الجامعات السورية لا تستقبل سوى طلاب بدرجة آينشتاين وما فوق وليشحذ بقية الطلاب في الشوارع !..
كشفت وقدمت لنا الأيام القليلة المنصرمة نماذج متنوعة لأبطال وبطلات شباب بـزوا وتفوقوا بجدارة في رياضات المشي والمطاردة والنط والقفز على الحواجز الإدارية والموانع الحديدية الجامعية والعوائق الإسمنتية التربوية وربما الخنادق المائية البيروقراطية والنفعوية الخاصة , ورياضات بهلوانية إجبارية أخرى مثل تسلق الجدران والوقوف الطويل بطوابير تحت كل الظروف الجوية الصعبة أمام كوات تقديم طلبات المفاضلة الجامعية , وملاحقة مضنية للتكاسي والسيرفيسات السردينية برائحتها وتكدسها , وتصفيات أولمبية محلية كبرى في فنون الدفش والطحش والنعر والنكش و الفعس والرفس واختراق التكتلات البشرية التي شكلتها جموع الطالبات و الطلاب المساكين الذين صدقوا كذبة نجاحهم ونيلهم شهادة الدراسة الثانوية الحلم بدرجات ظنوا أنها ستشفع لهم فتنقلهم من جنة الفردوس الأرضي التربوي إلى فردوس التعليم العالي المفقود , لكنها وحين أزفت ساعة الحقيقة حرمتهم من كل شيء لترمي بهم في جحيم دانتي التعليم الحكومي الحر و المتوازي الأضلاع والمكعب والخاص أو المشرَّع و المفتوح في وجوه طلاب من فئة درجات متوسطها ألبرت آينشتاين وأدناها ربما ستيفن هوكينغ من ذوي العلامات التامة أو شبهها ! أو في وجه طبقة من الطلاب بدرجات أقل يحق لهم دخول جامعات أخرى متوازية موشورية مضلعة وخاصة , لكن تلك الجامعات افترضت فيهم أنهم من أبناء بيل غيتس أو حفدة لأوناسيس أو دونالد ترامب وغيرهم من أساطين المال الكونيين , أو لعلها تظن فيهم أنهم من أبناء الوليد وبلقية أو الفايد ! وبالحديث عن الفئة الثالثة , فلتذهب ملعونة مطرودة مدحورة من رحمة العلم والتعليم ولتسرح وتشحذ في الشوارع , فمن حصل مجاميع أقل من 160 درجة بالنسبة للفرع الأدبي في العاصمة بات يعتبر من المنبوذين والمطرودين من رحمة التعليم الموشوري الهرمي الدائري وكل أنواع التعليم التي من الممكن أن يحلم بها ابن الفقير بل وحتى أبناء الطبقة المتوسطة , بعد كل حفلات الانتظار المهلك وحرق الأعصاب وحر التصبر و تراقص المنى , تأتي تلك القرارات لتسخر من أحلام وطموحات وجهد الأعوام الطويلة التي قضاها فقير أو فقيرة ليجد نفسه ملفوظا خارج كل مساحات الرجاء ككلب عقور أجرب يضربه هذا بعصا ويرميه ذاك بحجر , فيا لتعب الأيام وسهر الليالي كيف توأد حياة وتدفن تطلعات رغما عنها وتقمع بل تقتل رغبات اعتقدوها مشروعة ؟ ففي فترة من الزمن مضت لا زلت أذكرها , كانت الجامعات السورية تقبل في أقسام كليات الآداب مثل الأدب العربي والإنكليزي وفي العاصمة تحديدا للقسم الأدبي 115 درجة فقط لا غير وللفرنسي جميع المتقدمين , ولكليات مثل الطب والهندسة والصيدلة درجات مقبولة تتراوح ما بين الـ 180 و 190 درجة , وكانت المناهج أكثر غزارة منها الآن , فما الذي تغير وتبدل ما بين إغماضة عين وانطلاقتها ليغير سلطان المال طبيعة الأشياء فينقلها من حال إلى حال ؟ ففي كل سنة تسوء الأحوال وينحدر حال التعليم ليلامس الدرك الأسفل على أرض الواقع . نعم , ربما تزداد بالفعل الجامعات الخاصة , لكن يزداد معها الجشع ويتضخم حب المال وتتخم جيوب باسمة بينما تقتل آمال باكية , لا أعلم لماذا ترتفع معدلات القبول في المفاضلات السنوية لدخول الجامعات السورية بكل أنواعها علما بأني لم أسمع عن جامعة من تلك الجامعات قد قدمت للبشرية اختراعات علمية أو تفوقت في صناعات الكترونية أو ثقيلة أو بيولوجية أو أحيائية أو ..الخ , فأين مصانع الطائرات النفاثة ومعامل الشرائح الإلكترونية والهواتف المتحركة والمعدات الدقيقة والسفن والطائرات والغواصات والجرارات والدرَّاسات والحفارات والأقمار الصناعية والصواريخ الكونية و..و..و ؟ أين كل هذا كي نرفع معدلات التسجيل فنجعل دخول الجامعة فوق الحلم ؟ هل نخرِّج في كل سنة مئة طالب من أمثال لافوازيه وتسعون فليمينغ وألف أديسون ؟ فلماذا هذا التعقيد وإلى أين ندفع بهؤلاء الشباب المساكين الذين لا خيار لهم إلا في شهادة لا أظن أغلبهم يطمح في أن يخلف من خلالها أحمد زويل أو مجدي يعقوب أو فاروق الباز أو حسن كامل الصبَّاح , بل جل طموحاتهم في أن يجدوا وظيفة أو فرصة ما للعمل في الداخل أو الخارج لا أكثر , إلا إذا استـثـنـيـنا كم العلماء الذين تخرجهم الجامعات ويحملون دكتوراة في تصنيع العلكة وخبراء بدرجة بروفيسور في تطوير صناعة الكازوز , وأساتذة مع كرسي أو بلا كرسي في علم صناعة
تعليب المحارم والمرتديلا بشوائبها المتنوعة ! فتصورا يا رعاكم الله وبعد أن تغلق كافة السبل في وجوههم ما هي المصائر التي تنتظرهم ؟ إننا وببساطة نرميهم في الشوارع , وأصبح السعيد فيهم من أهل دمشق مثلا لو حاز على قبول في جامعة حمص , والحلبي في حماه والطرطوسي في السويداء أو زائير , واللاذقي في درعا أو كينشاسا وربما الإدلبي والرقاوي والديري في ميندناو ! ربما هي حكمة لا نعرفها يترجمها القول الشهير : ( في الحركة بركة ) فتـنتعش تجارة استئجار الغرف والبيوت وتزدهر تجارة النقليات بين المحافظات وتربح شركات الاتصالات لتزايد نسبة المتصلين من الطلاب بأهاليهم وذويهم وينتعش الإقتصاد ويتخرج بعدها الطالب ليتوظف كمساعد شوفير مكوك فضائي قياسا إلى ما عاناه من جهود خارقة لا يحتملها بشر . لا أعلم ما هي الغاية من كل هذا , هل الغاية أن يكره الناس العلم والتعليم , هل الغاية أن يشعر الطالب الذي لم تقبله تلك الجامعات المصونة بأنه حمار لا يفقه شيئا وليس أهلا للتعليم ؟ فإذا كان الأمر كذلك وتبعا للقانون النسبي , سنصبح بعد سنتين أو ثلاث إلى حالة شح أينشتايني وغزارة حميرية , فإلى لقاء في العام المقبل , وكل مفاضلة وأعين الفقراء تجود بدمع حزين .
شام برس
كشفت وقدمت لنا الأيام القليلة المنصرمة نماذج متنوعة لأبطال وبطلات شباب بـزوا وتفوقوا بجدارة في رياضات المشي والمطاردة والنط والقفز على الحواجز الإدارية والموانع الحديدية الجامعية والعوائق الإسمنتية التربوية وربما الخنادق المائية البيروقراطية والنفعوية الخاصة , ورياضات بهلوانية إجبارية أخرى مثل تسلق الجدران والوقوف الطويل بطوابير تحت كل الظروف الجوية الصعبة أمام كوات تقديم طلبات المفاضلة الجامعية , وملاحقة مضنية للتكاسي والسيرفيسات السردينية برائحتها وتكدسها , وتصفيات أولمبية محلية كبرى في فنون الدفش والطحش والنعر والنكش و الفعس والرفس واختراق التكتلات البشرية التي شكلتها جموع الطالبات و الطلاب المساكين الذين صدقوا كذبة نجاحهم ونيلهم شهادة الدراسة الثانوية الحلم بدرجات ظنوا أنها ستشفع لهم فتنقلهم من جنة الفردوس الأرضي التربوي إلى فردوس التعليم العالي المفقود , لكنها وحين أزفت ساعة الحقيقة حرمتهم من كل شيء لترمي بهم في جحيم دانتي التعليم الحكومي الحر و المتوازي الأضلاع والمكعب والخاص أو المشرَّع و المفتوح في وجوه طلاب من فئة درجات متوسطها ألبرت آينشتاين وأدناها ربما ستيفن هوكينغ من ذوي العلامات التامة أو شبهها ! أو في وجه طبقة من الطلاب بدرجات أقل يحق لهم دخول جامعات أخرى متوازية موشورية مضلعة وخاصة , لكن تلك الجامعات افترضت فيهم أنهم من أبناء بيل غيتس أو حفدة لأوناسيس أو دونالد ترامب وغيرهم من أساطين المال الكونيين , أو لعلها تظن فيهم أنهم من أبناء الوليد وبلقية أو الفايد ! وبالحديث عن الفئة الثالثة , فلتذهب ملعونة مطرودة مدحورة من رحمة العلم والتعليم ولتسرح وتشحذ في الشوارع , فمن حصل مجاميع أقل من 160 درجة بالنسبة للفرع الأدبي في العاصمة بات يعتبر من المنبوذين والمطرودين من رحمة التعليم الموشوري الهرمي الدائري وكل أنواع التعليم التي من الممكن أن يحلم بها ابن الفقير بل وحتى أبناء الطبقة المتوسطة , بعد كل حفلات الانتظار المهلك وحرق الأعصاب وحر التصبر و تراقص المنى , تأتي تلك القرارات لتسخر من أحلام وطموحات وجهد الأعوام الطويلة التي قضاها فقير أو فقيرة ليجد نفسه ملفوظا خارج كل مساحات الرجاء ككلب عقور أجرب يضربه هذا بعصا ويرميه ذاك بحجر , فيا لتعب الأيام وسهر الليالي كيف توأد حياة وتدفن تطلعات رغما عنها وتقمع بل تقتل رغبات اعتقدوها مشروعة ؟ ففي فترة من الزمن مضت لا زلت أذكرها , كانت الجامعات السورية تقبل في أقسام كليات الآداب مثل الأدب العربي والإنكليزي وفي العاصمة تحديدا للقسم الأدبي 115 درجة فقط لا غير وللفرنسي جميع المتقدمين , ولكليات مثل الطب والهندسة والصيدلة درجات مقبولة تتراوح ما بين الـ 180 و 190 درجة , وكانت المناهج أكثر غزارة منها الآن , فما الذي تغير وتبدل ما بين إغماضة عين وانطلاقتها ليغير سلطان المال طبيعة الأشياء فينقلها من حال إلى حال ؟ ففي كل سنة تسوء الأحوال وينحدر حال التعليم ليلامس الدرك الأسفل على أرض الواقع . نعم , ربما تزداد بالفعل الجامعات الخاصة , لكن يزداد معها الجشع ويتضخم حب المال وتتخم جيوب باسمة بينما تقتل آمال باكية , لا أعلم لماذا ترتفع معدلات القبول في المفاضلات السنوية لدخول الجامعات السورية بكل أنواعها علما بأني لم أسمع عن جامعة من تلك الجامعات قد قدمت للبشرية اختراعات علمية أو تفوقت في صناعات الكترونية أو ثقيلة أو بيولوجية أو أحيائية أو ..الخ , فأين مصانع الطائرات النفاثة ومعامل الشرائح الإلكترونية والهواتف المتحركة والمعدات الدقيقة والسفن والطائرات والغواصات والجرارات والدرَّاسات والحفارات والأقمار الصناعية والصواريخ الكونية و..و..و ؟ أين كل هذا كي نرفع معدلات التسجيل فنجعل دخول الجامعة فوق الحلم ؟ هل نخرِّج في كل سنة مئة طالب من أمثال لافوازيه وتسعون فليمينغ وألف أديسون ؟ فلماذا هذا التعقيد وإلى أين ندفع بهؤلاء الشباب المساكين الذين لا خيار لهم إلا في شهادة لا أظن أغلبهم يطمح في أن يخلف من خلالها أحمد زويل أو مجدي يعقوب أو فاروق الباز أو حسن كامل الصبَّاح , بل جل طموحاتهم في أن يجدوا وظيفة أو فرصة ما للعمل في الداخل أو الخارج لا أكثر , إلا إذا استـثـنـيـنا كم العلماء الذين تخرجهم الجامعات ويحملون دكتوراة في تصنيع العلكة وخبراء بدرجة بروفيسور في تطوير صناعة الكازوز , وأساتذة مع كرسي أو بلا كرسي في علم صناعة
تعليب المحارم والمرتديلا بشوائبها المتنوعة ! فتصورا يا رعاكم الله وبعد أن تغلق كافة السبل في وجوههم ما هي المصائر التي تنتظرهم ؟ إننا وببساطة نرميهم في الشوارع , وأصبح السعيد فيهم من أهل دمشق مثلا لو حاز على قبول في جامعة حمص , والحلبي في حماه والطرطوسي في السويداء أو زائير , واللاذقي في درعا أو كينشاسا وربما الإدلبي والرقاوي والديري في ميندناو ! ربما هي حكمة لا نعرفها يترجمها القول الشهير : ( في الحركة بركة ) فتـنتعش تجارة استئجار الغرف والبيوت وتزدهر تجارة النقليات بين المحافظات وتربح شركات الاتصالات لتزايد نسبة المتصلين من الطلاب بأهاليهم وذويهم وينتعش الإقتصاد ويتخرج بعدها الطالب ليتوظف كمساعد شوفير مكوك فضائي قياسا إلى ما عاناه من جهود خارقة لا يحتملها بشر . لا أعلم ما هي الغاية من كل هذا , هل الغاية أن يكره الناس العلم والتعليم , هل الغاية أن يشعر الطالب الذي لم تقبله تلك الجامعات المصونة بأنه حمار لا يفقه شيئا وليس أهلا للتعليم ؟ فإذا كان الأمر كذلك وتبعا للقانون النسبي , سنصبح بعد سنتين أو ثلاث إلى حالة شح أينشتايني وغزارة حميرية , فإلى لقاء في العام المقبل , وكل مفاضلة وأعين الفقراء تجود بدمع حزين .
شام برس