((أضحى مبارك وعيد سعيد للجميع...))
أولاً:تحيّة العيد...ومعانيه السمحة الكريمة...
عيد سعيد لكلّ الأصدقاء الذين وجهوا لي التهاني بمنسابة حلول عيد الأضحى المبارك،وإلى كلّ الأصدقاء الذين لم ألتقيهم،أو أصافحهم فهم من القلب بمثابة أريج الريحان الذي لا يزول عبقه،بزوال أيامه.
· وأقول لكلّ الأصدقاء الذين عايدوني، والذين لم أحظ بشرف معايدتهم،ماقاله الشاعر(الستالي)(من بلدة ستال في عمان) لممدوحه وهويعايده:
وعشْ ألفَ عيدٍ بجدٍّ سعيدٍ == وعيشٍ رغيد ونيل المرادِ
العيد هو الصفاء والنقاء،هو التسامح والمحبّة،والفرح بالعيد يعني التحلي بهذه الصفات مجتمعة في نفوس الأهل والأصدقاء والجيران،وأبناء القرية والحي والمدينة والبلد بأكملها،للقريب منهم وللبعيد التحيّة،وعيد سعيد كما يقول الشاعر خليل مطران:
لقَوْمكَ ممَّنْ دَنَا أَوْ نَأَى == سيَامَتُكَ الْيَوْمَ عيدٌ سَعيدُ
والعيد هي شعورك بمعاناة الفقراء وألمهم،وفرحتهم بالعيد قامت على ألم الحياة كما يقول شاعرنا(ابراهيم طوقان)(من نابلس بفلسطين):
هي فرحةُ العيدِ التي قامت على == ألمِ الحياةِ وكلُّ عيدٍ طيّبُ
نعم كلّ عيد طيّب إذا صفت النفوس،وتعانقت القلوب،ودفنت الضغينة،وأحسسنا بألم الفقراء،وزال الجشع والطمع عند بعض ذوي الأخلاق الشائنة،
بهذه الشمائل الطيبة والخلال الكريمة يستقبل الناس العيد ولسان حالهم يهتف ويهزج ويرحب بقدومه،وبطالعه السعيد كما أنشد الشاعر(بدر الدين الحلبي)(من العصر المملوكي،نشأ في حلب):
أهلا به ومرحباً من عيد == وافاهم في طالع سعيد
ثانياً:تباين في وجهة نظر شعرائنا لبهجة العيد،وفرحه....
وبعض شعرائنا يربط معاني العيد بكلّ جديد وتجديد،ومن رأيه أنّ العيد يعني الليالي الملاح،واحتساء الراح بالأقداح، ومجالس الغناء،ومجالسة الغيد الحسان،لأن في ذلك عيدين في عيد واحد:كما يقول ابن الرومي(العصر العباسي،رومي الأصل):
عيدان مجموعان في عيدِ == دليلُ تأكيد وتأيِيدِ
حَبَتْكَ بالنَّرجِسِ أيامُه == والراحِ فاشرب غيرَ تصريدِ
على سماعٍ مُطربٍ معجِبٍ == ألذَّ من نُجح المواعيدِ
فمن صواب الرأي لُقِّيتَهُ == جمعُك بين العيد والغيدِ
وأَخلِق العيدَ وأمثاله == في ظل نعمى ذات تجديدِ
حَبَتْكَ بالنَّرجِسِ أيامُه == والراحِ فاشرب غيرَ تصريدِ
على سماعٍ مُطربٍ معجِبٍ == ألذَّ من نُجح المواعيدِ
فمن صواب الرأي لُقِّيتَهُ == جمعُك بين العيد والغيدِ
وأَخلِق العيدَ وأمثاله == في ظل نعمى ذات تجديدِ
وأنا أقول أنّ العيد هو ابتسامة الأطفال وفرحهم وهم يهزون أراجيحهم جيئة وذهاباً،والبشر والسعادة يغمر محياهم،وهم يلبسون أبهى الثياب وأجمل الزينات وعيون الأهل تحيط بهم وترعاهم لأنهم أمل الغد وفرحة الحياة،وبهجة العيد
وأنا من رأي شاعرنا(ابن حمديس)(العصر الأندلسي)(العصر العثماني):
وإن تلاكَ العيدُ في بهجَةٍ == فأنْتَ عيدٌ أوّلٌ وهو ثان
ففرحتك بالعيد عيد أول،وفرحتك بفرح الأطفال عيد ثان.
ولتسعد الدنيا ولتهنأ ببهجة العيد وعودته كما أنشد شاعرنا(ابن معتوق الموسوي)
وليَهْنِكَ العيدُ في تجديدِ عودتِه == بل فيكَ يا بهجةَ الدُّنيا نُهنّيهِ
وفي موضع آخر يقول الشاعر معبراً عن رأيه ببهجة العيد وهو يراها ببشرى فرحة بهاعمّ الهناء:
يا طيبَ بُشرى بها عمَّ الهنآءُ وَلا == بدعٌ فتلك لعمري بهجة العيدِ
بينما يرى الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي(شعر حديث من مصر):
أيا زارع المعروف يا بهجة العيد == ويا من غدت تهنو به أوجه الغيد
بينما يرى الشاعر حسن عبد الرحيم القفطي(شعر حديث من مصر):
أيا زارع المعروف يا بهجة العيد == ويا من غدت تهنو به أوجه الغيد
بينما نرى لبهجة العيد فلسفة خاصة عند الشاعر(أيدمر المحيوي)(العصر الأيوبي):
وَأَتى العَيدُ فَهنئتَ بِهِ
فَهُوَ قَد هنّئ مِن قبلُ بِكا == وابقَ في ذِروةِ عز أَمنعِ
وَامشِ في روِض التَهاني وَاركُضِ
وَاصحبِ الدَهرَ إِلى أَن يَنقَضي
وَلَئن هنِّئتَ بِالعيد الرِضى
فَلَكُلُّ الدَهرِ يَلقى عِندَكا == بِهجةَ العيدِ وَأُنسَ الجُمَعِ
حقاً إنّ كلّ يوم تهنأ به وتسعد هو يوم عيد،
تمنياتي للجميع أن تكون كلّ أيامهم بشر وسعادة وحبور،لتكون كلّها أعياداً.
فَهُوَ قَد هنّئ مِن قبلُ بِكا == وابقَ في ذِروةِ عز أَمنعِ
وَامشِ في روِض التَهاني وَاركُضِ
وَاصحبِ الدَهرَ إِلى أَن يَنقَضي
وَلَئن هنِّئتَ بِالعيد الرِضى
فَلَكُلُّ الدَهرِ يَلقى عِندَكا == بِهجةَ العيدِ وَأُنسَ الجُمَعِ
حقاً إنّ كلّ يوم تهنأ به وتسعد هو يوم عيد،
تمنياتي للجميع أن تكون كلّ أيامهم بشر وسعادة وحبور،لتكون كلّها أعياداً.
أضحى مبارك وعيد سعيد للجميع.
الصديق:حيدر حيدر
سلمية في /29/11/2009