عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عزيزي الزائر ..
شكراً لزيارتك منتدى مصياف للجميع ، لنعمل سويةً للارتقاء به دائماً نحو الأفضل .
لاعطاء صورة مشرقة لمدينتنا مصياف و ذلك بانضمامك لأسرة المنتدى ..
كذلك هناك الكثير من الأقسام و المزايا و الخدمات تظهر حصرياً للأعضاء المسجلين ..
أهلاً و سهلاً بك في موقع و منتدى مصياف للجميع ..

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    من وحي المسير الرياضي إلى محور قرى:

    avatar
    حيدرمحمود حيدر
    مصيافي نحاسي
    مصيافي نحاسي


    عدد الرسائل : 128
    مكان الإقامة : سلمية ـ المساكن
    Personalized field : من وحي المسير الرياضي إلى محور قرى: Male_s18
    التقييم : 2
    نقاط : 381
    تاريخ التسجيل : 22/09/2009

    من وحي المسير الرياضي إلى محور قرى: Empty من وحي المسير الرياضي إلى محور قرى:

    مُساهمة من طرف حيدرمحمود حيدر 8/1/2010, 6:19 pm


    من وحي المسير الرياضي إلى محور قرى:
    (أمّ العمد ـ سنيدة ـ دنيبة...)جنوب سلمية.....
    لأصدقاء المسير في جمعيّة أصدقاء سلمية في يوم الجمعة الموافق/8/1/2010
    *************************************************
    انطلق بنا المسير الرياضي لهذا الأسبوع،وهو أول مسير في العام الجديد،الذي
    أتمنى فيه للجميع السعادة والمسرّة.من أمام مقرّ الجمعيّة في تمام الساعة السابعة صباحاً،متوجهين نحو المنطقة الريفية الجنوبية من سلمية،وتحديداً محور قرى :
    (أم العمد ـ دنيبة ـ سنيدة) ومن ثم العودة إلى قرية (أم العمد)،لقد كان هذا المحور المفروش فوق بساط الطبيعة الأخضر الجميل،أشبه بمثلث متساوي الساقين،ضلعاه المتفرعان من قاعدته، يمتدان إلى رأسه الأعلى في قرية(أم العمد) وفي الأسفل ينحدر إلى رأسيه الأدنيين،في أحدهما استقرّت قرية(سنيدة)وفي الآخر قرية(دنيبة).وتتميّز هذه المنطقة بوجود شبكة مواصلات من الطرق المعبدة الجيّدة التي تربط ما بين مختلف القرى المتناثرة كأحجار الشطرنج فوق رقعة من الأراضي الزراعية الخصبة ،على امتداد هذا السهل المترامي الأطراف، الواسع الأرجاء،وبحسب تقديري من واقع مصور (منطقة سلمية) تقدر المسافة التي قطعناها خلال ساعتين من الزمن حوالي(8)كم أو أكثر بقليل.
    وعلى غير العادة في مثل هذه الأيام الكانونية من أربعينية الشتاء،كان الطقس جميلاً ودافئاً،وعلى جانبي الطريق، حيث الخضرة والجمال، وبين المنعطفات فرش الضباب ثوبه الداكن الشفاف المبلل بقطرات الندى،وكأنك في حلم رومانسي من أحلام الطبيعة التي لاتعرف غير النقاء والصفاء،فينشرح صدرك،وترتاح نفسك وتهيم في نظرك شرقاً وغرباً، شمالا وجنوباً،فيغمرك شعور بالفرح والسعادة،وأنت في أحضانها الدافئة، تسبح في ملكوت سحرها وفتنتها، وكأنك ترافق الشاعر الأندلسي(ابن الفرج الجياني) وهو يتجول في حدائق الأندلس الخضراء الساحرة حتى أنّه ألّف كتاباً في وصف فتنتها وجمالها سمّاه( كتاب الحدائق)،وصف في أحد مشاهده،وبعد أن انتشى وطرب من جمال الرياض،كما انتشى وطرب أصدقاء المسير اليوم ،من جمال لوحة الطبيعة المشكلة الألوان،والتي لبست مع زينتها وجمالها رداء الضباب الشفاف،فأسكرت الكون والنفوس من غير خمرة غير
    الخمرة الممزوجة بعطر الصداقة والمحبة والإلفة والتعاون والصفاء والتفاؤل، لذلك كلّه دعونا ننشد مع شاعرنا ونردّد على مسامعنا،ونؤكد على تنفيذ ماطلبه منّا الشاعر ابن الجياني بقوله:

    اشرَب على ذهبيةٍ == صفراء كالذهب المذابِ
    فالجلَّنار خَلُوقهُ == قد غاب في مسك الضبابِ

    ونحن في مسيرنا نعرف إلى أين نسير،وإلى أين نتجه ،ولا أقصد هنا الوجهة الجغرافية المكانية،وإنما أقصد الأهداف التي ترسم لنا طريق المسير ،وتحدد غايته ومراميه،لقد حدّد البروشور الذي وزعه الأصدقاء منظمو المسير علينا في بداية انطلاقنا صباحاً،بعض هذه الهداف وعدّد منها :
    1ـ المحافظة على صحة الجسم وحيويته ونشاطه.
    2ـ التعرّف على قرى ومناطق جديدة.
    3ـ التفاعل الاجتماعي بين المشاركين في المسير من جهة،وأهالي المناطق التي يزورونها من جهة أخرى.
    4ـ نشر الوعي البيئي في الأماكن التي يزورها المسير.
    ومن خلال الحوار الجاد الذي رافق خطوا ت مسيرنا اليوم،والذي جمعني وعرفني وأطلعني على وجهة نظر بعض الأصدقاء،أبدى البعض ارتياحهم لفكرة (توظيف المسير) لأغراض اجتماعية وثقافية وبيئية، تسمو وترتقي بهذا النشاط الأسبوعي،
    ليكون نشاطاً فعالاً،كما شرح أحد الأصدقاء عن ضرورة،انفتاح جميع الأصدقاء على بعضهم البعض، وفتح قلوبهم وشرح معاناتهم لبعضهم البعض، مع ضرورة الإصغاء ومن خلال اللجان المنظمة إلى كلّ صديق دون التعليق على مضمون
    مشكلته أو التعقيب عليها،إلا بالاستفسار عن أمور غير جليّة فيها،وعن ضرورة أن تكون القيادة جماعية،وأن يخصّص وقت للتأمل والاستغراق فيما حولنا من كائنات وحياة،وهذا يتطلّب كما علّق بعض الأصدقاء إلى انفتاح في الذهنية وسموّ وصفاء في العقل،لأنّ العقل هو مربط الفرس في كلّ مانقترحه أو ننفذه من هذه المقترحات ،وأضاف الصديق:يوجد في بهو الأمم المتحدة لافتة كتب عليها:
    (حصون الحرب تبدأ بالعقل،وحصون السلام أيضا تبدأ بالعقل)ومن هنا يجب
    علينا أن نحكم عقلنا في كلّ ما نقوله أو نفعله،لأنه يبقى دليلاً على وعينا أو جهلنا،على رقينا أو تخلفنا،ومن هنا يترتب علينا ومن هذا المنطلق في التفكير المنطقي يجب علينا أن نعرف،أو نكوّن تصوراً واضحاً،إلى أين يتجه مسيرنا في دروب الحياة،وعبر مسيرة المجتمع الأهلي،تماماً كما نعرف إلى أين يتجه مسيرنا من الوجهة الجغرافية المكانية،فنسلك دروبه بهدي وبصيرة ودقة وانضباط ووعي،عندئذ فقط يعكس المسير صفاء نفوسنا ،كما يعكس سطح المرآة وجه مليحة،ضاهى نور القمر محياها،فتمعّن فيها الشاعر العراقي(إبراهيم الطباطبائي)وفتن بسحرها ورقتها فقال:

    فما القمر المنير لديَّ أبهى == وأسنى من محاسنه جمالا
    هصرت الفود منه فخال أني == لثمت بخده الوريدّ خالا
    فما الورقاء ذات الطوق ناحت == على الأثلاث منه ارقُّ حالا

    وكم كان حبّه لها رقيقاً وكبيراً،ولكنّه لم يكن كاتماً للسرّ:

    أذاع الحب فيك مصون سري == فأسبل مقلتيَّ دماً مذالا

    وهنا تبدأ آلام العاشق، وتظهر على محياه تباريح الهوى،ولاتخفي مآقيه وجده وهيامه،فتسح الدموع، وترتجف الضلوع،وينتفض القلب الهلوع:

    سل الأجفان إِن أنكرت وجدي == فكم دمع لها في الخد سالا
    فدى لك يا غزال الرمل صبٌّ == يبيت الليل يفترش الرمالا
    بخلت بيقظة بالوصل فامنن == بطيفٍ منك يطرقني خيالا
    وحسبي أنّ لي بهواك قلباً == يكابد بعدك الداء العضالا

    عافانا الله وعافاكم من وجد الهوى والهيام،فهو ألذّ من كأس المدام ،ولكنّه في النهاية يودي بصاحبه إلى السقام.
    ولكن عندما يلتفي الحبيب حبيبه،يخفق قلبه، وترتجف أوصاله، وينسى ما يقوله أو يعبّر عنه،ولكن يغمره شعور بالسعادة والتفاؤل، وينسى مرارة العتاب وآهات
    البعاد ،وتعود لنفسه الطمأنينة،ويشدو الغزل أنشودته على لسان ناي أبي القاسم الشابي حينما يعزف نشيده:

    أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ == ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأَملْ
    وتنمو بصدري وُرُودٌ عِذابٌ == وتحنو على قلبيَ المشْتَعِلْ
    ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحَيَاةِ == وذاك الشَّبابُ الوديعُ الثَّمِلْ
    ويفْتِنُني سِحْرُ تِلْكَ الشِّفاهْ == ترفرفُ مِنْ حَوْلهنَّ القُبَلْ

    أمّا مسالك المسير ودروبه يجب أن تكون واضحة وغنيّة،كمسالك الحبّ الذي يتملك القلب، قد يضنيك، ولكنه في النهاية يسعدك ويسكن شغاف فؤادك:كما سكن الحبّ قلب شاعرنا إبراهيم طوقان وأضناه الشوق ،فأهدى لمحبوبته التحيّة وشكا لها وجده:

    سلامٌ عَليك وَلَو شَفَّني == مِن الوَجد وَاليَأس ما شَفَني
    أُداري غَرامَك جهد الحَليم == فَما يَستَريح وَما أَنثَني
    وَقَلبي كَما يَشتَهيه الهَوى == لِغَير جَمالك لَم يُذعن

    ودواء الجوى،وشفاء الأسى، بيد المحبوبة:

    خَفوقٌ ولَو شئتِ سَكَنته == وَلَو شاءَ غَيرك لَم يَسكن
    سَقيم وَلَو شئت أَبرَأته == بِعَطفك من دائه المزمن

    أيها الأصدقاء تحيتي إليكم،تحية الوجد والحبّ الذي لاسقم فيه ولا ضنى،تحيتي إليكم مطيّبة بعطر الطبيعة الوارفة الظلال،ومفعمة بموسيقا أصوات طيورها وحيواناتها التي عبرناها اليوم في طريق مسيرنا كغقغقة الزاغ،وصياح الديكة و قرقرة الأوز وخوار البقر ونهيق الحمار ونباح الكلاب وثغاء الغنم،واسمعوا معي هذا النشيد الخلاب لفيلسوف الفتنة والسحر والجمال،وناي الطبيعة الساحر أبي القاسم الشابي،وأنتم تحتسون كأس المتّة لتطربوا لوقعه كما طربتم لصوت أناشيدكم وغناؤكم الذي بدأ على قمة التل وانتهى في جوف الحافلة التي ضاقت بعددكم ولكنها وسعت لقلوبكم التي غمرها الفرح وأشجاها عزف وغناء من غنّى ولم يطرب، ومن أطرب ولم يغنّ،قال أبو القاسم الشابي في فلسفة رقة الطبيعة،وثورتها الهوجاء:

    وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ == محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ
    يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ == شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ
    فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ == وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ
    وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ == وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ
    وتهوي الغُصونُ وأوراقُها == وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ
    وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ == ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ
    ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ == تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ
    وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ == ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ

    وفي الختام،أنتم يأصدقائي: أصدقاء مسير الأمس، واليوم، وغداً ، أنتم هذه البذور الصالحة التي تحمل ذخيرة عامرة بالصداقة والإلفة التي لاتفنيها،ولا تذروها عواصف الأيام، ولا تهزّها ريح الجبال، ولا يفقدها صقيع الشتاء حرارة الدفء،وإنما يلبسها الضباب رداء النقاء،ويغسل زيفها أوتار المطر.
    وكم بدأت موضوعي بتحيّة العام الجديد، أختمه بتحيّة العام الجديد،وأعيد وأكرّر:
    كلّ عام والجميع بخير وعافية،وإلى أن نلتقي في مسير قادم أتمنى لكلّ الأصدقاء السعادة والمسرّة.
    سلمية في/8/1/2010
    الصديق:حيدر حيدر
    من وحي المسير الرياضي إلى محور قرى: 197544

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 11:30 pm