عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة

    KaKa
    KaKa
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 134
    مكان الإقامة : MOSEAF
    Personalized field : سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Male_s18
    التقييم : 0
    نقاط : 259
    تاريخ التسجيل : 31/10/2009

    سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Empty سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة

    مُساهمة من طرف KaKa 19/11/2009, 12:14 am

    شاعر الوطن والعروبة بلا منازع, وهب حياته وروحه لقضايا أمته, ودون أن يرى ذلك فضلاً منه, بل إنه عاش كما خلق, وعروبته لم تكن خياراً, بل وجدت معه, فما تبدلت قناعاته وما تحولت.‏

    «عمي منصور النجار‏

    يضحك في يده المنشار»‏

    شاعر الطفولة, الذي رددنا أشعاره وحفظناها, وصار اسمه لازمة لقصائد الطفولة, فاختط لشعر الطفولة خطاً لم يُسبق إليه, فتحدث عن حياة الطفل وأشيائه, وأحلامه, ولم يكتف بمجرد الغناء للطفل.‏

    «لست عينين‏

    ونهدين‏

    وشكلاً في الفراغ‏

    لست أنثى يا صديقي‏

    لست أنثى في الفراغ»‏

    شاعر المرأة, ولكن تلك المرأة التي تعرف ما تريد وترفض الصورة النمطية المتوارثة, كتبها وكتب عنها وبها ولها, فكانت المرأة القوية التي تبني وطناً لا يزال في أحلامه وأمانيه.‏

    «سلّم على كل عين‏

    كنت أكتبها‏

    قصيدة.. وبجذع الدلب‏

    أحفرها»



    شاعر الطبيعة الذي أسرته الأجواء النقية البكر, ولا يزال يحملها بخاطره وروحه من النعيرية إلى أنطاكية, فاللاذقية, فدمشق وبغداد, فصنعاء.. وفي كل مكان حلّ فيه, إنه شاعر الإنسان الأستاذ الكبير سليمان العيسى الذي منحنا من وقته وصحته ليقول كلاماً مختلفاً.‏

    دافئ كما قرأناه, ثائر كما حفظناه, هادئ كما تصورناه, عميق الرؤية كما تخيلناه, صادق الإحساس كما عهدناه.. حين مدّ يده مصافحاً اختصر بمصافحته وكلماته قرناً من الزمن, استحضر الأرسوزي وصدقي اسماعيل, ودلف إلى عمق التاريخ ليوقظ جده المتنبي.. من لم يلتق سليمان العيسى لن يتخيل أن شخصاً واحداً يمكن أن يحمل آلاف السنين بمصافحة واحدة, ولن يعرف معنى أن المبادئ دم الإنسان لا تتغير بتغير الأزمان والظروف, فالمبادئ والقناعات –حسب تعبيره- ليست قميصاً نرتديه ساعة نشاء ونخلعه ساعة نشاء, ومن هنا كان إيمانه بالعروبة والأمة, هذا الإيمان الذي لم تزعزعه النكبات المتوالية, وبوضوح قال لنا:‏

    معي ساعة من الوقت.. وحين شعر بالإعياء قال لنا: أنا تعبت, ومدّ يده إلى شريكته عالمة التربية الأستاذة ملكة أبيض ليحقق بذلك جزءاً من الشراكة التي يؤمن بها.‏

    سليمان العيسى والمرأة‏

    تناول الشاعر الكبير قصيدة, وقال: هذه لم تنشر حتى الآن في سورية, وهي على لسان المرأة, قرأ القصيدة علينا, وكانت فاتحة الحديث عن سليمان العيسى والمرأة:‏

    «المرأة والرجل عندي شيء واحد, وكل ما كتبته لهما, وأسمع تصنيفات شاعر العروبة, شاعر النضال, شاعر الطفولة, ولكن لم يتم الالتفات إلى المرأة في شعري, وأذكر طالبة في كلية الآداب بجامعة دمشق أعدت أطروحتها عن المرأة في شعري.. سألتني: هل تعرف ما كتبته عن المرأة؟ فقلت لا.. لكنني أعرف أنني كتبت للمرأة الإنسان الكثير.‏

    المرأة شريكتي في الحياة, ولا فرق بين المرأة والرجل, وكل واحد منهما يؤدي دوره في الحياة, ولهذا جمعت في ديوان كل ما قلته في المرأة, وهو من أحسن دواويني «المرأة في شعري» قلت في مقدمته: ليست شيطاناً ولا ملاكاً كما يزعمون, إنها الأنثى نصف كتاب الحياة.‏

    والدليل على ذلك أنني أعيش هذا الرأي, فأنا وزوجتي الدكتورة ملكة أبيض كنا في رحلة الحياة شخصاً واحداً ونبضاً واحداً, أحدنا يكمل الآخر –قد لا تكون هذه الصورة مهيأة لكل زوجين- لكنها موجودة عندما يؤمن أحدهما بالآخر.. الدكتورة ملكة تحمل دكتوراه دولة في التربية, ونشاطها الأدبي لا يقل عن نشاطها التربوي. وهي مرجعي الأول في كل ما كتبت وأكتب, أنا مدين لها بنصف إنتاجي, ولولا وجودها لكنت توقفت منذ زمن بعيد.. هي جزء لا يتجزأ من حياتي.. وكذلك هي المرأة في كل زمان ومكان كما أرى».‏

    سليمان العيسى والأسرة‏

    كنت أسأل نفسي من أين جاءت أشعار الطفولة؟‏

    من يقرؤها أولاً عندما يكتبها الشاعر؟‏

    وتتراءى أمامي سعادة أولاد الأستاذ سليمان العيسى, وهم يرددون أشعاره, ويسمعون اسم أبيهم الشاعر وقد تحول إلى جزء من القصيدة على ألسنة الأطفال وبراءتهم.‏

    لذلك كان لابد من الحديث عن الأسرة, لنستفيد من تجربة رجل آمن بالإنسان وحريته.‏

    «أسرتنا تتكون مني ومن الدكتورة ملكة, وثلاثة أولاد:‏

    معن الأكبر طبيب جرّاح يعمل في دبي منذ خمسة وعشرين عاماً, ذهب لتجربة العمل لكنه استقر هناك.‏

    غيلان بدأ مضيفاً في الخطوط السورية, ولديه طموح في أن يصبح طياراً, أتقن اللغة الانجليزية في أثناء عمله, ودرس هندسة الطيران, اغترب في كندا, وهو اليوم طيار في الخطوط السعودية, وبذلك حقق حلمه الذي كان يحبه, ولا يزال يقول لي: أنا أطير في الحقيقة, وأنت تطير في الخيال.. ولكن كل واحد منا يطير على كل حال.‏

    ابنتي بادية درست في جامعة دمشق والجامعة الأمريكية في بيروت وفي أمريكا, متخصصة في التشريح المرضي, وهي مقيمة في كندا, هي الآن رئيسة قسم التشريح المرضي في واحد من أهم مستشفيات مونتريال.. وهي من أكثر أبنائي عملاً..‏

    ولكن أولادي لم يذهبوا إلى قول الشعر, واكتفوا بالتخصص العلمي, ليبقى الشعر عندهم تذوقاً وحباً.‏

    هذه هي أسرتي بين جدة ودبي وكندا, ألتقيهم عندما أزورهم, أو عندما يأتي معن, وأنا على تواصل دائم معهم.. على الرغم من ابتعادهم, فنحن لا نعاني فراغاً لأننا نتواصل معهم باستمرار».‏

    سليمان العيسى حلم عربي‏

    كانت قصيدته الشهيد محور اهتمامنا عندما كنا طلاباً, نالها الكثير من الشرح والتأويل والإعراب, وكم تمنيت أن أعرف أسباب ما أثارته القصيدة من الشاعر نفسه, وعندما ذكرت أمامه:‏

    ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا‏

    عند الشهيد تلاقى الله والبشر‏

    برقت عينا الشاعر الكبير, وراح ينهمر في حديث عذب: «قصيدة الشهيد نبضة من النبضات التي عشتها طوال حياتي, وأهمية قصائد الوطن عندي تأتي من أنني أقول: أنا لست شاعراً, أنا حلم عربي, أنا لم أفكر أن أكون شاعراً, ولا أريد أن أكون شاعراً بقدر ما أريد أن أكون حلماً عربياً ينبت في كل أرض وفي كل حرف منذ بدأت كتابة الشعر في العاشرة من العمر وحتى الآن.. أنا حلم عربي عمره خمسة وسبعون عاماً منذ كتبت مخاطباً الفقراء:‏

    ألا أيها الفقراء موتوا‏

    لكم في جنة الفردوس قوت‏

    هذا الحلم ولد على يدي والدي الشيخ أحمد, الذي دفعني إلى حفظ القرآن في السادسة من عمري, ثم وجهني إلى المعلقات والشعر العربي القديم, جذوري عربية قرآنية تراثية, فهل أكون بعيداً عن الحلم العربي؟‏

    والدي الشيخ أحمد علّمني في الكتّاب, وعلم غيري, ودربني على الخط الجميل, في الوقت نفسه كان فلاحاً يعمل في الزراعة والحراثة, وهذه النشأة هي التي جعلتني أحلم بالأرض والحرف, أنا حلم لا أعرف كيف تعلم والدي الشيخ أحمد, أتذكر صندوقه الخشبي الذي كان يحتوي كتباً ودواوين شعر, ومجلات كانت تصلنا باستمرار.. ولا يزال هذا الحلم مستمراً».‏

    التعليم العام‏

    في النعيرية, بعيداً عن أنطاكية المركز بدأت الثقافة تتكون, وصار الحلم يتشكل, ونظراً للظروف الحياتية كان من الصعب أن ينتظم الطالب في الدراسة العامة:‏

    «تأخرت في دخول المدرسة, لأن والدي أرسل أخي الأكبر ليتعلم, وليس بإمكانه أن يرسل اثنين, وعندما عاد أخي ذهبت أنا أتأبط ديواناً شعرياً, وهذا ما جعل مدير المدرسة يضعني في الصف السادس مباشرة, إلا أنني طلبت الصف الرابع حتى أتعلم.. انتقلت من الكتّاب والحصيرة إلى مدرسة العفان, يوجد مقاعد وأساتذة وطاولة وجرس ونظام, كل شيء تغير في حياتي وأنا في الثانية عشرة من العمر.. وبدأت ألقي الشعر على زملائي وأساتذتي وأنا في غاية الفرح, مع أنني كنت أمشي 20 كم غرب أنطاكية إلى بلدتي النعيرية.. وفي هذه المدرسة لم يعد الأمر محصوراً باللغة والقرآن, فتعلمنا الرياضيات والعلوم والجغرافيا والفرنسي».‏

    الأستاذ والشاعر‏

    «سنة 1934 كانت انتفاضة اللواء الكبرى التي لم تأخذ حقها, كنت في الخامس الابتدائي, وكنت ألقي القصائد والخطب في تحميس الناس في أول انتفاضة شهدها الوطن العربي, والتي استمرت أربع سنوات حتى عام 1938, في أثناء هذه الانتفاضة التقيت الأستاذ زكي الأرسوزي, وألقيت أول أمسية شعرية لي في نادي العروبة الذي كان يشرف عليه.. لا أزال أذكر أن الناس كانوا يدلون علينا بلقب الأستاذ لزكي الأرسوزي, ولقب الشاعر لي»‏

    هكذا كان اللقاء بين أستاذ القومية في سورية زكي الأرسوزي, وشاعر العروبة سليمان العيسى, لتبدأ من بعد رحلة طويلة من التشرد والسجن والكفاح المشترك.‏

    العربي المشترك‏

    عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية قدّم لي أستاذي الراحل محمد رشدي الخياط قصيدة مكتوبة بخط رائع, وقال لي: خذ هذه القصيدة يا بني, إنها من أبدع ما قيل في عمر المختار, إنها لصديقي الشاعر سليمان العيسى, جاء في أول القصيدة بقلم سليمان العيسى:‏

    دمك الطريق‏

    إلى المقاتل العظيم والشهيد عمر المختار في مهرجان بنغازي نوفمبر 1979م.‏

    دونت القصيدة في دفتر خاص لا يزال موجوداً, وأعدت النسخة لأستاذي, وقرأت القصيدة حتى حفظتها, وبعدها بسنوات كثيرة صارت بعض أبياتها مقررة في المناهج, وعن هذه القصيدة قال الشاعر الكبير:‏

    «دعاني اتحاد المؤرخين العرب لإحياء ذكرى عمر المختار, وأنا شخصياً, لو طلب مني أن أعدّ خمسة أبطال في تاريخنا العربي, فإن عمر المختار سيكون واحداً منهم, لأنني أحبه وأحترمه إلى درجة التقديس, وكان هذا دافعاً للمشاركة, وبعد أيام عديدة من الأبحاث ختمت المهرجان بهذه القصيدة بعد زيارة أماكن القتال التي شهدت بطولاته:‏

    دمك الطريق وما يزال بعيدا‏

    علّق برمحك فجرنا الموعودا‏

    دمك الطريق ولو حملنا وهجه‏

    أغنى وأرهب عدة وعديدا‏

    اضرب بحافر مهرك النير الذي‏

    مازال في أعناقنا مشدودا‏

    وهذه القصيدة مع قصائد أخرى عن عمر المختار ستكون مجموعة في ديوان خاص قريباً»‏

    المرحلة الأهم‏

    قليلون الذين يستطيعون تغيير مجرى حياة الإنسان, والنسبة النادرة هي تلك التي تبقى محافظة على مكانتها واحترامها من مراحل التكوين إلى المراحل المتقدمة, وزكي الأرسوزي الأستاذ الكبير التقى الشاعر سليمان العيسى في الطفولة, وعاشا معاً, وناضلا معاً ولا يزال الأستاذ الحلم سليمان العيسى يتحدث عن الأرسوزي باحترام وتقدير, وبأنه المرحلة الأهم:‏

    «الأرسوزي وجّهنا وعلّمنا وغذانا وأعطانا طريق الحياة التي سلكناها, فكلمة بعث سمعتها أول مرة في تاريخي من زكي الأرسوزي حين كنت طالباً في الثانوية العامة, عشنا معه أربع سنوات في بيت واحد بحي السبكي في دمشق, لا نوافذ لهذا البيت, وفي هذا البيت ولد حزب البعث عام 1942 حيث كنا وهيب الغانم, مسعود الغانم, صدقي إسماعيل, سليمان العيسى, مع الأستاذ الأرسوزي الذي كان مرفوضاً من الوظيفة, ولم يتخلّ عن دوره يوماً, فهل أستطيع أن أنسى عندما كان يعد الطعام بنفسه؟‏

    بعد أن نتناول طعامنا وندرس دروسنا, يبدأ الأستاذ المحاضرة بنا, وكان اختصاصه الفلسفة, وكان فيلسوفاً, فلم يترك علماً في الفلسفة لم يحدثنا عنه, ولم يترك مدرسة فلسفية لم يطلعنا عليها, وسّع آفاقنا وعلمنا في مرحلة مبكرة, إلى أن قال لنا: نحن سنؤسس حركة تبعث مجد الأمة من جديد, سنحولها من النظرية إلى التطبيق, أسس حزب البعث, ووزع الأدوار وأنا نسخت بخطي العدد الأول /16/ صفحة من جريدة البعث, ورسم رسومه أدهم اسماعيل.‏

    وأذكر كيف التفّ حوله الشباب من أرجاء سورية والعالم العربي...‏

    الأرسوزي بلا شك هو المحطة الأهم في حياتي, فهو الذي علمنا, مع المحافظة على دراستنا, وجعلنا مبشرين للبعث في المرحلة الأولى. وبعد ذلك بسنوات أعلن ميلاد البعث بعد مرحلة النضال السري.‏

    ولا أزال أحتفظ بحلمي العربي البعثي كما هو, بكل ما يمثله من امتداد في الشرائح العربية المثقفة, وخلال إقامتي في اليمن رأيت تأثير البعث هناك, فالمثقفون اليمنيون كلهم يؤمنون به».‏

    لماذا اليمن؟‏

    ألم يكن بإمكان سليمان العيسى وملكة أبيض أن يعيشا عمراً في غير اليمن؟‏

    كثيرون استغربوا إقامة العيسى الطويلة في اليمن, لكن ما ذكره عن تأثير البعث في الشباب العربي عامة, والشباب اليمني خاصة, إضافة إلى كون اليمن مهداً للحضارة العربية, وإلى أنها حبلى بالأفكار الثورية يسوّغ انتقال سليمان العيسى إلى صنعاء..‏

    «بعد تقاعد الدكتورة ملكة من الجامعة جاءتنا عروض عديدة, لكن صديقنا الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس جامعة صنعاء أصرّ على أن يكون عملنا في اليمن, فذهبنا إلى صنعاء التي لا تختلف عن دمشق, ولكن هذه الرحلة استمرت خمسة عشر عاماً من أغنى سنوات الحياة.‏

    اليمن تشبهنا‏

    اليمن مهد العروبة‏

    أهل اليمن يحبون الشعر‏

    الخط العربي القومي في اليمن ناسبنا, وفي اليمن كانت أغزر مراحل إنتاجي»‏

    الدراسة في العراق‏

    يلفت الانتباه في حياة سليمان العيسى أنه أخذ إجازته الجامعية من العراق, فلماذا اختار العراق؟‏

    «نحن كنا من الشباب اللوائيين الذين درسنا وكافحنا حتى حصلنا على الثانوية, ولكن الظروف لم تسمح بالمتابعة, خاصة مع غياب التخصص الأدبي في دمشق في ذلك الوقت وزكي الأرسوزي شخصية عربية معروفة, التقى رئيس الوزراء العراقي آنذاك حمدي الباجه جي وطلب منه أن يمنحوا الطلاب اللوائيين بعثات على نفقة العراق, وذهبنا لإتمام الدراسة, وفي العراق تابعنا النضال الحزبي والشعري, وأسسنا حزب البعث في العراق, وفي مجلة دار المعلمين التي كنا نصدرها نشرت أول شعر عن البعث عام 1945.‏

    أرى وطن الأحرار قد طال ليله‏

    غداً يشرق الصبحان البعث والفجر»‏

    سليمان العيسى والقومية‏

    سليمان العيسى الهادئ يثور حينما يناقشه أحدهم فيما لا يناقش من وجهة نظره, وعلى إحدى الشاشات العربية التي فرحت بأزمة القومية العربية المعاصرة كان سليمان العيسى قاسياً في إجاباته, ثابتاً على آرائه, وعندما جئنا على القومية قال:‏

    «هذا سؤال لا يسأل, وأمر لا يناقش, تؤمن بالقومية؟ أنت تؤمن بجلدك ولون عينيك وتنفسك, لأنك لا تستطيع تغييره, أنا العروبة بالنسبة لي تعني نبضي, كياني, وجودي, القومية وجودي على هذه الأرض, فأنا عربي, ولا أستطيع أن أكون غير ذلك, العروبة الماضي والثقافة والحاضر والمستقبل.. العروبة ليست ثوباً نرتديه, إنها حقيقتنا.‏

    والذين لا يعرفون هذه الحقيقة مساكين, ولن يتأثر اعتقادي بأي شيء.. جعنا, تشردنا, سجنا, ولم يتغير شيء.»‏

    السجن والذكرى‏

    السجن مفخرة للسجين إن كان من أجل الوطن والعقيدة, فكيف إن كان السجين سليمان العيسى, والسجان ذهب أدراج الرياح ولا يذكره أحد؟!‏

    «سجنت ثلاث مرات أو أربع مرات, وكلها بسبب النضال, أول مرة كانت زمن الفرنسيين, فقد جمعنا قروشاً, وطبعنا منشوراً بعنوان: اخرجوا من وطننا أيها الفرنسيون, كلفت بالتوزيع في شارع بغداد, أنجزت عملي وعدت, لكن التحريات المنتشرة بكثرة ضبطت رفاقنا, فساقونا إلى سجن القلعة بدمشق, وكانت المحكمة فرنسية..‏

    قال لي الضابط الفرنسي: ماذا يعمل أبوك؟‏

    قلت: مزارع‏

    قال لي: كان يجب أن تكون أفكارك غير هؤلاء‏

    قلت له: الثورة الفرنسية لم تصنعها أنت, وكل الذين شاركوا فيها شباب صغار مثلي.‏

    فلم يحلق لي شعري, ولكنني سجنت.‏

    وسجنت مرة ثانية في حلب, فقد نظمت قصيدة أعارض فيها قصيدة للأخطل الصغير الذي أحبه, فقد نظم قصيدة يمدح فيها السعوديين, فنظمت قصيدة قاسية ناقدة, وبالمصادفة زار الملك سعود دمشق في الوقت نفسه, فانتشرت القصيدة, وظنوا أنني كتبتها لأشوش على زيارته, وعندما سألني مدير الشرطة قلت له: القصيدة لي, لكن لم أوزعها, ولم أكتبها مع الزيارة, وسجنت في عهد الشيشكلي الذي كان صديقاً لنا, ولما استلم الحكم انقلب علينا, وسجنت في سجن المزة, ولا أزال أذكر الأرض والزنازين, وعندي بقايا روماتيزم من ذلك السجن وأنا فخور بسجني لأنه كان بسبب النضال».‏

    التفاؤل والنضال‏

    حتى في شعر السجن والشهادة نجد سليمان العيسى متفائلاً بالغد, فمن أين استمد التفاؤل؟‏

    «أنا أؤمن بطاقات الأمة, وهي أكبر مما يتخيل الناس بآلاف المرات, طاقاتها هائلة, والنكبات التي مرت بالأمة أصعب مما هي فيه اليوم, الصليبيون عاشوا قروناً هنا وبنوا القلاع الحصينة, وهم أقوى من إسرائيل اليوم, لكن أين هم الآن؟ الأرض نبذت من نبذت وهضمت من هضمت..‏

    إسرائيل اليوم لا تشكل شيئاً أمام ما تعرضت له الأمة, لن نلقيهم في البحر, ولن يلقونا في البحر, ستهضمهم الأرض مثلما هضمت غيرهم, سيذهب من يذهب, ويبقى من يبقى, لكن الذي يبقى الأرض التي هضمت هولاكو وتيمورلنك والصليبيين.‏

    طاقات الأرض والأمة هائلة لم يتحقق منها إلا القليل, لكنها ستظهر طاقاتها في الأيام القادمة, فنحن لسنا آخر التاريخ, وأنا أؤمن بالأجيال القادمة.. لذلك عدت إلى الطفولة والمستقبل, وأنا إلى اليوم أصدر شعراً للكبار وشعراً للأطفال, ويخطئ من يظن أنني تنازلت عن مخاطبة الكبار, فأنا أردت أن أعطي حلمي العربي للصغار كما أعطيته للكبار.. لهذا أنا متفائل دوماً..».‏

    سليمان العيسى والشعراء والمستقبل‏

    عندما تقف عند قامة شعرية من وزن سليمان العيسى, لابد أن تعرف رأيه بالشعر والشعراء, لأن رأيه يعتد به, ولا يخرج عن إطار التقييم العلمي:‏

    «أنا أحب المتنبي وأحفظ شعره, وهو شاعر العروبة, وأنا أرى الشعر العربي بحراً أسبح فيه, وسلسلة متواصلة من الجاهلية وحتى اليوم.. الشعراء العرب كثر, فالأخطل وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ونديم محمد, ونزار قباني شاعر مهم على اختلاف رؤانا.‏

    الشعر كان ولا يزال وسيبقى نبض العرب الباقي, فالقصيدة الصادقة تحرك الجماهير العربية, وأنا أؤمن بوجود شعراء عرب ينبتون اليوم لا نعرفهم, أفضل منا, وأكثر وعياً, وسيعطون أفضل منا..‏
    hadizuhdi
    hadizuhdi
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 68
    مكان الإقامة : Dubai
    Personalized field : سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Male_m12
    التقييم : 0
    نقاط : 82
    تاريخ التسجيل : 26/10/2009

    سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Empty رد: سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة

    مُساهمة من طرف hadizuhdi 19/11/2009, 8:22 am

    أجمل ما كتب في الشهيد عمر المختار
    القصيدة للشاعر الكبير سليمان العيسى


    دمك الطريق,و ما يزال بعيدا** علق برمحك فجرنا الموعودا

    دمك الطريق ولو حملنا وهجه** أغنى و أرهب عدة و عديدا

    دمك الطريق فما تقول قصيدة ** أنت الذي نسج الخلود قصيدا

    اضرب بحافر مهرك النير الذي ** ما زال في أعماقنا مشدودا

    شيخ الرمال يهزهن عروبة ** و عقيدة تسع الوجود وجودا

    جئت القبور و نحن في أعماقها ** فأريتها المتحدي الصنديدا

    و فتحت باب الخالدين فمن يشأ ** صنع الحياة مقاتلا و شهيدا

    انزل على المختار في شهقاته ** و احمل بقية نزعه تصعيدا

    انزل على دمه ستعرف مرة ** درب الخلاص الأحمر النشودا
    شوماكان
    شوماكان
    عضـــو موقوف


    عدد الرسائل : 1644
    مكان الإقامة : مصياف
    Personalized field : سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Male_s18
    التقييم : 0
    نقاط : 2338
    تاريخ التسجيل : 01/07/2009

    سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Empty رد: سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة

    مُساهمة من طرف شوماكان 20/11/2009, 12:33 am

    سبقتني عليها هادي لأنو بالفعل من أروع قصائد العملاق سليمان العيسى




    طبعا من فترة مانها بعيدة كرمو السيد الرئيس



    بالفعل بيستاهل



    وبتصور مافي حدا إلا مو عالق هالإسم بذاكرتو وخاصة بالطفولة


    شكرا لموضوعك القيم
    hadizuhdi
    hadizuhdi
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 68
    مكان الإقامة : Dubai
    Personalized field : سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Male_m12
    التقييم : 0
    نقاط : 82
    تاريخ التسجيل : 26/10/2009

    سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة Empty رد: سليمان العيسى حلم عربي دمه ونبضه وفكره العروبة ...الشاعر المؤمن بالأرض والأجيال القادمة

    مُساهمة من طرف hadizuhdi 20/11/2009, 7:51 am

    ولا يهمك شو ماكان

    القلوب عند بعضها

    بالفعل موضوع راقي كاكا

    شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/10/2024, 10:02 pm