في الماضي لم تكن الرسوم في كتب الأطفال ذات أهمية, ولكن في كتب كالدكوت التي سميت تيمنا بالرسام البريطاني راندولف كالدكوت والتي ظهرت لأول مرة عام 1978 كانت الرسوم التوضيحية بذات أهمية النص المكتوب وشغلت حيزا أكبر في تلك الكتب, بحيث يمكن للمرء أن يفهم القصة بمجرد النظر الى الصور التي تظهر الفعل الدرامي.
منذ ذلك الحين نشرت الآلاف من الكتب المصورة الناجحة في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم وأفضل تلك الكتب هي التي تكون فيها الكلمات والرسوم مكملة لبعضها, وغالبا ما يقوم شخص واحد بالكتابة والرسم. د.سيوس واسمه الحقيقي ثيودور جيزل هو أعظم وأنجح كاتب رسام, فأول كتاب له للأطفال بعنوان "ويظن أنني رأيته في شارع مالبيري" اجتاح الأسواق عام 1937 محدثا تغييرا دائما في عالم أدب الأطفال, حيث كانت رسومه الهزلية مكملة بامتياز لقصصه الساحرة وشخصياته التي لا تنسى. في عام 1957 غدا كتاب سيوس "الهر في القبعة" أول كتاب في سلسلة الكتب الأكثر مبيعا "كتب للمبتدئين" التي نشرتها دار راندوم والتي قام بكتابتها سيوس مع عدة كتاب آخرين. وتضمنت تلك الكتب عددا لا يحصى من رسوم الأشخاص والحيوانات والنباتات اضافة الى قصص هزلية كتبت بلغة مبسطة. فكتاب "الهر في القبعة" على سبيل المثال يحوي250 كلمة وهو عدد تقديري للكلمات التي يمكن لطفل في السادسة أن يقرأها.
وبالطبع ليس د.سيوس هو الكاتب الرسام الوحيد المعروف, فهناك ماكس سينداك الذي أنجز كتاب "حيث توجد الأشياء المتوحشة" الذي يروي قصة صبي صغير يدعى ماكس يصبح ملك المخلوقات الضارية المضحكة التي تعيش في أرض الأشياء المتوحشة. أما روبرت ماكلوسكي فأنتج قصة هزلية مصورة عن عائلة من البط تعيش في الجزءالأدنى من مدينة بوسطن وهي بعنوان "أفسحوا الطريق للبطات الصغار". وهناك بعض الكتب التي يتعاون على انجازها مجموعة من الكتاب والفنانبن, فالكاتبة مارغريت وايز براون تعاونت مع الرسام كليمنت هيرد في انتاج كتابين ممتعين لقيا الاعجاب من قبل الأطفال الصغار جدا هما "ليلة سعيدة أيها القمر" و "الأرنب الهارب". مثال آخر هو الفريق المكون من الكاتبة أودري وود وزوجها الرسام دون وود الذين صدر لهما كتابا "الملك بيدغود في حوض الاستحمام" و "المنزل النائم".
عدا عن ذلك فقد راجت كتب مصورة صامتة (بدون كلمات) حيث يستطيع الأطفال ذوو الثلاث أو الأربع سنوات بقليل من المساعدة أن يتبعوا تسلسل الأحداث ويفهموا القصة التي تعبر عنها الصور. وما يثير الاعجاب في هذا النوع من القصص أنها تفسح المجال للأطفال وذويهم لسرد نفس القصص مرارا وتكرارابأسلوبهم الخاص. وأحد الأمثلة لأروع الكتب الصامتة قصة جان أوميرود "نور الشمس", أما كتابا "الفجر القديم" لباربرا بيرجر و "يوم الثلاثاء" لديفيد وايزنر فهما مثالان للكتب التي تحتوي على عدد ضئيل من الكلمات.
مترجم-ترجمة ليلي روز