
وهي العلوم التي يتوصّل بها إلى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ,عدا أنّها تعني المحافظة على المخزون الثّقافي والحضاري للغتنا.
وسوف أكمل في الحلقات القادمة(بعون الله) الخوض والتفصيل في علمي النّحو والصرف ،كونهما من أهمّ هذه العلوم.كما أرجو أن يحقّق عملي هذا الفائدة المرجوّة منه،والله ولي التوفيق والنّجاح.
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /17/6/2010
**********************************
نظراً لرغبة كثير من شبابنا وشاباتنا،بالاطلاع على قواعد اللغة العربيّة وعلومها المختلفة،ونظراًلأخطائهم المتعدّدة من إملائيّة،ونحوية،ولغوية،التي لاحظتها أثناء ردودهم على المنتديات،وجدت من واجبي كمختص في اللغة العربيّة أولاً،وكمحبّ لها، ومشجّع على الفصحى منها، ثانياً،أن أكتب هذه الحلقات عن اللغة العربيّة وعلومها المتعدّدة،مساهمة متواضعة منّي في تمكين لغتنا العربيّة في نفوس أبنائنا وأجيالنا الشابّة.ومحاولة في وضع لبنة في تدعيم جدار لغتنا الذي يتداعى شيئاً فشيئاً هذه الأيام،وحتى نحافظ على أعظم وأنبل عامل من عوامل الوحدة العربيّة،ألا وهو عامل اللغة.ويبقى تمكينها في نفوس أبنائنا، مهمة وطنية وقوميّة مقدّسة،على جميع المختصين أن يدلوا بدلوهم في سبيل تعزيزها وتدعيمها.
وبرأيي، تبقى لغتنا العربيّة من أهم وأقوى العوامل القوميّة التي تربط مغرب الوطن العربي بمشرقه.
لغة إذا وقعت على أسماعنا == كانت لنا برداً على الأكباد
ستظلّ رابطة تؤلف بيننا == فهي الرّجاء لناطق بالضاد
ولقدنعتت لغتنا العربيّة بأنّها "أمّ اللغات "واللواء الذي ينضوي تحته العرب ،
كما يقول الشّاعر المهجري فوزي معلوف:
ولتسعد لغة الضّادالتي دعيت == أمّ اللغات شباباً برده قشب
إن لم نكن كلّنا في أصلنا عرباً == فنحن تحت لواها كلّنا عرب
ولغتنا العربيّة سيّدة اللغات وأحبّها وأعذبها،تخضع لها اللغات الأخرى كما يقول الشّاعر المهجري أبوالفضل الوليد:
كلّ اللغات تذلّ للغة التي == عزّت وقد كانت أحبّ وأعذبا
وفي تهميشها وإضعافها،تهميش وإضعاف لأهمّ عامل من عوامل وحدتنا العربيّة الشاملة،التي بدونها لايمكن لأمتنا أن تواجه التحدّيات، والمخاطر والمؤامرات، التي تحيق بها من كلّ جانب،وبالتّالي لايمكن لنا أن ننتصر على أعدائنا الصهاينة،الذين أحيوا لغة ميتة ومندثرة،بينما نحن نساهم بما نحدثه من بدع زائفة تمسّ جوهر وفصاحة لغتنا،مثل الكتابة باللغات الدراجة،والحديث بالعاميّة،وتشجيع اللغات القطرية)وغيرها من الفيروسات التي تضعف لغتنا بل تصيب منها مقتلاً،إذا ماانتشرت وازداد مؤيدوها،وتحوّلت من ظاهرة كما يحبّون ان يسمونها(التحديث)،
إلى حالة مرضيّة مزمنة ،لايمكن السّيطرة على أسبابها ونتائجها.
قال خليل مطران على لسان لغتنا العربيّة،مبيّناً فضلها ،ومكانتها:
أَنَا الْعَرَبِيَّةُ المشْهُودُ فَضْلِي == أَأَغْدُوا الْيوْمَ وَالمَغْمُورُ فَضْلِي
إِذَا مَا القَوْمُ بِاللُّغَةِ اسْتَخَفُّوا == فَضَاعَتْ مَا مَصِيرُ الْقَوْمِ قُل لِي؟؟
ونظراً لهذه المكانة المثلى، اعتبرها مبدعونا الأوائل،(وطن).يقول أحمد شوقي:
يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون == وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن
ولغتنا العربيّة بالإضافة إلى أنّها تعتبر من أهمّ عوامل وحدتنا العربيّة،فهي أيضاً لغة القرآن الكريم، التي اختار ـ عزّ وجلّ ـ أن ينزل بها آخر كتبه التي سيتعبّد به، إلى نهاية تاريخ البشرية. ــ ، قال تعالى في سورة يوسف:(إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً, لعلّكم تعقلون).و قال رسول الله(صلعم) في وصف بلاغتها وفصاحتها:{ إنّ من البيان لسحراً}. وفي عام /1897 /م نشرت الصّحف أنّ وزير المستعمرات البريطاني(غلادستون)قد صرّح في مجلس العموم البريطاني وهو يخاطب النّواب قائلاً:(ما دام هذا الكتاب ــ ورفع القرآن في مجلس العموم ــ بيد المسلمين والعرب لن تقوم لنا بينهم قائمة).فردّ عليه آنذاك سعيد النّورسي نسبة إلى قرية النّورس الواقعة جنوب شرقي تركيا،وكان من أبرز علماء الإصلاح الدّيني والاجتماعي في الدّولة العثمانية وقد لقّب ب(بديع الزّمان)اعترافاً من أهل العلم بذكائه الحاد،وعلمه الغزير،واطلاّعه الواسع.ردّ عليه بالقول:(إنّ القرآن شمس معنوية لايخبو سناها،ولايمكن إطفاء نورها.وبعد هذا الوصف الجميل أترك لك عزيزي المستمع تقديرأهميّةالقرآن الكريم بالنّسبة للغتنا العربيّة،حافظها من الضّياع والاندثار.قال تعالى في محكم آياته(إنّا نحن نزّلنا الذكر، وإنّا له لحافظون).
ونظراً لأهميّة اللغة العربيّة ،فقد قمت بإلقاء محاضرة بعنوان(العربيّة أمّ اللغات) تحدثت فيها عن خصائص لغتنا العربيّة،وأهم العثرات والعقبات التي تعترض مسيرة تطوّرهاوتقدّمها، سوف أعمل مستقبلاً ـ إن شاء الله ـ على نشرها،وما قلته في مقدمّة هذه المحاضرة:
إنّ الاهتمام بلغتنا العربيّةهو قبل كلّ شيء واجبٌ وطنيٌّ وقوميٌ،قال د.محمود السيّد:" إنّ من يدافع عن لغته ،إنما يدافع عن أصله وعن حقّه،وعن كيانه،عن لحمه،وعن دمه،وإنّكم تفهمتم هذا الأمر جيّداً" ومن ثمّ يعني الاهتمام بها والتبحّر في علومها،وهي ثلاثة عشر علما:("الصّرف،والإعراب،ويجمعهما اسم النّحو،والرّسم،وهو العلم (بأصول كتابة الكلمات)،والمعاني، والبيان،والبديع والعروض، والقوافي، وقرض الشعر،والإنشاء ،والخطابة، وتاريخ الأدب،ومتن اللغة.)
وهي العلوم التي يتوصّل بها إلى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ,عدا أنّها تعني المحافظة على المخزون الثّقافي والحضاري للغتنا.
وسوف أكمل في الحلقات القادمة(بعون الله) الخوض والتفصيل في علمي النّحو والصرف ،كونهما من أهمّ هذه العلوم.كما أرجو أن يحقّق عملي هذا الفائدة المرجوّة منه،والله ولي التوفيق والنّجاح.
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /17/6/2010
عدل سابقا من قبل أجمل نقاش في 4/7/2010, 8:38 am عدل 1 مرات (السبب : تصحيح كلمة المؤمرات)