في يوم من أيام تشرين الأول ، استيقظتُ باكرا لأجدَ السماءَ على غير عادتها، كانت تمطر بشدّة وكأنّها تبكي أحدهم... كان الفراش دافئاً لدرجة أنّني ما كنت أودّ تركه ،ولكن كان عليّ الذهاب للمدرسة وإلا حاسبتني السيّدة المديرة على غيابي المتكرر، فقد كانت سيّدة صارمة متمسّكة بالنظام،هممتُ وارتديتُ ملابسي وكنت قد حضّرت حقيبتي مسبقاً،أخذتُ تفاحتي وخرجت متجهةً نحو مدرستي . وبعد تحيّة العلم دخلت الصفّ وجلست في مقعدي بانتظار قدوم المعلّمة في حين كان بقيّة التلاميذ يشاغبون و يثيرون الضجّة ، كنت فتاةً منطويةً بعض الشيء فلم أكن ألعب كبقيّة الأطفال ولم أعرف الكثير من الأصدقاء .
كانت تقع المدرسة على مقربةٍ من منزلي ونافذة صفّي قد أطلّت عليه،لذلك اعتدت أن أسترق النظر من خلالها بين الحين والآخر .
قبل انتهاء الدوام بساعتين تقريبا ،اقتربت من النافذة فوقع نظري على منزلنا لأرى أمامه حشداً من الناس والسيارات ...اندهشت ..فلم أعتد مثل هذا المشهد من قبل . بدأت الأفكار تدور في رأسي :" تُرى ماذا هناك ؟؟؟ هل لدينا زائرين؟!!!!!.
مرّت الساعتان بعد طول انتظار.....وكنت كلّما اقتربت من المنزل زادت حيرتي وتساؤلي..، وصلت ..وجدت الباب مفتوحاً ..دخلت مستغربةً........الكثير من الناس ..هناك من أعرفه والأغلبيّة لم أتعرّف عليهم .....علت وجوههم نظرات لم أتمكّن من تفسيرها ، لعلّها كانت نظرات حزن وشفقة..لا أدري .....عندها غلب عليهم اللون الأسود.. بالإضافة إلى ما كان يلمع في عيونهم من بريقٍ انسكب على وجناتهم وكأنه شلّال من الكريستال الشفّاف
....عمّتي ....جدّتي ... أخي ..... أجل .. أجل ..فقدتُها.. فقدتُها ولن أراها من جديد.. ملاكي الطّاهر.... أرجوحتي الجميلة... لعبتي التي أرفض التخلّي عنها ....بسمتي .. دمعتي ..أملي ..دليلي في الحياة.....ومرشدتي .. وملهمتي... زهرة عمري... نبضة قلبي ... لحني المفضّل ....شمسي المشرقة ...غابت ....ومنذ أن غابت ...أصبح نهاري مُتعِباً ..مُضجِراً ..وبلا معنى... منذ ذلك الحين ...وأنا أكره فصل الخريف ...منذ ذلك الحين... وأنا أخاف المطر ...منذ ذلك الحين ..وأنا أكره اللون الأصفر ...لم أعد أحبّ المدرسة ...وتلك التفاحة الحمقاء لم تعد تعنيني .....كما أنّ 21 آذار من كل سنة ما عاد يخصّني ، بل إنّه يذبحني ..يمزّقني ....وكل ما تبقّى معي القليل من الذَكريات والصور...هي التي تواسيني......
كانت تقع المدرسة على مقربةٍ من منزلي ونافذة صفّي قد أطلّت عليه،لذلك اعتدت أن أسترق النظر من خلالها بين الحين والآخر .
قبل انتهاء الدوام بساعتين تقريبا ،اقتربت من النافذة فوقع نظري على منزلنا لأرى أمامه حشداً من الناس والسيارات ...اندهشت ..فلم أعتد مثل هذا المشهد من قبل . بدأت الأفكار تدور في رأسي :" تُرى ماذا هناك ؟؟؟ هل لدينا زائرين؟!!!!!.
مرّت الساعتان بعد طول انتظار.....وكنت كلّما اقتربت من المنزل زادت حيرتي وتساؤلي..، وصلت ..وجدت الباب مفتوحاً ..دخلت مستغربةً........الكثير من الناس ..هناك من أعرفه والأغلبيّة لم أتعرّف عليهم .....علت وجوههم نظرات لم أتمكّن من تفسيرها ، لعلّها كانت نظرات حزن وشفقة..لا أدري .....عندها غلب عليهم اللون الأسود.. بالإضافة إلى ما كان يلمع في عيونهم من بريقٍ انسكب على وجناتهم وكأنه شلّال من الكريستال الشفّاف
....عمّتي ....جدّتي ... أخي ..... أجل .. أجل ..فقدتُها.. فقدتُها ولن أراها من جديد.. ملاكي الطّاهر.... أرجوحتي الجميلة... لعبتي التي أرفض التخلّي عنها ....بسمتي .. دمعتي ..أملي ..دليلي في الحياة.....ومرشدتي .. وملهمتي... زهرة عمري... نبضة قلبي ... لحني المفضّل ....شمسي المشرقة ...غابت ....ومنذ أن غابت ...أصبح نهاري مُتعِباً ..مُضجِراً ..وبلا معنى... منذ ذلك الحين ...وأنا أكره فصل الخريف ...منذ ذلك الحين... وأنا أخاف المطر ...منذ ذلك الحين ..وأنا أكره اللون الأصفر ...لم أعد أحبّ المدرسة ...وتلك التفاحة الحمقاء لم تعد تعنيني .....كما أنّ 21 آذار من كل سنة ما عاد يخصّني ، بل إنّه يذبحني ..يمزّقني ....وكل ما تبقّى معي القليل من الذَكريات والصور...هي التي تواسيني......