يقف الفنان التشكيلي "علي نيوف" على مسافة واحدة بين أسئلة محفزة ومحرضة ومثيرة، وبين أجوبتها التي لا تغني لوحدها لولا التساؤل، فيرسم ضمن هذه المساحة معبراً عن جدلية يحق للفنان أن يرى فيها من الحياة ما لا يراه غيره.
تشكل هذه التساؤلات والأجوبة قدّاً متكاملاً عن مسار حياة برمتها بماضيها وحاضرها وتطلعاتها للمستقبل، ضمن نظرة فلسفية لا تفصل بين ثقافة الفنان وريشته.
في منزله في مدينة "مصياف" بتاريخ 1/6/2009 كان لنا معه الحوار التالي:
* هل اللوحة عند "علي نيوف" هي حالة متكاملة أم أنها مجرد تفاصيل أو لفتة صغيرة أم أنها إثارة ملونة؟
** بل قل هي مساحة هائلة من الأسئلة المولدة للأسئلة، إذاً فاللوحة هي محرّض للبحث عن أجوبة، وإن كنت غير مهتم لا بالسؤال ولا بالجواب بقدر ما أنا مهتم بالمساحة الفاصلة بين هذه الأسئلة وأجوبتها، فالحقيقة تكمن ضمن هذه المساحة، وهي ليست موجودة في السؤال لوحده كما أنها ليست موجودة في الجواب وحده، هذا يعني أن اللوحة هي مساحة من التفكير لا تنتهي حدودها عند مجرد سؤال ولا حتى عند جواب.
* صرحت في عدد من وسائل الأعلام أنك تسعى من خلال عملك "الجدارية" إلى دخول موسوعة "غينيس" العالمية عن أطول لوحة، والسؤال هو هل "الجدارية" بحث عن المختلف أم أنها بحث عن الشهرة؟
** لا هذا ولا ذاك، بل هي نتيجة لكم هائل من الأسئلة وضعتني في الخطوة الأولى تجاه مساحة من العمل عرفت ومنذ البداية أن لوحة واحدة بمساحات صغيرة لن تكفي
لإثارة هذه الأسئلة، "الجدارية" تتضمن في جزء منها أسئلة عن تطور الحياة البشرية، وكإجابة على سؤالك فهناك حق طبيعي بالشهرة، ولكن العمل هو الذي يحصل على الشهرة فيما لو نجح وليس أنا، وأنا كلّي إيمان أن هذا العمل يستحق أن يأخذ مكانه، ولعل الجدير في هذا العمل أنه من النادر أن يغامر أي فنان بعشر سنوات من حياته وتجربته لإنجاز لوحة، وهذا العمل يتطلب مراجع هائلة وقراءات هائلة ودراسة مكثفة، "الجدارية" تعبر عن مراحل نشوء الحياة، الحياة بأبعادها الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل.
* أين وصلت في عملك هذا، أي "الجدارية"؟
** حققت عشرين جزءاً من الجدارية وأنا الآن متوقف عن العمل فيها الآن لأسباب اقتصادية، حيث لم أجد إلى الآن أية جهة تدعمني، في الوقت الذي جاءني عرض من دولة أوروبية وبمبلغ خيالي، ولكن شريطة أن أعرض الجدارية باسم ذلك البلد، فرفضت.. ولا تتخيل مدى إصراري على أن يكون هذا العمل الفني باسم سورية.
* ألا ترى معي أن مسألة شراء اللوحات ليست سوى عادة فارهة، وأن جمهور الفن التشكيلي الحقيقي غير قادر على شراءها؟
** لم يدرك المجتمع إلى الآن ضرورة اقتناء اللوحات، ولعل للوضع الاقتصادي السيئ الدور الأكبر، أحب أنا شخصياً اقتناء بعض الأعمال لبعض الأصدقاء، ولكن ليس لدي القدرة المالية على
اقتنائها، أنا أشاركك الرأي فقد انحصرت عادة شراء اللوحات بالطبقة الثرية، فلا أحد يغامر براتب أشهر كثمن للوحة تعجبه.
* بماذا تفسر تكرار أسماء الفنانين في مختلف معارض القطر؟
** المشكلة أن بعض صالات العرض تحولت إلى مفهوم الشللية والانتقائية، وهناك نوع من الضغط الذي أجهل مصدره نحو عدم ظهور أسماء جديدة، هناك من يريد التمحور حول بعض الأسماء دون غيرها، وفي كل الأحوال فقد اقتربنا من جمع هؤلاء الفنانين التشكيلين الذين يعيشون في الظلّ في معرض واحد، وأعتقد أن ذلك سيشكل تحدّياً، ونستطيع تصنيفهم في قسمين، قسم ابتعد كنتيجة وردة فعل لما يطرح على الساحة الفنية، ولعدم رضاهم عما يجري؛ وقسم آخر أُستبعد فثمة من سرق فرصته.
* حدثنا عن الأدوات التي تستخدمها في العمل.
** أعمل في التجريب منذ /15/ عاماً، أخرج دائماً عن الأدوات الأكاديمية في أعمالي، أنا دائم البحث عن أدوات جديدة، عملت عدداً من التجارب وكانت نتيجتها /5/ معارض في إسبانيا، آخر تجربة أجريتها هي تجربة على "كولاج" غير نافر بسبع مواد غير متجانسة.
*من الطبيعي أن تؤثر البيئة بالفنان، كيف أثرت بك بيئة "مصياف"؟
**سؤال صعب جداً، أحببت "مصياف" دوماً بقدر ما كرهتها، لدي رغبة مستمرة بالابتعاد عنها، إلا أنني حين أبتعد أشعر أني غير قادر على
الاستمرار بدونها، مرت "مصياف" بمرحلة ثقافية كانت وبكل حق منبعاً للثقافة في سورية كلها، كانت خلية للثقافة والإبداع، إلا أنه ثمة ما اختلف في هذه الأيام، هذا الجو الثقافي المتقدم في "مصياف" هو من حفزني وأعطاني القدرة والموهبة كالبذرة التي إن زرعتها في أرض قاحلة تموت، وإن نمت فإنها تنمو مقزومة، أما إن زرعتها في أرض خصبة فإنها تنمو بسرعة، لدي الكثير من الأمثلة الحيّة، فهناك مجموعة من الأصدقاء الذين قتلتهم البيئة المحيطة، وهناك من ساعدتهم البيئة وأنا أعترف بذلك.
ـــــــــــــــــ
eHama
تشكل هذه التساؤلات والأجوبة قدّاً متكاملاً عن مسار حياة برمتها بماضيها وحاضرها وتطلعاتها للمستقبل، ضمن نظرة فلسفية لا تفصل بين ثقافة الفنان وريشته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في منزله في مدينة "مصياف" بتاريخ 1/6/2009 كان لنا معه الحوار التالي:
* هل اللوحة عند "علي نيوف" هي حالة متكاملة أم أنها مجرد تفاصيل أو لفتة صغيرة أم أنها إثارة ملونة؟
** بل قل هي مساحة هائلة من الأسئلة المولدة للأسئلة، إذاً فاللوحة هي محرّض للبحث عن أجوبة، وإن كنت غير مهتم لا بالسؤال ولا بالجواب بقدر ما أنا مهتم بالمساحة الفاصلة بين هذه الأسئلة وأجوبتها، فالحقيقة تكمن ضمن هذه المساحة، وهي ليست موجودة في السؤال لوحده كما أنها ليست موجودة في الجواب وحده، هذا يعني أن اللوحة هي مساحة من التفكير لا تنتهي حدودها عند مجرد سؤال ولا حتى عند جواب.
* صرحت في عدد من وسائل الأعلام أنك تسعى من خلال عملك "الجدارية" إلى دخول موسوعة "غينيس" العالمية عن أطول لوحة، والسؤال هو هل "الجدارية" بحث عن المختلف أم أنها بحث عن الشهرة؟
** لا هذا ولا ذاك، بل هي نتيجة لكم هائل من الأسئلة وضعتني في الخطوة الأولى تجاه مساحة من العمل عرفت ومنذ البداية أن لوحة واحدة بمساحات صغيرة لن تكفي
لإثارة هذه الأسئلة، "الجدارية" تتضمن في جزء منها أسئلة عن تطور الحياة البشرية، وكإجابة على سؤالك فهناك حق طبيعي بالشهرة، ولكن العمل هو الذي يحصل على الشهرة فيما لو نجح وليس أنا، وأنا كلّي إيمان أن هذا العمل يستحق أن يأخذ مكانه، ولعل الجدير في هذا العمل أنه من النادر أن يغامر أي فنان بعشر سنوات من حياته وتجربته لإنجاز لوحة، وهذا العمل يتطلب مراجع هائلة وقراءات هائلة ودراسة مكثفة، "الجدارية" تعبر عن مراحل نشوء الحياة، الحياة بأبعادها الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل.
* أين وصلت في عملك هذا، أي "الجدارية"؟
** حققت عشرين جزءاً من الجدارية وأنا الآن متوقف عن العمل فيها الآن لأسباب اقتصادية، حيث لم أجد إلى الآن أية جهة تدعمني، في الوقت الذي جاءني عرض من دولة أوروبية وبمبلغ خيالي، ولكن شريطة أن أعرض الجدارية باسم ذلك البلد، فرفضت.. ولا تتخيل مدى إصراري على أن يكون هذا العمل الفني باسم سورية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جزء من لوحة (( الجدارية ))
جزء من لوحة (( الجدارية ))
* ألا ترى معي أن مسألة شراء اللوحات ليست سوى عادة فارهة، وأن جمهور الفن التشكيلي الحقيقي غير قادر على شراءها؟
** لم يدرك المجتمع إلى الآن ضرورة اقتناء اللوحات، ولعل للوضع الاقتصادي السيئ الدور الأكبر، أحب أنا شخصياً اقتناء بعض الأعمال لبعض الأصدقاء، ولكن ليس لدي القدرة المالية على
اقتنائها، أنا أشاركك الرأي فقد انحصرت عادة شراء اللوحات بالطبقة الثرية، فلا أحد يغامر براتب أشهر كثمن للوحة تعجبه.
* بماذا تفسر تكرار أسماء الفنانين في مختلف معارض القطر؟
** المشكلة أن بعض صالات العرض تحولت إلى مفهوم الشللية والانتقائية، وهناك نوع من الضغط الذي أجهل مصدره نحو عدم ظهور أسماء جديدة، هناك من يريد التمحور حول بعض الأسماء دون غيرها، وفي كل الأحوال فقد اقتربنا من جمع هؤلاء الفنانين التشكيلين الذين يعيشون في الظلّ في معرض واحد، وأعتقد أن ذلك سيشكل تحدّياً، ونستطيع تصنيفهم في قسمين، قسم ابتعد كنتيجة وردة فعل لما يطرح على الساحة الفنية، ولعدم رضاهم عما يجري؛ وقسم آخر أُستبعد فثمة من سرق فرصته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أعمال نحتيه
* حدثنا عن الأدوات التي تستخدمها في العمل.
** أعمل في التجريب منذ /15/ عاماً، أخرج دائماً عن الأدوات الأكاديمية في أعمالي، أنا دائم البحث عن أدوات جديدة، عملت عدداً من التجارب وكانت نتيجتها /5/ معارض في إسبانيا، آخر تجربة أجريتها هي تجربة على "كولاج" غير نافر بسبع مواد غير متجانسة.
*من الطبيعي أن تؤثر البيئة بالفنان، كيف أثرت بك بيئة "مصياف"؟
**سؤال صعب جداً، أحببت "مصياف" دوماً بقدر ما كرهتها، لدي رغبة مستمرة بالابتعاد عنها، إلا أنني حين أبتعد أشعر أني غير قادر على
الاستمرار بدونها، مرت "مصياف" بمرحلة ثقافية كانت وبكل حق منبعاً للثقافة في سورية كلها، كانت خلية للثقافة والإبداع، إلا أنه ثمة ما اختلف في هذه الأيام، هذا الجو الثقافي المتقدم في "مصياف" هو من حفزني وأعطاني القدرة والموهبة كالبذرة التي إن زرعتها في أرض قاحلة تموت، وإن نمت فإنها تنمو مقزومة، أما إن زرعتها في أرض خصبة فإنها تنمو بسرعة، لدي الكثير من الأمثلة الحيّة، فهناك مجموعة من الأصدقاء الذين قتلتهم البيئة المحيطة، وهناك من ساعدتهم البيئة وأنا أعترف بذلك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لوحة مشاركة في محترف اسبانيا
لوحة مشاركة في محترف اسبانيا
ـــــــــــــــــ
eHama